بإستطاعتكم... لكن التاريخ لنا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يستطيعون بتر الأطراف وتفجير السيارات، ترهيب الآمنين وتدمير المنازل، يستطيعون بث الرعب فى النفوس، سحق الأجساد وإستباحة الأعراض، شل حياة العباد وزعزعة أمنهم. يستطيعون ربما إشعال فتيل الفتن وبث سموم التعصب، شق الأوصال وإستئصال الوفاق، صدع جدار الوحدة وزلزلة الأرض من تحت الأقدام، فض الوئام وضخ العداء فى صفوف المسالمين، قص الرقاب بسيوف ملوثة بالكراهية. يستطيعون فتح ابواب الجحيم في وجوه الأحرار وتفريغ الأوطان من أبنائها ورميهم في أزقة الغربة وعلى أبواب الهجرة، يستطيعون ربما تبرئة المجرم وتجريم البرئ وتحويل ساحة العدل ميداناً لذوي الملفات السود، يستطيعون كم الأفواه وتقييد الأيادي، كتم أنفاس الحقيقة وتزوير الحقائق.
لكن ألم يخطر على بال هؤلاء أن للحرية جناحي نسر تسمو عاليا ثم تنقض لتفترسهم، وانها تقتات من دماء الشهداء ؟ الم يخطر على بالهم أن السيف لم يقو يوما على القلم والتاريخ يشهد على إخفاقات الدم أمام الحبر، وانهم عندما يقطعون يدا تنبت أيادٍ أخرى تكمل المسيرة، وانه عندما يبترون قدما تفرخ اقداما اخرى تكمل السباق حتى النهاية، وانهم ما ان يخمدون شعلة حتى تهب مشاعل اخرى لإنارة الدرب المزنر بالأشواك، وانهم عندما يفجرون هنا وهناك تتحول تلك الأماكن المنصهرة بالدم والرصاص الى مزارات مقدسة وأماكن عبادة لا تفرق بين الأعراف أو الأديان.
ليمت هؤلاء في غيظهم لأن أوجاعنا ستحول أنتصاراتهم الموهومة الى كابوس يلاحق أجفانهم على أسرتهم المنجسة، وان عظامنا المسحوقة ستكسر أياديهم التى تتطاول على خليقة الله هنا وهناك، ولنبتسم لأنهم قامروا ويقامرون بحياتهم في كل مرة ينفثون سمومهم في العقول، ولنقم بأجسادنا المفرغة ربما من يدٍ أو رجلٍ أو عينٍ لأننا بذلك نرمي بهم في هاوية شرورهم.... لنبتسم لأنهم ربما يفجرون الاجساد لكنهم أبدا لن يلمسوا الأرواح لأنها في يد الخالق، لنبتسم لأنهم بكراهيتهم أدخلونا التاريخ فيما أخرجناهم منه... بأطراف مبتورة وجثث متطايرة.
جميله العوابدة
الكويت