أصداء

سقوط الإسلام السياسي السني 5

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

قبل أن انتقل بكم إلى الحلقة الخامسة، أود أن الفت انتباهكم إلى الردود والتعليقات على الحلقات الماضية. حيث لايزال البعض يعتقد أن النقد ضد الفكر الذي يعتنقه نتيجة عداء مسبق. بل أنه يرد ويعلق بحكم مسبق دون أن تهمه الحقيقة التي تنتصر للحق. ويظن أن مدح الآخر هو إهانة له.

هذا النوع من البشر عاش يفكر هكذا، أنه على حق وغيره على باطل.

ولايزال ذلك البعض يعجز عن الرد والتعليق بمنطق وبالحجة، لأنه لا يملك المنطق ولا الحجة، وكلما تعلمه في الحياة هو : كراهية الآخر وبغضه وسبه وشتمه سواء اتفق معه الآخر او اختلف معه.

هذا النوع من البشر يعاني في عصرنا الحاضر من صدمتين عنيفتين ليس للآخرين ذنب فيها،

الصدمة الأولى : حضارية.

والصدمة الثانية : وهي نتيجة للصدمة الحضارية.. صدمة إيمانية.

أما كيف تكون الصدمة إيمانية وهي أخطر الصدمات : فإنها تكون عندما يتربى الإنسان على انه الوحيد الذي يمتلك الحقيقة بصفته الوحيد الذي يملك مفاتيح الجنة. وعندما يرى أن الآخرين بمختلف أديانهم ومذاهبهم يعبدون الله بإيمان أقوى من إيمانه دون أن يكفروه، حينها يقع في حبائل الصدمة الإيمانية، فيكفر بنفسه بعد أن كفر بالآخر.

ويصبح مرفوضا من نفسه ومن الآخر!

أما كيف تكون الصدمة الإيمانية نتيجة للصدمة الحضارية : فان هذا النوع من البشر قد تلقى تلقينا على رفض الآخر وكراهيته، قبل أن يعرف الملقن (بكسر القاف ) انه سوف يأتي اليوم الذي تفضحه فيه الحضارة وتعريه مثلما يتعرى الناس على شواطيء ميامي بفلوريدا !

وهل أعظم من أن تتعرى الحقيقة ؟!

وعندما يعجز المفضوح عن مقارعة الحجة بالحجة يلجأ إلى الاتهامات والتجريح. لكنني أقول للجميع أنني انتمي إلى دين الإسلام واعتنق مذهب الحقيقة أيا كان ذلك المذهب، ولا أملك عقدة تاريخية أو إيمانية ضد أي دين أو مذهب، وأحب كل الناس بمختلف أديانهم وأعراقهم ومذاهبهم، وأناضل من أجل أن يكون كل إنسان حرا في اختيار ما يوفر له الأيمان والطمأنينة. قد يكون لتاريخ مدينتي (نجران ) سبب في أن لا أكون طائفيا أو عنصريا، كونها احتضنت كل الأديان السماوية، يهودية، ومسيحية، فمسلمة. ولا ضير أن يفتخر الإنسان بانتمائه ولكن المخزي أن يتفاخر بأشرار قومه.. يقول الرسول الكريم (ص) :

(ليست العصبية أن يتفاخر الإنسان بقومه، وإنما العصبية أن يرى الإنسان أشرار قومه خير من أخيار قوم آخرين ).

ولنبدأ في الحلقة الخامسة :

حينما كان صدام حسين وحزبه البعثي الفاشي، يرتكب المجازر ضد الأغلبية من الشعب العراقي (أكرادا سنة) وعربا (شيعة )، التزم الممثلون للإسلام السياسي السني الصمت وكأن شيئا لم يكون.

وعندما تم تحرير الشعب العراقي من طغيان ذلك النظام القمعي بمساعدة أمريكا (الحليف الأول للإسلام السياسي السني ) انقلب الإسلام السياسي السني ضد أمريكا، وضد الشعب العراقي المحرر من الطغيان الصدامي، واعتبروا الحرب على أمريكا جهادا وهم الذين حاربوا لصالحها عدوها اللدود (الاتحاد السوفيتي ).

ولم نشاهد سوى الجثث البريئة تسيل دماءها في الشوارع العراقية كنتيجة لذلك الجهاد الغريب.

علما أن الإسلام السياسي السني قد أفتى بشرعية دخول القوات الأمريكية إلى الخليج وتحرير الكويت من الغزو الصدامي.

وبينما كانت فلسطين تنتفض، وتحترق، ولبنان يتعرض للضرب كل يوم، كان الإسلام السياسي السني يجاهد في أفغانستان، حيث لا قدس أقدس من كابول، ولا بريق يغري كما يغري بريق الدولار.

حتى صدام حسين الذي يتباكى عليه الإسلام السياسي السني ومجاهدوه الأشاوس الذين يحاربون في بغداد لسفك المزيد من الأطفال والنساء والشيوخ ( الذين أوصى الخليفة أبو بكر بعدم قتالهم في الحرب الحقيقية ).

كان.. أي صدام.. يتعرض للحصار والضرب لأكثر من ثلاثة عشر عاما ولم نسمع عن جهاد لتحرير العراق من حرب الأمريكان وحصارهم، ولم نقرأ فتاوى تدعو إلى محاربة الكفار إلا حين اختلفت المصالح وقالت لهم صديقتهم القديمة أمريكا : انتهـــــــــــــت اللعبة !

بل ربما أن ما نسمعه من جهاد هذه الأيام ليس إلا جهاد (البعث السلفي ) أو (السلف البعثي ) الذي لاهم له سوى أن يخرب العراق ويدمره حتى لايكون للشيعة دور فيه حسب أغلبيتهم الساحقة.

أي لنكون صريحين ونعود للفكر الذي يقول : أن الشيعة اخطر على الأمة من كل أعدائها.

علما إنني اكره ذلك الوصف وارفضه الذي يصور العالم كله وكأنه عدو لنا فكيف بمن يعلم نصف المجتمعات العربية والإسلامية أن نصفها الآخر خطير عليها. وبدلا من أن نعلم أبناءنا كيف يصنعون الحضارات ويؤسسون الدول الحرة، نشغلهم بالخطر الذي يمثله الشيعة.

فلا نكسب جيلا إسلاميا أو عربيا قويا وحضاريا بغض النظر عن دينه أو مذهبه، ولا ننتهي من نلك اللعبة القذرة التي سموها ( فرق تسد ). حيث تظل أجيالنا وقودا للحروب الطائفية وأسلحة بيد المتاجرين بالدماء البريئة التي يزج بها في الفخاخ قتقتل بريئا انتحاريا (جاهلا ) وتقتل بريئا آخر يسير في الشارع يبحث عن لقمة العيش.

ويظل ذلك الذي ينظر للموت جالسا في كهفه أو قصره يتلذذ برؤيته للدماء وهي تسيل.

ومع ذلك يقبض مالا ومفاتيح الجنة !

الحقيقة مرة... خاصة عندما تكون وجها للهزيمة !!

ملحوظة : الذين يخافون على العراق من التدخل الايراني عليهم الا يحشروا أغلبيته في زاوية ليس لها من مخرج الا عبر الحدود الايرانية.

الحلقة الرابعة

سالم اليامي salam131@hotmail.com

غدا... الحلقة السادسة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف