القدس.. العقدة والحل
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
هل يستطيع أي متابع لشئون مشكلة الشرق الاوسط أن ينكر أن مدينة القدس هي العقدة للوصول الي سلام عادل ودائم في الشرق الاوسط.. بل وقد تصبح سببا وحجة لتأجيل الانتخابات التشريعية الفلسطينية..
وهل يستطيع أن ينكر أي متابع محايد حقيقي أنها مدينة مقدسة لكل أتباع الأديان السماوية.. هي كذلك لليهود والمسيحيين والمسلمين.. هي مدينة داود وسليمان والمسيح و المسجد الاقصي وقبلة المسلمين الأولي..
وكل من يؤمن أنها له فقط من وجهة نظر دينية متعصبة مستعد أن يقتل نفسه وغيره في سبيلها..
والنتيجة الطبيعية لذلك أنه سيسيطر عليها الاقوي الي حين كما كان الحال طوال تاريخها.. تداول السيطرة عليها الرومان والمسلمين والصليبيين والعثمانيين والانجليز.. وفي هذه اللحظة اسرائيل هي من تسيطر لأنها هي الاقوي في المنطقة.. ورغم كل الدماء المراقة في سبيلها.. ستظل دائما مسمارا في نعش السلام في هذه المنطقة من العالم.. بل سببا في تهديد السلام العالمي نفسه.. وقنبلة موقوته ممكن أن تنفجر في اي لحظة لتهدد ليس فقط السلام في المنطقة بل السلام في العالم كله..
فلماذا لا ننزع هذا المسمار؟
لماذا لاتعود القدس للجميع.. لماذا لا تصبح مدينة السلام فعلا.. يصدح فيها صوت الآذان وتدق أجراس الكنائس ويبكي فيها اليهود كما يريدون علي حائط المبكي..
لماذا لا تصبح ملكا للإنسانية كلها و ونبراسا ودليلا لإمكانية تعايش الاديان..
لماذا لا نجعلها عاصمة العالم الحر.. بل ومقر الامم المتحدة..
إنني أكمل دعوة سابقة قد يعتبرها البعض تخريفا وجنونا.. لأن ينتقل مقر الأمم المتحدة من نيويورك الي القدس.. لعل هذا ينهي الصراع الأبدي عليها..
وتقوم الامم المتحدة بعمل احصاء لسكانها الحاليين وقبل فوات الاوان.. وتترك لهم حرية الاختيار.. إما ان يصبحوا تابعين لها او ينتقل كل منهم الي اي بلد يريد..
أما من يصر علي أن تكون القدس سببا للتقاتل وإراقة الدماء فهو في الحقيقة ضد الله مهما كان الدين الذي يبرر له ذلك.. ومن سيوجه الي السهام أقول له مقدما.. لن أرد عليه.. لأن دعوتي ليست لها اي علاقة بدين معين.. ولكنها العودة الي أصول الدين الحقيقية.. العودة الي الله ودعوته الي الحب والتسامح والدعوة اليه بالحكمة والموعظة الحسنة.. وهي السمة المشتركة بين كل الآديان..
الدفاع عن الوطن اي وطن ليس له علاقة بأي دين ولكن له علاقة بالمواطنة.. من روي رمال سيناء بدمائه.. فعل ذلك لأنه مصري.. مسلم كان او مسيحي.. ومن يقاوم حقيقة في العراق.. وليس من يمارس الارهاب.. يفعل ذلك لأنه عراقي.. شيعي او كردي او سني او آشوري أو كلداني..
ومن يجب أن يدافع عن فلسطين يفعل ذلك لكونه فلسطيني سواء كان اسمه محمد او إدوارد..
من يحب مصر ويفديها بدماءه يجب أن يفعل ذلك لأنه مصري سواء كان اسمه عمرو او محمد أو جرجس أو حنا..
ولكن هذه المنطقة من عالمنا أصيبت للأسف بما يمكن أن نطلق عليه التحزب الديني..
مصر (بل و معظم بلدان العالم العربي ) تحولت للأسف بفضل التعصب الي ثلاثة أحزاب متصارعة.. حزب اولاد الأكابر ممن يملكون المال الفاسد ممن ينافقون النظام الحاكم في مصر و أي دولة عربية أخري ويرتبطون معه مصلحيا..وهم في الحقيقة لايهمهم لا دين ولا وطن.. ومتعصبي المسلمين من أمثال بن لادن والزرقاوي وبعض الجماعات والاحزاب الاسلامية المتطرفة ومتعصبي الاقليات الآخري من قبط وشيعة وغيرهم.. بينما المصريون الحقيقيون الاحرار (ومثلهم المواطنين المطحونين في البلاد العربية الأخري سنة كانوا او شيعة او مسيحيين ).. من اقباط مصر الحقيقيين مسلميهم ومسيحييهم ضائعون و مطحونين.. ولن تعود مصر كما كانت إلا إن أفاق هؤلاء من غفوتهم وتحالفوا ضد الاحزاب الثلاثة لتعود مصر لعهدها مهد الحضارة والتسامح الديني.. دولة مواطنين وليس رعايا..
إن الحل العادل والشامل والدائم لمشكلة فلسطين.. وعلي رأسها قضية القدس.. هو بداية الحل لكل مشاكل الارهاب والتطرف في الشرق الاوسط وسيكون البداية لانتشار ثقافة الديمقراطية وأفول ثقافة الديكتاتورية والاستبداد..
إن القدس ليست مشكلة في الصراع الفلسطيني الاسرائيلي فقط ولا حتي في الصراع العربي الاسرائيلي فقط.. ولكنها مشكلة عالمية.. تهدد السلام العالمي والاستقرار العالمي..
وحل مشكلة القدس سيفتح الباب لحل كثير من مشاكل الارهاب والتطرف الذي يهدد دول المنطقة ويهدد دول العالم كله.. بل ويمنع عولمة الارهاب..
إن القضية الفلسطينية وعلي رأسها قضية القدس هي السبب الرئيسي لعولمة الارهاب.. وحل هذه المشكلة الي الأبد سيؤدي الي مانتمناه جميعا.. في الشرق والغرب.. في الدول العربية واسرائيل.. عولمة السلام والعدل والتمية الاقتصادية والقضاء علي الفقر وانتشار ثقافة حقوق الانسان وثقافة الديمقراطية.. وأفول ثقافة الديكتاتورية والاستبداد سواء كلن قومي او ديني..
فهل تعي الامم المتحدة وتعي المنظومة الدولية هذه الحقيقة وتبدأ في مواجهة الارهاب بالحلول الحقيقية.. أم سنظل في دوامة الارهاب والحرب ضد الارهاب طالما تقودنا فلسفة الادارة الأمريكية الخاطئة ونظل بين رحي بن لادن وبوش.. ويزداد عدد الضحايا الابرياء..
إن النتيجة الوحيدة لأخطاء السياسة الامريكية في حربها سابقا علي الشيوعية وحربها الحالية علي الارهاب وعدم حل القضية الرئيسية في الشرق الاوسط حلا نهائيا.. هو نمو التيارات الدينية المتطرفة في الشرق الاوسط وإغراق المنطقة والعالم في آتون التطرف والارهاب.. ولعل الانتخابات الاخيرة في مصر والعراق خير دليل علي ذلك..
القدس هي العقدة وهي الحل..
عمرو اسماعيل