أصداء

و صادت شباک ميليس الاسد!

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

کثيرة هي المسرحيات الرديئة ذات الطابع التجاري الهابط في مسارح بلدان المنطقة، إلا أن تلک المسرحية التي قدمها مجلس الشعب السوري بخصوص الموقف من تصريحات السيد عبدالحليم خدام، قد تکون"الاهبط" بکل جدارة! الموقف الذليل لذلک المجلس الذيلي المغلوب على أمره و قراراته، والذي حاولت دمشق من خلاله شرح موقفها من الامر، قد بين مرة أخرى و بوضوح بؤس و إنحطاط القرار الرسمي لبعض من أنظمة الحکم السياسية في المنطقة وعدم أهميته و إنعدام المصداقية فيه من ألفه الى يائه! إن أولئک الذين کانوا ينادون بفتح ملف السيد خدام و ضرورة معاقبته بتهمة الخيانة العظمى، لا يختلفون بشئ عن بطانات التملق و الرياء التي کانت تحفل بها أنظمة الحکم المتخلفة في أردأ المراحل التأريخية قتامة. هذا الخطاب المتخلف و القاصر لهذا الحکم الاستبدادي العجوز الذي يحاول التصابي عبثا، يؤکد حقيقة إفلاس الموقف السياسي الرسمي للحکم السوري، وهو يذکرنا بتلک المسرحيات التي کان المجلس"اللاوطني"للبعث العراقي المنحل يقدمه بخصوص بعض المسائل الحساسة و التي کانت برمتها مجرد نصوص مکتوبة سلفا و يقوم بتجسيدها تمثيلا ممثلون"خشبيون"! إن مسألة تغير ماهية و جوهر إنسان بسبب من تغيير في آرائه و مواقفه السياسية، هو ديدن النظم الدکتاتورية الشمولية، وکما کان الامر مع ليون تروتسکي مع النظام الشيوعي في الاتحاد السوفياتي المنهار، ومثلما کان الامر مع علي سالم البيض و الرئيس علي صالح عبدالله، و کل من حسين کامل حسن و صدام کامل حسن و الحکم البعثي، فإن الامر ذاته يعاد"سکوب بالالوان الطبيعية"من على شاشة التلفزيون المتهرئ للحکم السوري. لقد رأى العديدون من قادة و أصحاب القرار في المنطقة و العالم، إنه کان الاولى بالحکم السوري أن يتعظ من مسألة إغتيال السيد الحريري وأن يبادر بتصحيح مواقفه من الاساس کي يمکن إنقاذ ما يمکن إنقاذه في ظل تلک العاصفة السوداء المخيمة على سماء دمشق، غير أن الذي فات أولئک السادة، هو أن"الحافي ليس بإمکانه أن يمنح لغيره حذاءا"کما هو شائع في المثل العراقي الدارج، والحکم السوري الذي کان سبب إستمراره في الحکم أساسا يعود الى خلفيات القمع و الارهاب و إراقة الدماء و زج الناس بمختلف الاسباب في غياهب السجون، ليس بإمکانه أبدا أن يغير ذلک الاسلوب، إذ أن تغييره يعني ببساطة تغيير النظام نفسه! إن إهتزاز کيان و بنية نظام سياسي بسبب من تصريحات أحد قادته السابقين، يدل بجلاء هشاشة و خواء ذلک النظام وهو في واقع أمره مثل"الخشب المسندة". لکن الانکى و الادهى في القضية، هو ماجاء في الانباء من عزم لجنة التحقيق الدولية على مقابلة کل من السيدين بشار الاسد و فاروق الشرع، وکلمة "مقابلة" هي الکلمة المؤدبة التي أخذت مکان کلمة"إستدعاء"، إذ أن واقع الحال هو إستدعاء رئيس الجمهورية و وزير خارجيته للتحقيق في تلک الاتهامات"البينة" وإماطة اللثام عن آخر فصل مثير للتحقيق الدولي مع الحکم السوري بخصوص إغتيال رئيس وزراء لبنان الاسبق. لقد حاولت دمشق أن تضحک على ذقن ديتليف ميليس و أن تجعله أراجوزا من خلال تلک المسرحيات المفتعلة و المفبرکة في دهاليز المخابرات السوية العامة، وقد تصور الحکم السوري أن إبتعاد السيد ديتليف ميليس عن رئاسة لجنة التحقيق سوف تعني نهاية طروحاته"الذکية"، لکن الذي بادر به السيد عبدالحليم خدام، قد أکد بشکل بين صدق کل طروحات السيد ميليس، وإن دمشق التي ضحکت على ميليس قليلا، سوف تجد الاخير و العالم معه يضحکون على بؤس الموقف الرسمي السوري طويلا!

نزار جاف
nezarjaff@gmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف