رؤية قبطية في مهزلة الانتخابات المصرية
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
انكشفت لعبة الإخوان المسلمين وظهر مرشدهم العام في دوره الجديد كآية الله الجديد في مصرمع مباركة وتواطأ الحكم، بل لم يخجل المرشحين من الذهاب لمكتب آية الله محمد عاكف بلا حياء، خالعين أحذيتهم قبل دخول العتبة المقدسة لمرشد الإخوان.
من غير المعقول أن يتصور الناخبين المصريين أن المرشحين لرئاسة الدولة يذهبون للاستجداء عند آية الله مرشد الإخوان المسلمين "الجماعة المحظورة" طالبين بركته، كالشحاتين من أجل الحصول على أصوات الجماعة ذات التاريخ الدموي وأصل كل الشرور في العالم. هذا الفعل المشين من قبل المرشحين يدل على ضعف شخصيتهم وعدم قدرتهم على اعتلاء منصب رئاسة الجمهورية وخاصة أن هذا التصرف يدل على أن وضعهم في هذا المنصب يتوقف على رضاء آية الله مرشد الإخوان، مما يقود البلاد إلي حالة من عدم الاستقرار في المستقبل والانهيار الكامل. كنا نتوقع من المرشحين الجدية وقوة الشخصية وأنهم يملكون من القدرات ما يسمح لهم بقيادة البلاد نحو التقدم والازدهار، وليس نحو تطبيق مبادئ ونمط حياة طالبان.
ومما يدعو للدهشة هو بجاحة آية الله محمد عاكف عندما يعلن أنه زعلان أن حسني مبارك لم يأت إلي عتبته المقدسة مثل باقي المرشحين ! فعلاً خير البلية ما يضحك ! إلا يعلم آية الله محمد عاكف أن حسني مبارك هو أيضاً آية الله الوهابي مثله تماماً وأن بينهم صراع على السلطة ؟ لا يختلف آية الله حسني مبارك عن آية الله محمد عاكف، فكل منهما له هدف واحد أوحد وهو القضاء على الأقباط والمسيحيين في مصر وفي العالم أجمع. الصراع بين هذان الرجلان هو من يكسب رضا الوهابيين وبذلك يحصل على المكافأة المالية من أسياده. فالعملية كلها عملية بيزنس. فمن الطبيعة أن يرفض ولو في الظاهر أن يقابل مبارك محمد عاكف. ولكن من المؤكد أن الرجلان تقابلا سراً وبناء عليه تم إعطاء الضوء الأخضر للإفراج عن بقية آيات الله من قيادي الجماعة مقابل الصمت وتأييد مبارك في الانتخابات كما أعلنوا من قبل. فجماعة الإخوان المسلمين كالثعبان تتلون حسب الظروف والمصالح الخاصة بها.
سوف لا تكون مفاجأة أن رأينا في آخر لحظة وقبل الانتخابات يوم 7 سبتمبر لقاء بين آية الله مبارك وآية الله محمد عاكف كضربة قاضية لبقية المرشحين، فمبارك يتميز بأنه مستعد أن يبيع نفسه مقابل أن يبقى في الحكم وأن يستجيب لطلبات الإخوان المسلمين، فهي في الواقع لا تختلف إطلاقاً عن أهدافه الوهابية في محاربة الأقباط واضطهادهم منذ أن أسس الثعبان حسن البنا هذا التنظيم الإرهابي 1928.
كقبطي كنت أنتظر من المرشحين أن يعلنوا نواياهم من أجل إحلال العدل والمساواة للمواطنين الأقباط مع إخوانهم المسلمين، ولكن ما قالوه لا يعبر عن أي نية أو استعداد لتحقيق ذلك. بل جاءت تصريحاتهم في عبارات لا تعبر عن شيء "أنا لا أفرق بين مسيحي ومسلم" ! أو الذي يدعو أنه ليبرالي مثل أيمن نور الذي يتكلم عن أنه سيسعي لعمل قانون موحد لبناء دور العبادة مساجد وكنائس، مما يدعو للضحك والسبب أنه كنائب في مجلس الشعب، ماذا فعل عندما عرض على المجلس القانون الموحد لبناء دور العبادة ؟ فالقانون موجود وكان من المفروض أن يصوت عليه مجلس الشعب في شهر يونيو ولم يحدث ! وذلك لأن النواب لا يهمهم مصلحة مصر قدر مصالحهم الشخصية والحصول على رضا الإرهابيين الناخبين في مصر والفوز في الانتخابات البرلمانية القادمة.
نستنتج من كل هذا أن الانتخابات الرئاسية وبعدها البرلمانية لن تأتي بجديد أو تعطي بصيص من الأمل لأقباط مصر في الحصول على حقوق المواطنة كاملة، بل من الواضح بعد ظهور آية الله محمد عاكف وتنظيمه الإرهابي أننا في مرحلة تقود مصر نحو التقهقر والتدهور والتخلف بدلاً من أن تفيق من هذا الكابوس الوهابي وسرطانه المتفشي في المجتمع المصري والذي أنتج فساد الضمير وعدم الانتماء والرشوة بجميع أنواعها والغش وتصدير الإرهاب للعالم بمساعدة الحكم الوهابي المالي.
فالمرشحون العشرة ما هم إلا أذيال للإخوان المسلمين ولا ينتمون إلي النظام الليبرالي أو الديمقراطي بأية حال من الأحوال. وكفي ضحك على الذقون، فكلهم إخوان وآيات الله والعوض على الله في مصر التي باعها الإخوان المسرطنين !
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف