أصداء

صراع بين اميركا وايران

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

صولاغ وزيرا لداخلية العراق هو عضو قيادي في المجلس الأعلى للثورة الإسلامية، في مراجعة بسيطة لماضي المجلس الأعلى نقول بأن هذا المجلس هو نتاج للحرب العراقية الإيرانية حيث أن الإيرانيين و بعد اندلاع الحرب بينهم و بين العراق عام 1980 سعوا إلى إيجاد تنظيم ( عراقي ) معارض يستندون عليه في محاربة النظام البعثي الذي أغار على أراضيها. إيران حالها حال دول الشرق المسلم، دولة للمخابرات و للأجهزة الأمنية سطوة كبرى و من غير الممكن أن يكون هنالك نشاط سياسي لأية معارضة على أراضيها من دون أن يكون هذا الجهد المعارض مرتبطا ارتباطا مباشرا بالأجهزة الأمنية و هذا ما حدث مع المجلس الأعلى للثورة الإسلامية و غيره من التنظيمات العراقية التي كانت تتخذ من إيران مقرا لنشاطاتها، حيث أن جهاز الاطلاعات الإيرانية كان يقود المجلس الأعلى و يوجه نشاطاته و كان يتحكم بأنفاس جميع من عمل في هذا المجلس من أصغر موظف الى أعلى السلم في قياداته.

في أحد فروع شارع منوجهري حيث كان يقع مقر المجلس الأعلى للثورة الإسلامية كانت هنالك بناية تقع إلى يسار هذا المقر تسمى ( البيشتيباني ) و هي كلمة فارسية تعني ( الدعم ) و كانت هي المقر الرسمي لجهاز الاطلاعات الإيراني ( المخابرات ) حيث كانت كل دوائر المجلس الأعلى و قياداته تتبع إداريا و سياسيا و ماليا لهذه المجموعة الأمنية. من بين موظفي هذه المجموعة كان هناك بعض الأشخاص الذين يتحدثون العربية و هم من مهجري عام 1970 و يحملون الجنسية الإيرانية.

من الغباء أن نتصور بأن هكذا علاقة قد وصلت إلى حد الطلاق الكاثوليكي بين الطرفين بين عشية و ضحاها، هذا إذا علمنا بأن المجلس الأعلى بموظفيه و أعضاءه و بفيلق بدر التابع له لا زال يتلقى رواتبه و دعمه من الحكومة الإيرانية، و إذا علمنا بأن عدد أعضاء منظمة بدر يصل إلى 100 ألف عضو حسب تصريحات قيادات المجلس الأعلى للثورة الإسلامية مضافا إليهم بضعة آلاف من الموظفين التابعين للمجلس الأعلى في العراق و إيران، نجد و بعملية حسابية بسيطة بأن الدعم الإيراني للمجلس الأعلى يصل إلى رقم ما بين 20 – 30 مليون دولار شهريا.

أما صولاغ وزير الداخلية العراقي و هو القيادي في المجلس الأعلى للثورة الإسلامية فإن اسمه جاء من الكلمة الفارسية ( سولاغ ) أي ( ثقب أو زرف ) و ربما هي ليست بالمصادفة بأن هناك ثقبا في الحكومة العراقية تتسلل منه الأجهزة الإيرانية لتحويل العراق إلى نسخة جديدة من النظام الشوفيني القمعي الفارسي الذي يسيطر على مقدرات الشعوب الإيرانية.

لكن ما يهمنا كعراقيين هو أن رحى معركة استخبارية خفية تدور منذ فترة ليست بالقصيرة بين إيران و الولايات المتحدة على أكثر من صعيد أبرز معالمها، الصراع بين منظمة بدر و القوات الأمريكية داخل العراق. تميز هذا الصراع في تحول منظمة بدر إلى ميليشيا أو جزء من وزارة الداخلية العراقية بعد تسنم السيد ( صولاغ ) لمنصبه كوزير للداخلية في حكومة الجعفري الانتقالية، حيث لم يخلو بيان من بيانات وزارة الداخلية في عهد ( صولاغ ) من أن أبطال منظمة بدر قد شاركوا في إلقاء القبض على علان أو فلان أو قيامها بمهاجمة الإرهابيين في أوكارهم. و للتذكير فقط نقول بأن قادة المجلس الأعلى كانوا قد قالوا عام 2003 بأن فيلق بدر قد تحول إلى منظمة سياسية و سميت المنظمة من حينها منظمة بدر و شاركت في الانتخابات الأخيرة التي أجريت في 30 كانون الثاني 2005.

و تعتبر منظمة بدر الحليف الأقوى للإيرانيين في العراق بسبب من أن تسليح و دعم هذه المنظمة يتم عبر الحرس الثوري الإيراني، وقد أسست هذه المنظمة من قبل الحرس الثوري الإيراني و كانت تتبع لقيادة قوات البسيج ( التعبئة الشعبية ). و كانت هذه المنظمة قد قاتلت إلى جانب القوات الإيرانية خلال حرب الثماني سنوات بين العراق و إيران و تتهم هذه المنظمة بأنها مارست ضغوطا على الأسرى العراقيين في إيران لإجبارهم على القتال إلى جانب القوات الإيرانية ضد بلدهم. و تصل تلك الاتهامات إلى حد القتل و التعذيب ضد الأسرى العراقيين خلال أعوام الثمانينيات.

و السؤال الذي يجب أن يجيب عليه صولاغ: هو لماذا يجري ضم ميليشيا بدر ذات الطابع الطائفي ( شيعية ) و إغفال ضم المليشيات الوطنية الأخرى إلى أجهزة وزارة الداخلية، علما بأن القرار الذي أصدره مجلس الحكم المنحل برقم 91 قد دعا إلى تحويل الميليشيات المسلحة لقوى المعارضة العراقية والتي قاتلت نظام صدام حسين، إلى جزء من القوات المسلحة العراقية الجديدة. هذا السؤال نوجهه لصولاغ فيما إذا كان فعلا يطبق قرار دمج الميليشيات ضمن أجهزة وزارة الداخلية و هو أمر مشكوك فيه لأن الدمج شمل ميليشيا واحدة و هي الميليشيا ذات الهوى الإيراني. و يأتي تحويل قوات منظمة بدر إلى جزء من أجهزة وزارة الداخلية تلبية للأجندة الإيرانية و طمعا في رضا الإيرانيين عن السيد صولاغ و مجلسه الأعلى كي يستمر الدعم المادي و المعنوي بعد أن شهدت علاقات المجلس بإيران بعض التوتر العام الماضي و أثناء أحداث النجف التي قادها السيد مقتدى الصدر حيث اعتبرت إيران في حينه الصدر من يمثل المقاومة العراقية الحقيقية لطرد المحتل و قدم دعم غير محدود لما يسمى بجيش المهدي اشتمل على الدعم المالي و التسليحي.

لقد بذلت قيادات المجلس الأعلى للثورة الإسلامية جهودا كبيرة من أجل ضم هذه القوات إلى وزارة الداخلية لتخفيف العبء على الإيرانيين الذين يمولون المجلس و منظمة بدر معا، و كانت الخطط الإيرانية تتركز على تسريب عناصر منظمة بدر إلى داخل الأجهزة الأمنية العراقية في محاولة لأحكام قبضة المجلس الأعلى للثورة الإسلامية بقيادة السيد عبد العزيز الحكيم على مقدرات الأمور في العراق و بذلك تكون إيران قد انتصرت في حربها الاستخبارية ضد الولايات المتحدة الأمريكية في حال تحول وزارة الداخلية العراقية إلى قاعدة إيرانية بحتة من خلال منظمة بدر و المجلس الأعلى للثورة الإسلامية.

و كانت إيران قد اشترطت حسب الأنباء المتسربة من ضمن الدائرة الضيقة لقيادات المجلس الأعلى و حزب الدعوة الإسلامية بقيادة الجعفري، اشترطت غض الطرف عن المطالبة بتعويضات عن الأضرار التي ألحقتها القوات العراقية بها خلال حرب الثماني سنوات بين الطرفين، في حال قيام نظام صديق و غير ( معادي ) لإيران و تطمئن له القيادات الإيرانية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف