أصداء

نكتة الإنتخابات اللبنانية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك


من المعروف عن الشعب اللبناني خلطه الجد بالهزل، حتى في أهم الأمور واخطرها، فاللبناني (المهضوم) يكاد لا يفقد روح النكتة بتاتًا، فالمسرح مثلًا له من النكت النصيب الكبير، مثل مسارح الشانسونية التي تنتقي مواضيعها من الشارع اللبناني وبنوع خاص من التطورات السياسية اليومية، فكأنها جريدة مسائية، تواكب الاخبار انما باسلوب ضاحك ما يساعد المشاهد على التنفيس عن همومه بواسطة الضحكة.


بانوراما مضحكة
ومن الأساليب التي يعشقها اللبناني أيضًا البرامج السياسية الساخرة، التي تعرض مرة في الاسبوع على بعض القنوات المحلية، مختصرة ما جرى من احداث هامة في أسبوع، وكانها بانوراما مونتي كارلو في سبعينات وثمانينات القرن الماضي التي اعتاد أهلنا على سماعها، بعد إسكاتنا قصرًا، في حين يندلع صوت المذيع، من الراديو، ليصل الى ابعد الجيران.

ويعتبر موضوع الانتخابات مادة دسمة للغاية بالنسبة للمسارح البيروتية، ولشاشات التلفزة، والاسكتشات المضحكة التي تعبر في كثير من الأحيان عما يدور في خلدنا، وأحيانًا تتعدى الخلد الى منطقة اللاوعي.

ونستطيع القول ان اللبناني برع بهذه الفنون، وبإطلاق النكت أو تحوير الشائع منها، مع ما يتماشى والحالة السائدة؛ مثلًا في احد البرامج نسمع فنانًا يقول:
أنا فلان مندوب المرشح الفلاني
والثاني يقول :انا علتان مندوب المرشح العلتاني
والثالث يقول :أنا مهبول جايي إنتخب ع العمياني...

أغنيات من وحي المناسبة
أما الأحلى من هذا كله ما يدرج من اغنيات ساخرة تعبر عن حالةٍ إجتماعيةٍ /سياسيةٍ ما، مثل كليب أغنية(شرشحتو البلد أكتر ما شرشحتو...) الذي تذيعه إحدى القنوات اللبنانية حاليا لمناسبة الانتخابات. يؤدي الاغنية مجموعة من الفنانين المخضرمين والشباب، بإحساس راق ومؤثر في جو تسوده السخرية والتهكم.

وعلى الرغم من أن الأغنية طويلة نسبيًا، بيد انك لا تقدر الا ان تتابعها وتستمع اليها بشغف، والى كوبلاهاتها المتقنة والمعبرة في آن معًا، فتخطف منك حسرة على وطن، مغلفة بالضحكة، مشوبة بالدمعة، وذلك بسبب الحالة التي نعايشها او نعاني منها، وبسبب ما سيؤول اليه الحال غير المبشر بالخير. حيث يتحسر مؤلف الاغنية على شركة الزبالة سوكلين، التي ستعجز عن لمّ النفايات فيما بعد انتهاء الانتخابات، لكثرة ما علق من صور المرشحين على الجدران، والتي امتزجت مع صور المطربين والراقصات، وبات من الصعب التفريق بين أسماء لوائح المرشحين والمطاعم، كما وينعي حريةً لم تلبث أن ولدت على أيدي أبناء الوطن، الذين اعادوا بأنفسهم احتلاله، لكن بطريقة مختلفة!

نكتة النكت
أخيرًا، إن موضة تبادل النكات بواسطة الهاتف النقال، لم تعد حديثة العهد في لبنان، فالرائج اليوم النكت المتبادلة على العناوين البريدية، وان كانت لا تختلف مضمونًا عما يمكن توقعه، لكنها بالطبع تختلف شكلًا وأسلوبًا، هذا الشكل غير المتوقع والذي اعتُمد فيه على تقنيات الكومبيوتر، قد يصيبنا للوهلة الاولى بصدمة (مضحكة) وأحيانًا مخجلة، فالنكتة أصبحت على الانترنت عبارة عن صور مركبة، تصل الى إيميلاتنا بكل سهولة ومن دون استئذان، وهي تسخر من الخصوم السياسيين، إلا انها لو تجاوزت حدود الكرامات وحرمة الأموات، لا بد لها وأن تخدش الحياء!

من هذه الصور التي وصلت وكانها عبارة عن افيشات لأفلام هوليوودية شهيرة:

صورة سعد الحريري، مرتديًا البذلة المافياوية وبالقرب منه عنوان الفيلم الشهير العراب الجزء الثاني the god father part 2.

صورة للرئيس السوري الراحل حافظ الأسد تظهره حاملًا السيف، وكانه بطل فيلم المدمر the destroyer.

صورة للرئيس اللبناني إميل لحود، وفيها يبدو وكانه بطل jungle book وعلى الصورة مكتوب assad's lahous of the jungle.

وليد جنبلاط خصّ على أفيشه بثلاث صور، الأولى يلبس فيها ثياب الكاوبوي الأميركية، وعلى صدره علم سورية، ومكتوب تحت الصورة the bad، والثانية أيضا بثياب الكاوبوي وعلى صدره علم لبنان، وتحتها the good، والثالثة يلبس بذلة سوداء، وعلى صدره شعار الحزب التقدمي الإشتراكي وتحتها and the ugly.

أما الصورة الخامسة فهي لستريدا جعجع، وقد عُمد الى تقبيح وجهها، من ثم إعادة تركيبه على جسد امراة عارية، وكتب على الصورة streaptease for the pleasure of jumblatt and hariri.

ألم أقل لكم إننا شعب (مهضوم) وصاحب نكتة ؟.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف