أصداء

يعود المحاربون وتبقى الكوابيس

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

الاصابات النفسية لدى العسكريين الامريكان في العراق

ترجمة: مازن يوسـف

بات من الصعب على آبي بيكيت أن تتذكر كيف تكون المشاعر الطبيعية. فهي تعاني من الذعر وسط زحام الاسواق ومحلات التبضع الكبرى. أذ تشعر بأنها معرضة للهجوم مالم تكن مسلحة. بل حتى أن صوت أجهزة التكييف في منزلها صارت تشبه، بالنسبة لها، صوت محرك مقبل، ولذا فهي تشعر بالتوتر على الدوام.علما ان بيكيت البالغة من العمر اثنتين وعشرين عاما، والتي تعمل اخصائية في الجيش الامريكي كانت قد عادت الى بلدها قبل سنة ( 2004) ألا أنها أكتشفت غير مرة أنها مازالت هناك! فهي تقول : تنتابني الكوابيس التي اشاهد خلالها اطلاق نار واضطرابات كبيرة لأجد وسط كل هذا عائلتي، كما لو اني لاأعرف أين أنا؟
و بحسب مجلة نيو انكلاند للأدوية فأن ما لايقل عن 17% من نسبة الجنود الذين خدموا في العراق قد تعرضوا الى اضطراب عاطفي وهي نسبة مساوية لما حصل في فيتنام. فأغلب العائدين يعانون من أكتئاب، قلق،كوابيس،تداعي، وهيجان (PTSD) اضطراب الضغط النفسي مابعد الصدمة في حين يشير منتقدي الحكومة الامريكية الى اخفاقها في معالجة المصابين نفسيا. ففي الفحص النفسي الاولي، بعد مرحلة التدريب، الذي يتوقف على التقييم الصحي للتوزيع، هناك أستبيان يتألف من صفحتين، يتضمن خمس أسئلة فقط تنصب على الصحة العقلية، مثل: هل شعرت بأنك تعرضت لخطر كبير كنت على وشك أن تقتل؟
ثم يقوم خبير صحة عقلية بمراجعة الاجابات. ألا أن بيكيت تعلق على الاستبيان قائلة: أذا سألتني فسأقول أنه مزحة.
فالجنود ليس لديهم حافز لقول الحقيقة بسب أن قضية الاضطراب العاطفي يمكن أن يوخر أللقاء بعوائلهم.
وأذا ماطلب الجندي مساعة فأنه في أحسن الاحوال لايجدها. على الرغم من أن المشكلات النفسية مابعد الحرب ليست كما كان الحال عليه سابقا فقد باتت اليوم مفهومة على نطاق واسع الا أن ثلث المصابين في العراق فقط يطلبون الرعاية علما أن التدخل المبكر يكون حاسما في العلاج.
شيء أخر يعوق دون البحث عن مساعدة هو خوف المحاربين من أن المعلومات المتعلقة بالصحة العقلية ستكون جزأ من ألاضبارة الشخصية الامر الذي يستثنون بسببه من الترقيات حيث يؤكد الجنرال جويس ادكنس مدير البرنامج الخاص للصحة العقلية في وزارة الدفاع قائلا: أن مثل هذه المخاوف من الصعب أن لانجدها البته.
كذلك تقول بيكيت: أذا كان لديك اهتماما بصحتك فان من شأن ذلك أن يحرمك من الاشتراك ثانية أو الاحتفاظ بعملك من التسريح.
بعد الاجابة على الاستبيان بصدق كانت حالة بيكيت قد شخصت بشكل أولي على أنها تعاني من أضطراب الضغط النفسي مابعد الصدمة. وطلب منها أن تراجع المعالج في المستشفى العسكري. حاولت الاتصال بالمستشفى ألا أن الخط كان قد قطع. ثم أنتظرت شهرين لاجل أن تلتقي الاخصائي النفساني، وشهرين أخرين للقاء الطبيب النفساني.
لقد اصبحت بيكيت تلتقي المعالج بشكل منتظم ألا أنها مازالت مبتلية بالكوابيس.

نقلا عن:
Psychology Today
July/August 2005

mazinhana@maktoob.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف