القضية الكردية في سوريا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
على هامش تصريحات رياض الترك والردود عليها..
ورقة للحوار:
علمني الحوار مع أصدقائي ورفاقي الأكراد السوريين في المعارضة الكثير، لأنه حك لي مفاهيم كثيرة تحتاج للوقوف عندها دون التعامل معها كمسلمات مبدئية! وكنت دوما مصرا على الحوار واستمراره دون كلل أو ملل..لأننا لانملك سوى الحوار والتلاقي طريقة لإيجاد وابتداع الحلول التي من شأنها أن تجعلنا جديرين بالأسم الذي نحمله [ معارضون ديمقراطيون ].. ويجب أيضا أن نتحمل بعضنا كثيرا ولا نصعد النقاش كي ينتقل للحيز القيمي الشخصي مفترضين أننا نتحاور فكريا وسياسيا للوصول إلى تفاهمات معينة تشكل الحد الأدنى لقاعدة عريضة يحتاجها التغيير الديمقراطي في سوريا. ما نفع أن يتم تناول المتحاورين لبعضهم شخصيا هل يتقدم بذلك الحوار؟
لن أدافع عن تصريحات رياض الترك في برلين بخصوص موقفه من القضية الكردية والذي أختلف معه في بعض مناحيه وتصوراته، ولكن كنت أتمنى أن يتم التعامل مع رأيه في كونه رأيا فقط وليس مبدأ سرمديا لايحول ولايزول!! والتغيير سمة من سمات البشر والعقل المنفتح :
الحركة الكردية في سوريا انتقلت بغالبيتها وأتت من صفوف الماركسية وملحقاتها والآن تغيرت لتتبنى أنساق أيديولوجية مختلفة تماما كحال الكثيرين من المعارضين العرب السوريين، ومن يتذكر كيف كنا ندافع عن الأفكار التي تخلينا عنها بنفس الحماسة وبنفس الروح..الخ لأننا لم نكن مؤهلين ديمقراطيا وهذا طبيعي وعادي ولازلنا نحبو في تعلم الديمقراطية وأصول الحوار، والغاية منه. وسنبقى نعاني جميعا من هذه الأزمة في التفكير الديمقراطي، وبالتالي علينا أن نتعلم من بعضنا ونتكئ على بعضنا بعضا من أجل سوريا ديمقراطية حقيقية لامجال فيها لأي إقصاء مهما كانت مبرراته وأوهامه ومصالحه. وسأحدد نقاط الخلاف التي تثير في كل مرة تلتقي فيها المعارضة السورية:زوابعا واتهامات واتهامات متبادلة :
1ـ الحركة الكردية في سوريا ترى أن أرض الجزيرة السورية [ هي جزءا من أرض كردستان التاريخية ] ومن يحدد مصيرها هو الشعب الكردي فقط. وبالتالي هذا يترتب عليه لاحقا أن الحركة الكردية تستطيع اختيار الانضمام لكردستان العراق والانفصال عن سوريا، وكي أؤكد هذا مراجعة لكافة تصريحات الحركة السياسية الكردية أو غالبيتها نجد أنها تتحدث باسم أرض كردستان الغربية، وليس باسم جميع المواطنيين المقيمين عليها سواء كانوا كردا أو عربا أو آشور أو كلدان..الخ وهذا يؤدي وبنفس المنطق الذي يراه التيار العروبي:أن الآشور والسريان والعرب المقيمين فيها هم وافدين عليها وليسوا أصلا من سكان المنطقة، تماما كما يقول القوميين العرب:أن الأكراد بغالبيتهم هم وافدون على أرض الجزيرة والتي هي أرض عربية؟
2ـ نحن كحركة كردية نعلن أننا سنعيش في [ المتحد السوري كما جاء في إعلان دمشق ] ولكن نحن من حقنا فقط أن نقرر شؤون منطقة الجزيرة السورية. تماما كما يحدث الآن في كردستان العراق؟
3ـ التعريب في أسماء بعض القرى والمدن هي قضية اضطهاد عرقي لاتقبل اللبس، وعدم وجود مؤسسات تعليمية وثقافية باللغة الكردية أيضا هي قضية أضطهاد عرقي وقومي ولا علاقة لها بقضية لمن هذه الأرض أو من هم سكانها الأصليون سواء كانوا آشورا أم سريانا أم كلدانا أم أكرادا أم عربا؟
4ـ السماح بتشكيل أحزاب على أساس قومي داخل المتحد السوري سواء على أساس قومي عروبي أو على أساس قومي كردي. والسؤال هل يحق للحزب القومي العربي حكم الأكراد؟ وبالتالي هل يحق للحزب القومي الكردي حكم الآشوريين في الجزيرة السورية أو السريان الذين يعتقدون أيضا أنها أرضهم التاريخية؟ أسئلة هي للحوار وليست للتأجيل.
5ـ هل هنالك تصور واحد وواضح مقدم من الحركة الكردية في سوريا عن كيفية رؤيتها لحل القضية الكردية في سوريا على كافة الصعد والمستويات نظريا وعمليا؟
6ـ هل هنالك تصور واضح لدى ما تسمى المعارضة العربية السورية لكيفية حل القضية الكردية؟ وهل إعلان دمشق يشكل حلا أم أرضية لحل ولحوار مستمر للوصول إلى تصورات مشتركة بين القوى الديمقراطية السورية؟
7ـ الأكراد هم جزءا من النسيج الاجتماعي السوري وليسوا موجودين فقط في الجزيرة السورية، لهذا إن قيام مؤسسات تضمن حقوق المواطنة كاملة ستشمل جميع المواطنيين بلا تمييز، فهل ستقتصر هذه الإجراءات على الأكراد المتواجدين في أرضهم التاريخية والتي هي الجزيرة السورية أم تشمل جميع الأكراد على أرضهم السورية؟ مثال أكرد حلب ودمشق وحوران..الخ؟
8ـ لماذا لايتم ابتداع شكلا مؤسسيا لإقامة حوار حقيقي بين كافة أطياف المعارضة السورية حول القضية الكردية في سوريا؟ كأن تخصص صفحة أنترنت أو ماشابه ويكون فيها الحوار مفتوحا بلا تابوات ولا طواطم؟
9ـ هل تجربة كردستان العراق نموذجا يحتذى أم هي مرشدا أم أنها غير ذلك؟
10ـ على المعارضة العربية في سوريا ألا تناور على هذه النقطة وتساهم جديا في فتح هذا الحوار على مصراعيه.
11ـ هل يمكننا في النهاية تشكيل ولو حزبا سوريا واحدا:ديمقراطيا علمانيا ليبراليا يضم كل أطياف الشعب السوري؟
في نهاية هذه الورقة الحوارية..دعونا جميعا نتعلم من بعضنا كي نستطيع أن نكون نموذجا لحوار صادق وجاد وبعيد عن مناورات اللحظة السياسية.. وللحديث بقية حوار..
غسان المفلح