أحرزت هدفًا في مرمى خصمك

:

هنيئا لك!
أحرزتَ هدفا في مرمى خصمك، نقطة لصالحك، ربحتَ كأس نهايات الجريمةْ، وهزمتَ فُرقَ وجوهِنا في ملاعبها. قُم،صلْ وجلْ، وافرحْ وامرحْ، ودُرْ في الميدان، كالمجانين، وارقصْ على هزيمتنا رقصة الموت، واحملِ الكأس المترعة بالدماء، واصرخْ باعلى صوتك، فالايام ايامكَ، واللعبة لعبتك، والفرحة فرحتك، والسرور سرورك.

قم، مرّغ حذاءك ذا الرقبة العالية على عشب قلوبنا، وفي ساحات دروبنا، واعصر بكلتا يديك حدقاتنا، وعفّر جباهنا بأشلاء من نحب،...

قم أيها الغاشم، بدّد الغبش الربيعي في طلعات فجرنا، واسرق العطر الشذي من ورودنا، واحجب بغبائك السميك انوار شمسنا، واكسر بكعب بندقيتك أعشاش عصافيرنا، واحرق آخر زهرة من زهورنا، فانت الفارس الليلة...

قم أيهاالسافل، واغتصب من ارزاتنا خضرتَها، ومن ينابيعنا صفوتَها، ومن سمائنا زرقتَها، ومن اغانينا بهجتَها، ومن الأوووووف هدأتَها، ومن دبكتنا خذ إيقاعاتِها، خذ دعساتِنا، وصهلةَ خيلنا، وصليلَ سيفِنا، خذ القمر الفضيّ في سهراتِنا، ثمَّ ابرق فوق بحورنا واقصفْ رعودك، وزمجر، فانت الفاجرُ الليلةْ...

قم هذي خاصراتنا فانزع منها اكبادنا، وانتهشها، ولتمضغها بأنيابك الغبية، لكن في لحظة استئذابك، أزل بلسانك البغيض دماءنا عن عهر شفتيك!

قم، أنشب مخالبك المهترئة في جلودنا الخضراء والحمراء والبيضاء.... مزقها، إسلخها، شوّهها، مثّل بنا كما تشاء، او كما يحلو لك في ملاعبنا، فانت الرابح في البداية ونحن المهزومون، وانت من يركلنا برجله ذات الرائحة العفنة، لنقع إلى أعلى... و نتهاوى شموعًا تقطر عند اقدام الوطن.

حدّق بنا...
الآن صرت تقرأ على وجوهنا جرائمَك، صرت تعرف أننا لبنانيون! من نظراتنا الواجمة، من بسماتنا الواهية، من زفراتنا العميقة، من دمعاتنا التي جفت، من تاوهاتنا المختلجة، من تلعثم كلامنا، من مآسيك علينا، من حُفر نعالك على ضلوعنا، من أطيافنا الخائفة، من حكاياتك المدونة في تاريخنا، من قصصك المقروءة في نهاراتنا وليالينا، في مطاعمنا ومقاهينا، من صورك الملطخة على زجاج سيارتنا.

هنيئًا لك!
أحرزت هدفًا في مرمى خصمك، لذا لا تنسى ان تفتح بيديك القذرتين زجاجة شمبانيا فاخرةً، على صوت موسيقى قرقعة العظام، ونشيج الدماء، واكرع الكأس برشفة واحدة، بعد ان تشرب نخب صدى العقول الميتة، في مقابر التربة الخصبة. فالليلة ليلة العرس، وغدًا ستنجب الحقول ألف حنطة وحنطة....