أصداء

فتح وحماس، والوفد المصري

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

عقلاء الطرفين سيحاصرون تفجر الخواطر، وجاهل من يشك في ذلك، وغافل من يراهن على حالة الانفعال والشد التي لن تبلغ ذروتها، ولن تشفي غليل اليهود، لأن توازن القوى على الأرض بحد ذاته رادع لتطرف أي مهووس يفكر بالقوة فقط، ويظن أنه قادر على تصفية الآخر، وبسط هيمنته، وكل من يظن نفسه أنه القوى العظمى في الساحة الوطنية الفلسطينية فهو واهم، لأن هذا الوطن لكل من قال أنا عربي فلسطيني، مسلم كان أم مسيحي، ومن يتوجس في نفسه الريب، ويظن أن الوطن له وحده، وأنه لوحده، وبسيفه المشرع الوحيد قد حرر بعض التراب، فهو واهم أيضاً، لأن كل السيوف قواطع، ولم يبخل في العطاء أحد، وامتزجت في المعركة كل الدماء، وتبللت بالندى الجباه، كل حسب قدرته، وطاقته، وبالتالي كل له نصيب بالحياة، والحضور، والاستقرار، والقرار، والمجتمع العربي الفلسطيني من خلال صناديق الاقتراع قادر على فرض إرادته على كل الأطراف.

فلم الخلاف؟ إن رؤية الآخر، والتسليم بحقيقة وجوده شرط الديمقراطية، وتوقع كل الاحتمالات في الديمقراطية واجب، والنتائج لا تعني نهاية المطاف، ولا هي غاية المنى، فمن يخسر مرة، سيكسب أخرى، والعكس، والنتيجة هي أن الرابح شعبنا الذي بدأ يحسن التعامل مع معطى جديد على ساحتنا السياسية الفلسطينية غاب عنها عشرات السنوات.

إن التعبئة الخطأ، وحشد العناصر القائم على نفي الآخر لهو نفي لإبداع المقاومة، ونفي للإرادة العربية الفلسطينية التي نمت في تربة العمل المخلص، والتغطية الحميمة في الملمات، وكل من يؤمن بالله ورسوله، يقر بقدرة العقل النقي الطاهر، وصفاء الضمائر على تجاوز العتلة، وهذه سمة العقول الكبيرة، أما العقول الصغيرة فتأسرها الصغائر، لاسيما أننا كشعب ما زلنا في المعركة، وما زالت إسرائيل لم ترفع قدمها عن عنق التراب العربي الفلسطيني بعد، وما زال ميدان المواجهة يتسع للجميع.

إن أهم سمة تميز الشعب العربي الفلسطيني، وأهم معلم بارز للعيان في شخصيته، أنه لا يحب كل مختال فخور، ولا كل معتد أثيم، ولا يساند من يشعر أنه ظالم متجبر، شعبنا يقف خلف كل متسامح، ويعطي دعمه الكامل لكل صادق غيور، يغشى الوغى، ويعف عند المغنم.

إن في بيتنا الفلسطيني أخوة من مصر، يمدون لنا يداً بيضاء، تخرجنا من العتمة التي انحشرنا فيها، لنفتح لهم القلوب والعقول، لاسيما أن شعبنا يتمنى لهم من كل قلبه النجاح، بقدر ما يتمنون لشعبنا من كل جوارحهم الحرية والأمن والاستقرار، ويقدر لهم شعبنا هذه الوقفة الشجاعة في الظروف الحرجة، ويقول لهم: إياكم والتخلي عنا في هذا المنعطف.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف