أصداء

إنتخابات ايران... حكومة للجنة، وشعب للنار

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

تستعد الارصفه، وواجهات الشوارع لحمله دعائيه جديده، لانتخابات على الابواب، صور بالاسود والابيض لوجوه ولحى وعمائم كلها منزوعة عنها الالوان، وكان هذه الموجه الكئيبه، في الازقة والبازارات الضيقه فريضة، او شعيرة قدسيه على العابر ان يؤديها فرضا، في نوبه من نوبات الديمقراطيه الترفيه المكرره.

والمطلوب من الانتخابات هو ليس حكم الشعب، والاخذ برأي الاكثريه، فمهما تلضى الشعب بنار الفقر والاميه والمخدرات والامراض والدعاره المقنعه باسم المتعه لن يمنح الحق بتغيير القرارات. السياسات جاهزه والاوامر الالهيه التي يصدرها الامام المرشد الاعلي معصومه عن الخطأ، وهي اعلى من قرارات الشعب، كون المرشد يشغل ايضا منصب نائب الامام المهدي، ذلك المعصوم الذي لا يظهر للعامه، والذي منح حق استقبال تعاليمه حصريا وحكريا للولي الفقيه المرشد الاعلى. وهو القناة الغيبيه والوحي الذي يرتبط من خلاله الزعيم بالاله والتعاليم التي لا يحق للشعب نقضها. فما جدوى الانتخابات، واي ترف تزف هذه الموضه؟

في اخر انتخابات رئاسيه (9-6-2001) جدد الرئيس الحالى محمد خاتمي فوزه بنسبة (81%) من الاصوات، واعتبر ذلك الحدث مبايعه جماهيريه لتيار الاصلاحيين، وامل بانفراج تدريجي في احتقان السلطه، فهل تغيرت قرارات المحافظين الفوقيه حينها، وما الذي يمكن ان تقدمه الانتخابات القادمه في 17-6-2005، حيث سيعلن عن فوز جديد لاكبر هاشمي رفسنجاني بنسبة قد تكون مماثله؟

ستحل الانتخابات، وترحل كسابقاتها لتصب في كيس الحكومه مصداقية على الطراز الشرقي من الديمقراطيه، وليحاجج رجال الدين المحافظين بين حكومات العالم الثالث كونهم الممثلين الشرعيين لابناء هذا البلد.

ستبدأ الانتخابات وتنتهي والخاسر الوحيد فيها هو الشعب الايراني، وقد وضع في عنقه طوقا جديدا من احكام غير قابله للنقاش، فمن يستطيع ان يرد على الولي الفقيه واوامره معصومه؟ ومن يحق له ان يغضب الله والامام المهدي المنتظر، ومن يستطيع ان يحرج رئيس تشخيص مصلحة النظام (هاشمي رفسنجاني) القادم للرئاسه؟ من يجرؤعلى ذكر مطالب دنيويه تتعلق مثلا بحق توفير التعليم والسكن والرعايه الصحيه اوخدمات النقل والمجاري فضلا عن توفير فرص عمل، او مكافحة الفساد الاداري وانتشار المخدرات، او قد تكون مطاليب قوميه او طبقيه اوغيرها من وساوس النفس الامارة بالسوء. ومثل هذه الامور (الرفاهيه التافهه) لم يتطرق لها - ترفعا - حتى في الحمله الانتخابيه.

ايران، حيث تجاور الجنة النار.لا تقدم الانتخابات ثمة جدوى لشعب يتحرق في الطرقات بحثا عن اللقمة، او منفذ هرب الى الخارج، بل لنخبة مترفه تستثمر في احتكار السوق وتسويق الارهاب لبلدان الجوار.

موضة اشبه بكوارث سجستان، شعب يساق للتصويت بنعم للجحيم، ورجالات حكومة يقامرون بارواح الملايين، متحالفين مع القوى الظلاميه في العراق والسودان وافغانستان وبقيه مراتع الفكر السلفي المتخلف.

لم يزكى (مجلس صيانة الدستور) سوى (6)، وابعد ما يربو على 1000 من المرشحين.

ابعدوا ليس لانهم يدعون لفصل الدين عن الدوله، فتلك جريمه تصل لحد عقوبة التارك للدين المفارق للجماعه، والتي تفضي بيسر الى الاعدام تحت التعذيب، وليس لكونهم غير مسلمين، فلن يجرؤ ابن ذمي هنا على طلب حكم المسلم، وليس لكونهم غير شيعه، كلهم رجالات السلطه، يؤمنون بولاية الفقيه، محافظون ملتصقون بالمرشد كعباءة كتفيه، ومع ذلك لم يستوفوا الشروط الايمانيه، فكيف بالقوى والتيارات الوطنيه والنقابيه الشعبيه منها والطبقيه، من اليسار الي اليمين؟ او التي تنادي بحرية المعتقد او الصحافه، او بالديمقراطيه؟ او الكف عن التدخل بشؤون الشعوب المجاوره؟

لمن سيصوت اذا ابن الشارع الذي تطارده الصور واللافتات السود واللحى التي تطوق الانوف من جهه، في انتخابات لايحق لحزب ان يشارك فيها، ولا لمستقل(!) من جهة اخرى؟

الانتخابات الرئاسيه في نسختها التاسعه، ترسيخ لسلطه الاقطاع، وكبار البازار ورجال الدين، الذين يحصدون الغلة في الحياة الدنيا، ويحجزون الاخرى، في الطريق الى الجنة، وتضيق طوق الجحيم على رقاب الشعب الذي يعاني من البطاله وارتفاع الاسعار، من الفقر والجوع، وكل مسببات الكفر الذي تلقي بالنار، في الحياة الدنيا، وفي الاخره.

حسين القطبي

tohussein@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف