كيف ترفع النساء ضغط الدم؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
محطم الخطوات..شريدا..مهموما..جاءني على غفلة ساعة الظهيرة بائحا لي همه..شاكيا لي غمه، وكان يوما شتائيا وقد وجد البرد طريقه إلى عظامي، وتدثرت بسريري في استراحة لم تطل، تأفف قليلا..ولم يطل، ثم قال يا صديقي: لا تتوقف زوجتي عن الرغي "عمال على بطال"، تركت لها البيت واتيتك على وجهي هاربا، لقد ضقت ذرعا بـ"القيل والقال وكثرة السؤال".
أجلسته مرحبا في الصالة مهدئاً من روعه، وذهبت لصنع قدحين من القهوة لعلنا نكسر فيهما برد الجو، ودخلنا بعد هنيئة في سراديب حكايته ولم نخرج بنتيجة مرضية..!!.
وقبل أيام سمعت أن صاحبي في أحدى شركات المعمورة تقدم بطلب لمديره لينقله لقسم أخر منزعجا من ثرثرة زميلته في القسم ذاته، ونسيت سهو ليس إلا..أن أحدثكم عن صديقتي التي تحفر رأسي عنوة كلما هاتفتني بمواضيع ليس لها أدنى قيمة في الأجندة الحياتية لدي..تتكلم بشغف..ترغي..تفضفض.. تقول كل ما جعبتها، وأنا أستمع فقط..ومن ثم تقفل الخط بكلمة "باي"..!!. لتتركني فيما بعد وحيدا محاولا الإجابة عن عظم دهشتي من اتصالها الخاطف الذي لم نتناول فيه أي قضية ذات شأن يذكر!!.
قصص كثيرة تداهمنا، تغزونا كل يوم، وإذا كنت من سكان كوكب الأرض فلا بد أنك وقعت ذات يوم بمصيدة "القال والقيل" فهن لا يعترفن بما "قل ودل إلا في المناسبات والأعياد القومية"، وكذلك ربما كنت ذات محض صدفة فريسة أو ضحية لفخ "رغي" أو ثرثرة جعل ضغط دمك يرتفع حتى "الغليان" أو عساه اقل بقليل.
علماء النفس يوضحون أن "الرغي" والثرثارة والمقصود بهما الإفراط في الكلام يعتبران مفتاح خروج المرأة من الضغط اليومي والاضطرابات النفسية والعصبية بعكس الرجل الذي ربما يميل إلى العدوانية أحيانا ليتخلص من الضغوط الحياتية التي باتت تشكل العائق الأهم في استقرار الأفراد والمجتمعات وزعزعتها بخاصة في ظل التقدم والتسارع في عجلة التكنولوجيا الكونية.
ولكن هل الرجال بمعزل عن "الثرثرة"؟. طبعا الجواب بـ(لا)، ولكن حين التدقيق في كينونة السؤال. نجد أن ثرثرة الرجال موجودة لكن بنسبة أقل، وهنا في فلسطين الرجال يثرثرون في السياسية بشكل خاص، حتى لوهلة تعتقد أن كل الشعب محللا سياسيا أوحد، اسمحوا لي أن أتواطأ وابرر قائلا أن ذلك ربما يعود لكون الاحتلال يتربص بمصيرنا أينما كنا، أو ربما جاء كنتيجة لطبيعة الثقافة -ثقافة المؤامرة- السائدة في غددنا العقيلة..وما أدراك ما ثقافة المؤامرة.!! والأجواء التي نشأت وتنشأ فيها الأجيال.
أبحاث علم النفس تكاد تجمع على أن "الفضفضة" أو الثرثرة يستخدمها الأطباء النفسيون لعلاج معظم الإمراض النفسية التي يتعرض لها الرجل والمرأة، وتشير الأبحاث أن مضمون الشفاء لدى النساء من خلال "الفضفضة" هو أكثر نجاعة ونجاحا وذلك يعود لتركيبة المرأة البيولوجية المبينة على عدم الكتمان بسبب عاطفتها القوية بعكس الرجل الذي تغلب عليه صفة العقلانية.
وبينت دراسة طبية حديثة أن المرأة تحاول دائما مشاركة صديقاتها وأقاربها في حل مشاكلها اليومية، بينما يحاول الرجل تجنب الحديث عن مشاكله، وهذا يفسر أن المرأة تواجه الضغوط النفسية بطريقة سليمة أكثر من الرجال، ويرجع ذلك إلى هرمون "اوكسيتوسين" الذي له تأثير كبير في ضبط المزاج وقد كشفت الدراسات الحديثة أن النساء يتأثرن بدرجات مختلفة بهذه الضغوط حسب كمية "الاوكسيتوسين" لديهن. وعند قياس نسبة "الاوكسيتوسين" لدى السيدات اللائي لديهم ضغوطات قليلة في العلاقات ويحاولن إسعاد من حولهن ترتفع لديهن نسبة "الاوكسيتوسين" أما السيدات اللاتي لديهن مشاكل عديدة وضغوطات نفسية ويشعرن بالخوف فتقل نسبة هرمون "الاوكسيتوسين" لديهن.
ولكن السؤال المطروح الآن، ما ذنب الرجال أن يرتفع ضغط دمهم؟.
خلف خلف