صراع النور و الظلام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
امتدت يد الظلام لتمنع نور الحقيقة كيلا يكشف عورة المساحة المظلمة.
يد... يحركها عقل تعفن بالبله خلف كواليس البشاعة، نتيجة الخوف أن ينكشف أمره وهو يمارس جريمة سفك ألوان الجمال، واغتصاب الحق، ومصادرة قيم الحرية.
قال النور مخاطبا يد الظلام : مستحيل أن تمنعي أشعتي من التسلل نحو زوايا " قبحك ". لأنه مهما توقف زحف إشعاعي برهة من الزمن، فانه لابد أن يعاود الزحف لتنحسر المساحة المظلمة أمام قوة نوري.
يد الظلام : صراعي مع الأشعة صراع أزلي، لأن الأشعة تفضحني، ولازلت قادرة على لثمها بظلمتي كيلا تتسرب عبر شقوقي.... ثم صرخت قائلة:
لماذا أيها النور.. تستعدي بشاعتي، وتحاول أن تكشف عورتي؟!
اذهب إلى المساحات التي تفتح لك نوافذها، واتركني أمارس "قبحي ".
أنت.. أيها النور كائن مخلوق من جوف الحقيقة.
وأنا : كائن مخلوق من عفن الزيف.
عالمك أيها النور : مشع.. يتعرى بلا خجل.
وعالمي : مظلم.. يتحجب كيلا يتكشف زيفه.
قال النور: ومن قال لك أن رسالتك أن تحاربي أشعة الحقيقة، حتى وان تخفى الزيف خلف حجابك ؟!
أنـتِ : لست إلا وعاء لاحتضان القبح والشر، وهدفا للنور كي يفضح قبحك وشرك مهما امتدت مساحتك التي لا تقوى أن تمنع هجوم الأشعة.
يد الظلام : لك قيمك أيها النور... ولي قيمي.
قيمي تقول : استروا ما واجهتم " قانون ضد التعري أمام الحقيقة ".
و تقول : أن السكوت من ذهب " قانون ضد القول الصريح " لمنع الكلام (الفضة).
أنت أيها النور... بلا حشمة لأنك لا تستتر.
وأنا... يغطيني الظلام كي يستر عورتي.
منك أيها النور : خلق إبليس..
وفيني... " مقبرة الحقيقة ".
النور : لكن انتماء إبليس إلي لا يدين قداستي، فلا زلت امثل أسم " الله ".
أما احتواءك لمقبرة الحقيقة، فانه يمنحني الحق أن أغزو معاقل ظلمتك، كي افضح مظالمك.
لقد تبرأت من إبليس عندما استكبر على الإيمان بالحقيقة.
ولم تتبرأئي..يا يد الظلام.. عن مهمتك في التستر على البشاعة، بالرغم من انكشاف زيفك.
أنا لك بالمرصاد.. أيتها اليد التي لا تمتد إلا لكي تحجب النور، وستنتصر أشعتي، و تزيل مساحيق وجهك.
يد الظلام : لولا المساحيق لافتضحت حقيقة ملامحي، فلم تحاول أن تزيل مساحيقي أيها النور؟!
النور : مساحيقك تزور ملامح وجهك، لكنها تبرز حقيقة جوهرك المشوه.
يد الظلمة : أنت لا تستحي.
النور : وسوف اصنع فيك ما شئت!!
سالم اليامي