الحقد القادم من العرب
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
لاشك ان قدرنا في الكويت، هو ان نعمل خيرا لنلقى مقابلة النكران، فقد أثبت العراقيون بما يدع مجال للشك بأنهم سائرون على طريق الطاغية البعثي، فبعد ان مدت الكويت يدها للعراق وتبرعت بمبلغ 60 مليون دولار لدعم العراق، جاء الرد بعد عدة أشهر ليؤكد على أن الحكومة تسرعت في الهرولة ضد هذا الجار المشاغب، فالتحذيرات التي أطلقها الكثير من نواب المجلس لم تثني الحكومة عن التطبيع والتعاون مع الحكومة العراقية التي لم تستطع الى الآن السيطرة على الوضع الأمني في العراق، وقد شاهدنا الكثير من الوقائع التي تؤكد على ان الوضع غير آمن والبلد يسير ال المجهول، ولعل تعرض السفراء للخطف والقتل أكبر دليل على ان العراق غير مستقر ولن يستقر لسنوات قادمة، ولكن من باب الوفاء بالعهد التزمت الحكومة الكويتية بدعم العراق كما فعلت مع الكثير من الدول العربية، وليت هذا الدعم أوتي ثمارا طيبة، بل كان المقابل اعتداء على الحدود الكويتية من قبل اكثر من ألف شخص واتهام وسب وتكسير للبايب الحدودي وعدم اعتراف بقرار الامم المتحدة رقم 833 الخاص بترسيم الحدود العراقية الكويتية، وقد ردت الكويت من جانبها على هذه المظاهرة ردا غير حاسم، فقد شاهدنا مئات العراقيون الذين يتدافعون ناحية رجل أمن واحد كان يحاول تهدئتهم، وقد اثبت العراقيون بما يدع مجالا للشك أن لهم أطماعا في الكويت، واذا لم نكن حريصين ربما تتكرر مأساة الغزو العراقي الغاشم، ومازال مسلسل الاعتداء على الكويت في العالم العربي مستمر، فقد طالعتنا الصحف بخبر عن تعرض الجناح الكويتي في القرية العالمية بالاردن (عمّان) الى المزيد من الاهانات والتجاوزات الى درجة استدعت التشديد الامني على الجناح، وقد بلغت الالفاظ حدودا يمكن نعتها بـ«السوقية» حيث تفوه بعض الفلسطينيين هناك ضد العاملين الكويتيين بالقول «هون مش مرغوب فيكم».. و«عاملين حالكم شيوخ علينا ».. و«بدكم صدام ثاني يفرجيكم» و«بنوديكم الكويت بتوابيت يا كويتيين».. بل وأحد المتحرشين بلغ به الامر حد التهديد بسكين.
وهذا الذي حصل بالاردن يبين مدى الحقد على الكويت، والذي يجب أن نواجهه جميعا حكومة وشعبا، وأن لانرضخ للتهديد ويجب على المسؤولين أن يكونوا على قدر المسؤولية، فقد كان من الأجدر بالمسؤول عن المعرض أن لايستدعي رجال الأمن بل أن يسارع الى الانسحاب من هذا المعرض العالمي الذي يقام في ساحة ترابية لاترقى لأقامة معرض عليها، وهذا ماشاهده احد الأصدقاء، فلو وقفنا مكتوفي الايدي بلا قرار سياسي ينهي هذه الاعتداءات المتكررة سيستمر الوضع كما هو عليه وسنكون معرضين بأي وقت للأعتداء، ويجب أن لانكون في موقف الضعف ونحن نملك القوة حتى لايقال بأننا جبناء لانقدر على حماية أنفسنا، فالقوة موجوده والمتمثلة بالمال والسياسة، ولكن ينقصنا شيئ واحد فقط ولاغيره هو القرار الحاسم، فمتى ماكان لدينا قرار سيحترمنا هؤلاء العرب الحاقدون.
مسفر المطيري