العراق في الطريق الصحيح للديمقراطية والحرية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بعد أعلان المجلس الوطني لكوردستان العراق يوم 12-6-2005، أنتخاب السيد مسعود البارزاني رئيسا ً لآقليم كوردستان العراق وبالآجماع، أصبح السيد البارزاني أول منتخب من قبل البرلمان والشعب لآقليم كوردستان.
وفي يوم تاريخي في العراق، يوم 14-6-2005 وبحضور السيد رئيس الجمهورية الآستاذ الدكتور جلال الطالباني والسيد حاجم الحسني رئيس الجمعية الوطنية العراقية والسيد عادل عبدالمهدي نائب رئيس الجمهورية والسيد الدكتور أحمد الجلبي نائب رئيس الوزراء وعدد كبير من ممثلي الحكومات ودول الجوار وممثل السيد الامين العام للآمم المتحدة ومجموعة كبيرة من الشخصيات البارزة في المنطقة،ورؤوساء الآحزاب السياسية البارزة في العراق. بالآضافة الى الحضور المتميز لعشرات القنوات الفضائية والتلفزة المحلية والخارجية وفي مقدمتهم العربية والجزيرة والرويتر وصوت أمريكا وعدد كبير من مراسلي الصحف الدولية ( الشرق الآوسط والحياة ) وصحف محلية. فقد أدى السيد مسعود مصطفى البارزاني اليمين القانونية أمام مجلس البرلمان الكوردستاني.
العراق ومنذ تأسيس الدولة العراقية والى يوم سقوط الآصنام في ساحات بغداد ورحيل الطاغية والدكتاتور صدام عن الحكم ومن ثم القاء القبض علية بأنتظار محاكمته وزمرته عن الجرائم والتجاوزات خلال فترة حكم البعث للعراق لآكثر من ثلاثون سنة. لم يكن في العراق أية نوع من الحرية والديمقراطية والمساواة بين القوميات والآثنيات والآديان. رغم القوانين المزيفة والآعلام المخادع للعالم، وكانوا يحاولون أظهارشكل الدكتاتورية بشكل مزيف رغم بشاعة الجرائم.
أن الآنظمة الدكتاتورية المتعاقبة في العراق لم يفكروا يوما ُ بجدية في أحلال السلام والآمان في مدن كوردستان العراق. بل كانوا يحاولون دائما ً أخفاء الحقائق وتزييف التأريخ. وكان لهؤلاء الحكام البعض من الكتاب المؤرخين الذين زوروا التاريخ للشعب الكوردي، وكان هؤلاء يحاولون دائما ً أن يخدعوا العالم والشعوب بأن الكورد مجرد قطاع طرق ومتمردين وقتلة ولصوص وألقاب أخرى ولم ينصفوا هؤلاء رغم المأسي والحروب وعمليات الآنفال والقتل والآبادة الجماعية للآلوف من الكورد.
فبالرغم من عودة القائد الخالد الملا مصطفى البارزاني من روسيا الآتحادية بعد أنقلاب الزعيم عبدالكريم قاسم وأعلان أول جمهورية في العراق عام 1958، الا أن بعد فترة وجيزة ولظروف المنطقة والفتنة والفساد واللعبة الدولية من أجل تهميش الكورد مرة أخرة في العراق، وعدم التوصل الى التفاهم بين الحكومة المركزية والحزب الديمقراطي الكوردستاني عاد البارزاني الآب الى جبال كوردستان وليعلن الثورة من جديد رغم العلاقات الجيدة بين الطرفين.
وبعد اللآنقلاب الدموي للدكتاتور صدام عام 1968، حاول البعثية الشوفينية خدع الكورد والتطاول مرة أخرى على الحقوق القومية والوطنية، بأعلان قرار الحكم الذاتي من قبل الرئيس أحمد حسن البكر من خلال أتفاقية أذار1970. ولكن أنكشفت مخططات هؤلاء بأن البعثية كانوا يريدون كسب الوقت الى حين تصفية الرموز الرئيسية للآنقلابيين مع البعثية والآنفراد بالسلطة، ولهذا بعد فترة وجيزة أجبر الراحل البارزاني وأصبح في موقف صعب أمام الشعب الكوردي وأعلن الثورة من جديد. ولولا الآتفاقية الخبيثة بين العراق وأيران بوساطة الرئيس الجزائري الراحل هواري بومبدين على شط العرب عام 1975. لكان البارزاني والثوار الكورد خرجوا بأنتصار تأريخي على قوات الدكتاتور صدام.
ولكن بعد أنتفاضة عام 1991 وأنسحاب دوائر ومؤسسات دكتاتورالعراق أبن العوجة. اصبح مدن أقليم كوردستان العراق أكثر أمانا ً وأستقرارا ً ويوما ً بعد يوم كان الكورد ومن معهم في الآقليم من أخوانهم التركمان والكلدو أشوريين والآيزيدية والشبك والفيليين يبنون المؤسسات الآدارية والعسكرية لحكومة ومجلس برلمان كوردستان العراق. وبفضل التعاون الكبير بين الجميع أفشلوا الفتن الطائفية والقومية في الآقليم.
وبعد أعلان أول حكومة وأنتخاب الجمعية الوطنية العراقية وبتفاهم جميع الآطراف في العراق كان لدينا أحساس كبير وشعور وطني وقومي بأن العراق في الطريق الصحيح لتثبيت دعائم الديموقراطية والحرية ومنح الحقوق القومية لجميع أطياف الشعب العراقي. وخصوصا ً بعد أعلان أنتخاب الآستاذ الدكتور جلال الطالباني كأول كوردي لرئاسة جمهورية العراق. ومن ثم أعلان السيد أبراهيم الجعفري كرئيس مجلس الوزراء من بين الشيعة. بعد أن كانوا مضطهدين هم أسوة بالآخرين من قبل الحكومات المتعاقبة وخصوصا ً في زمن البعثية.
واليوم بعد أعلان أنتخاب السيد مسعود البارزاني كرئيس لآقليم كوردستان وحضور هذا الجمع الغفير السادة المسؤولين لمراسيم أداء اليمين القانوني يعتبر قمة الآخوة والتفاهم المشترك بين الجميع في العراق من بعد سقوط صدام. وهذا ماكنا ننتظره مع الشعب العراق من زاخو الى الفاو، ولنثبت للعالم أجمع بأن العراقيين أخوة ولا فرق بين العربي والكوردي والتركماني. أو بين المسلم والمسيحي أو الشيعي والسني. وكل من يعيش على أرض بلاد الرافدين.
العراق عراق واحد من الجبال الى الآهوار. والذين ناضلوا في جبال ووديان كوردستان، كانوا أجداد وأقرباء وعوائل البيشمركه الآبطال والذين هم في موقع المسؤولية ورافعي راية كوردستان. والذين ناضلوا وحاربوا الآنظمة الطاغية في الآهوار والبادية في الجنوب، هم أيضا كانوا أجداد وأقرباء وعوائل المجاهدين من الشيعة في قوات بدر وجيش المهدي ومناضلي حزب الدعوة. الذين هم اليوم في مناصب رئاسية وفي مواقع المسؤولية ورافعي راية العراق. والذين صعدوا المشانق وأعدموا في دهاليز وسجون البعث من أخواننا التركمان والكلدوأشوريين. نرى اليوم أحفادهم مناضلين مخلصين ووطنيين في العراق الجديد ويدافعون عن الحقوق القومية والوطنية أسوة بالآخرين ويشاركون في بناء العراق الكبير.
لنا الحق من أن نفتخر بعراقيتنا أن كنا كوردا ً أو عربا ً أو تركمانا ً أو كلدو أشوريا ً. ولنا الشرف في الدفاع عن العراق العظيم ومقاومة الآرهاب والآرهابيين والقتلة وأيتام صدام. وأنا واثق جدا ً من أن العراقيين مستعديين للتضحية أكثر وأكثر الى أن يندحر هؤلاء الخونة وبائعي الضمائر والشرف، هذا أن كانوا يملكون ذرة من الشرف والكرامة.
ولنا كل الشرف والفخر في أن يكون رئيس الجمهورية كورديا ً وأن يكون هناك رئيسا ً لآقليم كوردستان. ولنا كل الشرف أن يكون رئيس الجمعية الوطنية العراقية من أخواننا العرب من السنّة وأن يكون رئيس الوزراء من أخواننا الشيعة.
وللتركمان والكلدو أشوريين في أقليم كوردستان كل الفخر والاعتزاز في أن يكون لهم أعضاء في مجلس برلمان كوردستان العراق. وهذا أنجاز أخر ودليل عظيم على توطيد أواصر الآخوة التأريخية بين الجميع في مدن أقليم كوردستان.
وفخر للعراقيين جميعا ً في أن يكون بعد أكثر من نصف قرن من الظلم والآضطهاد، جمعية وطنية عراقية من جميع أطياف الشعب العراقي بحق وحقيقة وعلى عاتقهم كتابة الدستور الجديد للعراق. لهذا يمكن القول مرة أخرى أن العراق في الطريق الصحيح لترسيخ الديمقراطية والحرية للجميع.
* كاتب وصحفي مقيم في هولندا