أصداء

سقوط وتهاوي أعمدة الكذب الإعلامي المصري

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

كنا قد اشرنا في مقالة سابقة بعنوان "صحافة الردح المصرية" وتكلمنا عن الأسلوب الهابط للصحافة المصرية القومية منها والحزبية والصفراء فيما يخص القضية القبطية وفشل الإعلام المصرية في شرح القضية القبطية وانتقاص حقوق الأقباط. واليوم تفجر استقالة إبراهيم سعده والأسباب التي قادته لاتخاذ هذا القرار، ما حذرنا منه في المقالة السابقة.
فالإعلام المصري مازال، رغم سقوط الإمبراطورية السوفيتية ومعها الكتلة الشيوعية، يصر على إتباع النظرية الإعلامية الشيوعية في التعامل مع الشعب المصري. لقد نسى الإعلاميون المصريون أو بالأحرى تناسوا حتى لا يقعوا في مواجهات مع ولي الأمر أو صاحب العمل وهو سلطة الدولة باستمرارهم في الكذب على الشعب وكما رأينا منذ قيام ثورة الحرامية حتى الآن، فشعار " مات الملك، عاش الملك " هو السائد لكل من جاء إلي الحكم. ومن يقرأ ما كتبه الصحفيون في عهد كل حاكم عسكري منذ 1952 حتى الآن، يبدو لنا كأن المقالات أو التعليقات مكتوبة سابقاً وما على الصحفي إلا وضع اسم الحاكم الحالي.
فمن الواضح أن استقالة إبراهيم سعده ستكون العمود الأول الذي يتهاوي في مبني الإعلام المصري ولابد أن يتبعها سقوط وانهيار الأعمدة الأخرى مثل سمير رجب وإبراهيم نافع وغيرهم من قادة الوهم والكذب والخداع.
فعندما يرحل هؤلاء، يبقى خطوة هامة وإلا فلا فائدة من رحيلهم إذا استمر الحال على ما هو عليه من سياسة مدح الحاكم والقائمين على السلطة وذم أصحاب الضمائر من أهل مصر الذين يطالبون بإصلاح حقيقي وحياة ديمقراطية ومساواة بين الجميع في الحقوق والواجبات، هذه الخطوة هي خصخصة قطاع الإعلام وإلغاء وزارة الإعلام والكذب الرسمي. فبكل أسف مجيء أنسي الفقي لم يغير شيئاً هاماً، بل استمر كسابقه الغير شريف في نفس السياسة، وإنما كالعادة كل واحد يضع الناس الذي يثق فيهم بدون النظر لكفاءتهم، أما التجديد والإصلاح الفعلي لهذا القطاع فهذا مشروع لن يرى النور في ظل وجود هذه الطبقة في الحكم.
فالحل الوحيد هو رحيل رؤوس الإعلام الكاذب والطبقة الحاكمة الحالية من الرئيس وعائلته والوزراء الحاليين والسابقين وكل من مارس دور في السلطة سواء مباشرة أو غير مباشر أن يكف أيضاً عن التدخل في حياة الشعب.
ولكن لابد لكل هؤلاء أن يردوا للشعب ما سلبوه وسرقوه من أموال وثروة، حتى لا يعتقد كل واحد سارق من هذه الطبقة أنه من السهل بعد ذلك الرحيل دون أن يعطي حساب.
لن يتم أي إصلاح حقيقي إلا في ظل سياسة إعلامية مستقلة وصحافة مستقلة لا ينتظر العاملين فيها أجرهم من أصحاب السلطة، ولكن من صاحب عمل مستقل ليست له أي علاقة مادية أو معنوية بالسلطة، ولكن كل همهم هو أن يوصل مادة إعلامية تتسم بالحقيقة ولا يتبع سياسة المهادنة مع الحكــم، فهو يترك الصحافيين يقومون بعملهم بكل حرية وشجاعة دون خوف من وزير داخلية مثل العدلي وزبانيته أو ابن رئيس دولة كفيل أن يخفي الصحفي إلي الأبد بدون أن يترك أي أثر له ككائن عاش فترة من الزمان بيننا !
كلنا أمل أن يأتي اليوم الذي يتناول فيه الإع

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف