سقوط الإسلام السياسي السني 4
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يقول نيتشه ( الطفل مرآة لأبيه ).
وقد كانت طالبان مرآة للإسلام السياسي السني مثلما كان ولايزال حزب الله مرآه للإسلام السياسي الشيعي. أو فلنقل أن طالبان صوره للفكر السني وحزب الله صورة للفكر الشيعي.
ما أن استولت طالبان على السلطة في أفغانستان حتى عكست الفكر الحقيقي الذي تمثله. حيث ذهبت لقتل المختلفين معها في الفكر والمذهب والعقيدة من المذاهب السنية والشيعية الذين كانوا السباقين في الجهاد الأفغاني والشركاء في الأرض، ناهيك عن تلك الصور التي أساءت للإسلام عندما ذهب الطالبان لهدم الآثار البوذية التي تمثل حضارة الشعوب الأخرى. كدليل على ما يمثله الفكر الطالباني من كراهية واحتقار للآخر وهو النظام الذي لا ينتمي إلى حضارة العصر الحديث في شيء. وقد وجد الطالبان كل الدعم والتشجيع والمؤازرة من كل الفئات السنية المسلمة.
أما حزب الله : الذي يعتبر احد افرازات الفكر السياسي والديني للإسلام الشيعي والذي بدأ بزوغ نجمه مع ظهور الثورة الإيرانية وأصبح أكثر شهرة عبر نضاله الشريف في جنوب لبنان فقد سطر ذلك الحزب أعظم الملاحم البطولية في الدفاع عن أرضه وتحريرها، ثم أعطى أجمل صور التسامح الدينية والحضارية حينما حرر أرضه ولم يسفك أي من جنوده قطرة دم واحدة بعد الانسحاب الإسرائيلي ضد الذين تعاملوا مع المحتل من اللبنانيين. وقد تفاخر زعيمه حسن نصرالله في ذلك اليوم الشهير بالانتصار قائلا : لقد سالت الدماء بغزارة في شوارع فرنسا بعد قيام الثورة الفرنسية ضد العملاء والخونة، بينما لم يرتكب جنود حزب الله جريمة واحدة وأحالوا العملاء والخونة إلى عدالة القضاء. وعندما سأله الصحفي عن السر وراء ذلك وكيف تحكم جنود حزب الله في أنفسهم كي يمنعوها من معاقبة الذين خانوا وطنهم قال : تلك تربية وثقافة المنتمين إلى حزب الله.
هل تذكرون عندما أقدمت طالبان على ذبح الدبلوماسيين الإيرانيين ؟
الم تكن تلك الخطوة دليل على جر إيران في حرب أخرى مع أفغانستان بعد أن فشل صدام في الاستمرار في الحرب ضد ايران ؟
ومن المستفيد في الحرب الأولى بين العراق وإيران ؟
ومن سوف يكون المستفيد في الحرب الأخرى بين الطالبان وإيران لو لم يكن الإيرانيون أكثر دهاء وحنكة ؟
الم تعترف الأمم المتحدة بان العراق هو المعتدي في حربه ضد إيران ؟
في الوقت الذي كان فيه الإسلام السياسي السني يطبل عبر طبوله لقادسية صدام ليعيدنا ذلك الأعلام المأجور إلى عصور غابرة انتهت بدخول الفرس إلى الإسلام ؟ في الوقت الذي كان يذبح فيه الشيعة والأكراد دون أن نسمع صوتا عربيا يرفض ما يحدث للشعب العراقي من مجازر ؟
الم يقل الإمام علي ( إن الساكت عن الحق شيطان اخرس ) ؟
فلم سكت الشياطين ولا يزالون يمارسون فضيحة السكوت حتى اللحظة مبررين للجرائم في العراق الآن مثلما كانوا يبررون لجرائم صدام في العراق والكويت وإيران ؟
منذ الثمانينات الميلادية والإسلام السياسي السني يرتكب أخطاء كبيرة تسيء للإسلام بشكل عام وتصور المسلمين وكأنهم عالة على الحضارة الحديثة وكارهين لمنجزاتها !
ففي الوقت الذي وقف فيه الإسلام السياسي السني بجانب صدام حسين مدعوما بحليفة الإسلام السني (أمريكا) ومعها الغرب ضد الثورة الإيرانية، تلك الحرب التي كلفت المسلمين بلايين الدولارات التي تصب في خزائن الغرب وأمريكا (التي أصبحت كافرة فيما بعد ).
كان الإسلام الشيعي يقاتل إسرائيل في جنوب لبنان عبر حزب صغير يسمى حزب الله.
وفي الوقت الذي يرسل الإسلام السني أمواله وجنوده تحت قيادة المخابرات الأمريكية لمحاربة الإيرانيين المسلمين، لم يذهب عربي واحد إلى جنوب لبنان ولا إلى فلسطين لتحرير الأراضي العربية المحتلة.
وفي الثمانينات الميلادية : ذهبت جماهير الإسلام السني تحت مسمى الجهاد في أفغانستان لمحاربة إحدى الدولتين العظميين (الاتحاد السوفيتي) إرضاء لأمريكا، في الوقت الذي كان الاتحاد السوفيتي يعتبر الدولة الكبرى المناهضة للغرب والداعمة لقضايا العرب في فلسطين وفي جميع الحروب العربية.(بالرغم من فرحي العارم بسقوط دولة شمولية كالاتحاد السوفيتي وانتصار الليبرالية الغربية ).
وفي ذلك الوقت الذي كان الإسلام السني السياسي يرسل اموااله ورجاله للوقوف خلف أمريكا في حربها المجانية ضد الاتحاد السوفيتي وفي حربها الخفية خلف صدام حسين ضد إيران، كانت إيران تدعم مقاومة الفلسطينيين وحزب الله وهي على خط النار تحارب كل أموال العرب وجيوش صدام وطائرات الغرب ومع ذلك رجع صدام بلا شط العرب مهزوما ذليلا خانعا واختلف الرفاق أن يعطوه ثمن الهزيمة فغزا الكويت ؟
لكننا كمسلمين لو أننا حقا نؤمن في قول الله ( ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين ) لما كررنا الخطأ بالعودة دائما إلى نفس السلاح الذي به مكرنا وفشلنا وانهزمنا.
الم يتفكر المنتمون إلى الإسلام السياسي السني قليلا والله يدعوهم إلى التفكر كيف عادت أمريكا التي حاربت إيران بحليفها صدام حسين لتحارب حليفها نيابة عن إيران دون أن تدرك ذلك ؟
الم يتفكر المنتمون إلى الإسلام السياسي السني كيف عادت أمريكا عدوة إيران تقضي على الطالبان التي حاولت التحرش بالإيرانيين وقتلت دبلوماسييهم ؟
ثم عادت لتطرد صدام حسين عدو إيران وتنهي خطره على إيران للأبد !
لا يعني ذلك أن الإيرانيين ملائكة... أو أن الله يفضلهم على سائر البشر.. لكنهم ظلموا وانتصروا في الأخير بسلاح من ظلمهم. فإذا كان للعقل من عبرة فعليه أن يعرف أن للظلم حدودا بغض النظر عمن يكون المظلوم.
فهل نتعظ من الدروس ونرحم هذا الشعب العراقي الذي تآمر الجميع عليه كي يذبحوه ؟
إني أخاف أن يستيقظ هذا الشعب وهو يستيقظ بالفعل، حينها سيذبح كل الذين ذبحوه إلا من رحمه ربي وعرف على نفسه.... الآن !! وليس غدا.....!!
ملحوظة : هذا اليوم حسب الاخبار تم قتل فلسطيني في بغداد يدعى ابو عزام متهم بقتل العديد من العراقيين الابرياء..
ماذا يعمل في العراق هذا الفلسطيني ؟ اين الفلسطينيون ؟
لماذ لا يرفضون هذا العبث ؟ وكيف يريدون ان يتعاطف الناس مع قضيتهم وهم لا ينصرون المظلوم ولا ينطقون بالحق ؟ وما رأيكم ايها العقلاء في ذلك ؟! اليس ذلك جنونا ؟!
القدس... هنـــــاك... صح النوم يابو عزام.. اقصد صح الموت !
انه... انحدار القيم الاخلاقية... علامة السقوط الحتمي !
غدا نواصل أخطاء الإسلام السياسي السني.
سالم اليامي salam131@hotmail.com