أصداء

الإرهاب المتأسلم

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

العالم الحر حارب الشيوعية والنازية عن طريق محاربة المؤمنين بتلك النظريات وعندما نجح فى القضاء على نماذج الدول التى أقامها هؤلاء وضح فشل النظرية وقصرها عن تلبية إحتياجات جماهير المؤمنين بها وعن إستيعاب المتغيرات والتطورات البشرية فانسحبت تلك النظريات الى سلال المهملات كتجارب فاشلة، على عكس الدولة الإسلامية التى لبت حاجات المؤمنين بها حسب وقتها ولوقت إمتد لقرون من الزمان...

الدولة الإسلامية المقصودة هى دولة الرسول حتى إنتهاء الخلافة العثمانية، وإحتياجات العرب منذ ما قبل البعثة حتى إنتهاء الخلافة لم تكن أبدا حرية الرأى أو الإعتقاد أو التعبير أو تأمين العيش والمستقبل بطريق شريف، وإنما حرية الرجل فى ممارسة حياة بوهيمية ينكح فيها من شاء كيفما وأينما شاء وأن يؤمن معيشته ولو عن طريق السلب أو الغنائم أو الفىء أو الجزية وهى الإسماء الشرعية للسرقة والإغتصاب، لذلك قامت حروب الأعراب منذ ما قبل البعثة حتى يومنا هذا من أجل تأمين تلك الإحتياجات... لذلك لم ينشىء الإعراب فى بلادهم ولا فى البلاد التى تم غزوها أى بناء تنموى اللهم إلا إن كان دينيا من أجل سيادة ثقافتهم، فلا جامعة علم إلا العلم الشرعى ولا سدود ولا نظم إدارة أو رى ولا أى شىء ينتمى الى الحضارة الإنسانية أو يساهم فى تنميتها.

ورغم أن العثمانيين والمماليك لم يكونوا أعرابا لكنهم تعربوا ثقافيا فالعربنة ليست جنس لكنها طريقة للتفكير وأسلوب للعيش. وعندما هزم نابليون المماليك كان يمكنه عندئذ أن يعلن إنتهاء الدولة الدينية فى مصر لتبدأ مصر مسيرة حضارية جديدة لكنه للأسف حاول أن يقدم نفسه كمسلم مؤمن، وللقارىء أن يتخيل لو كان الحلفاء الذين غزوا ألمانيا فى الحرب العالمية الثانية قد قدموا أنفسهم كنازيين خلصاء فهل كانت المانيا ترمى من على كاهلها الدعوة النازية وتنهض لتبنى المانيا التى نعرفها اليوم؟ أيضا كان انتهاء الخلافة العثمانية بجهد تركى ذاتى بذله كمال أتاتورك وجماعته وبالتالى فلم تعلن هزيمة الدولة الثيوقراطية الإسلامية بسبب التقدم الغربى مباشرة وإنما صح تأويل الهزيمة على أنها خيانة داخلية من أحد أتباع الماسون كما يتحذلق المتحذلقون.

يضلل العالم ونحن من ضمنه نفسه بإدعاء محاربة الإرهاب وهو ونحن فى واقع الحال إنما نحارب الإرهابيين وشتان ما بين الهدفين. أن تحارب الإرهاب يعنى أن تحارب النظرية والتطبيق، وأن تحارب الإرهابيين فمعناه أن تقضى على بن لادن والزرقاوى والظواهرى فيأتى غيرهم الزفتاوى والسماوى والثعبانى. الحل الوحيد هو البحث عن دولة لها شكل الدولة الإسلامية وتؤمن بمبادىء الإرهاب وتغذيه وتموله حتى يصير الإرهاب والإرهابيون متماهين مع تلك الدولة فهى تمثلهم وهم يمثلونها، وبعد ذلك يجب أن تتم هزيمة تلك الدولة هزيمة منكرة فيبتحلل الإرهاب وينقشع دخانه الأسود كما هزمت الشيوعية والنازية.


عادل حزين
نيويورك

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف