أصداء

المخابرات السورية تسأل عني؟

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

أنا لست من الكتاب ولا من أصحاب الأعمدة الصحفية وانما مجرد صحفية مغمورة تسلقت على أعتاب الصحافة لغاية في نفسي... كي أتمرس هذه المهنة لأيماني وقناعتي أن القلم هو أقوى الأسلحة والاكثر فعالية.... ولهذا إتخذت القرار للتدرب على هذا السلاح لأبدأ معركي بتحرير وطني الحبيب سوريا... وأستعيد أملاكي المسلوبة والمصادرة بأسم الاشتراكية التي أكلت الأخضر واليابس.. وجعلت حياتنا عبارة عن أرض قاحلة جدباء في حين ان أرصدة دعاة الاشتراكية قد تجاوزت كل الارقام التي نعلم اليسير عن أحجامها ونجهل الكثير عن مساراتها وأماكن إيداعاتها.

قبل يومين وردني نبأ من ارض الوطن مفاده أن المخابرات السورية تسأل وتستفسر عني... وقد شرفوا والدتي ذات الخمسة والسبعون عاما بزيارة في منزلها يسألون عن مكان إقامتي... مع انهم يعرفونه جيدا حسب ما تم ابلاغ والدتي بذلك.... وكان جوابها لهم " يبدو انكم تعرفون عن ابنتي أكثر ما انا اعرف فلماذا جئتم للسؤال عنها " ؟
إذن أتساءل طالما أن أجهزة المخابرات السورية تعرف مكان إقامتي فما سبب هذه الزيارة... لكن وبما أنكم قد دخلتم بيت الأكارم فيا مرحباً بكم حللتم أهلاً ونزلتم سهلاً... فهذا بيت الدندشي العائلة العريقة التي اشتهرت بكرمها والتي كانت ولا تزال أبوابها مشرعة للضيوف وعابري السبيل... فنحن أهل خير وكرم على مر التاريخ... حتى بعد الاستيلاء على املاكنا وأرزاقنا ولم يتبقى لنا ما نقدمه لضيوفنا سوى كلمات الترحيب والاستقبال الحار... وما تيسر لنا من لقمة طعام.. في كثير من الأحيان تكون عشاء لابنائنا... لكن نؤثر الضيف عليهم... لهذا اتمنى ان تكون والدتي قد حافظت على هذه الاعراف من الكرم وقامت بواجب ضيافتكم بما يليق باسم عائلة الدندشي وتاريخها في إكرام الضيف ؟

اما سؤالكم عن ما أملكه وتساؤلاتكم حول المنزل الصغير الذي يقع في ناحية نائية من مدينة حمص والذي اشترته والدتي بعد طول إنتظار بعد ما سلبتموها وجردتوها ووالدي ايضا من ممتلكاتهم فيوم تم الاستيلاء على أملاكنا كانت عائلتي تسكن في منزل بالايجار ومع ذلك اتهمنا باننا إقطاعيين وشلمنا قانون الاصلاح الزراعي ولم يكن يملك والدي أرصدة في البنوك.
وأنتم يا ايها البعثيون تعرفون جيدا ماذا تركتم لنا من متاع الدنيا كما تعرفون جيدا ما تبقى لنا من ملك وتعرفون أيضا اننا لم نحصل على قرش واحد من تلك الملكية التي كانت تبلغ 475 هكتارا في منطقة الزعفرانة ولاذكركم قد تكون السنوات أنستكم انه بموجب هذه القانون الجائر قد تم السماح لعائلتي للاحتفاظ بـ 40 هكتارا ونقل جزء من الملكية على اسماء الاولاد أي اسمي واسم اخي الذي تسألون عنه أيضا وهي 18 هكتارا.. كلام جميل ومساحة لا يحلم ان يملكها احد.. لكن من المستفيد من تلك المساحة التي اجاز لنا القانون الاحتفاظ بها واستغلالها.. فنحن لم نأكل من هذه الارض على مدى اربعون عاما.. وهي تحت السيطرة الكاملة وموضوع اليد عليها من قبل الغير.. ومع اننا قد حصلنا على أحكام لاخلاء تلك الاراضي، لكن لم يجرؤ أحدا من القضاء على تنفيذ تلك الأحكام وملفات تلك القضايا موجوده معي والتي ألزمت المستولين على الارض ولا اريد ان أسميهم بمسمياتهم الحقيقية كي لا أوصف بالعنصرية والرجعية وأذكر في آخر تفاوض لوالدي معهم قبل وفاته قال لنا احدهم وكان يومها عضوا في مجلس الشعب " الرئيس حافظ الاسد قال لنا انتم القانون وأنتم تسنون القانون " هذا ما قاله حرفيا... فمات والدي رحمه الله قهرا وقبل ان يحقق حلمه باستعادة ولو جزء يسير من املاكه.
واليوم بهذه الزيارة التي لم تكن مفاجئة بالنسبة لي وكنت اتوقعها وبانتظارها...لكن ما أثار استغرابي هو سؤالكم حول ما أملكه... فأقول لكم من باب التذكير أن البعث لم يترك لنا شيئا... كما أنكم تعرفون جيدا ما أملكه من حطام الدنيا.. وهو ولدان عندما توفي والدهما المرحوم " نافع المؤيد العظم " كانت الابنة لم تتجاوز السنتان من عمرها واخيها ابصر النور بعد أن انطفأ نور والده بشهر.. وهو ايضا مات قهرا بعد ان تقطعت به السبل بحثا عن الرزق هنا وهناك ويتنقل من بلد لاخر بعد ان استوليتم على ارزاق عائلته... وأذكركم الان فهو ابن صفوح بك المؤيد العظم... والدته جليلة إبنه نافع باشا الجابري من عائلات حلب العريقة... هذا من باب التذكير والموضوع لا يحتاج لمزيد من التفسير والشرح لانه يمكنكم ان تقدروا الاملاك التي تمت مصادرتها واستولي عليها والتي يصعب حصرها.

اذن سبب الزيارة هو من باب التهديد والتخويف والترهيب ليقف قلمي عن الكتابة والتوقف عن فضحكم، مع انكم مفضوحين ولا حاجة لقلمي ليكتب، فانا ما اقوم به الواجب تجاه الوطن..وأقوم بواجبي تجاه اولادي حتى لا يأتي يوما يحاسبوني ويصفوني بالجبن، فانتم تعرفون ايضا تاريخ عائلة الدندشي المشرف.. فنحن شاركنا في صناعة تاريخ سوريا وجدودي شاركوا بثورة العشرين والتي عرفت بثورة الدنادشة ووالدي كان مناضلا فذا عرف بوطنيته فهل يعقل سليلة هذه العائلة أن تعرف الخوف او تتقاعس عن المطالبة بحقها وحق أولادها ؟

وكلمة اخيرة أتوجه بها لأجهزة المخابرات السورية ومن يرأسهم انني والله ما قررت الكتابة ونشر ما أكتبه،اعبر عن رأي بصراحة وبكل جرأة وبأسمي الحقيقي، إلا وقد وضعت دمي على كفي وحملت كفني فوق كتفي... والآن تشري حمة الإنتماء الى الجماعات الاسلامية الارهابية.. فحاذروا ان تقعوا بهذا الخطأ الفادح وتتهموني انني منتمية الى هذه الجماعات.. فأنا متحررة جدا ولباسي على آخر موضه وأحدث الصرعات كما أنني اسبح والبس المايو البكيني، إضافة الى ذلك عندي " بوي فرند " وعلى مرأى الجميع... كما أن حكومة البلد التي أعيشها فيها على إطلاع كامل ومعرفة جيدة بي وبسلوكي الذي لا يوحي لا من قريب ولا من بعيد بامكانية إنتمائي لاي جهة ارهابية أو إسلامية كما أحيطكم علما انني فور تلقي نبأ زيارتكم المباركة قمت بتبليغ سلطات الدولة التي أعيش فيها ولا اريد تسميتها لانكم تعرفونها... كما أرجو ألا تذعجوا والدتي بزيارة اخرى وإذا كان لديكم اي سؤال أو استفسار أنا على إستعداد للرد عليكم ويمكنكم مخاطبتي عبر اي وسيلة إعلام لأنني قارئة جيدة حتى الصحف الغربية المكتوبة باللغة الانكليزية.

والله ولي التوفيق

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف