أصداء

بنت من الرياض

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

في حوارها مع زاهي وهبي أثناء استضافتها في برنامج خليك بالبيت للأسبوع الماضي حاولت رجاء الصانع أن تقنع المشاهد بأن ما أتت به في روايتها التي لم تتأكد بعد من انتمائها لصنف الرواية بأنها ليست مبدعة فقط بل وتعد واحدة من رياديات العصر الحالي والمجددات في مجال الرواية
"بنات الرياض" هي في حقيقتها مجموعة من الخواطر التي تناولت الطبية رجاء ابنة الخمسة والعشرين عاما مجموعة خبرات مرت بها أربع فتيات سعوديات، خبرات أنثوية تتطرق فيها الكاتبة للعلاقة مع المجتمع والعلاقة مع الجنس الآخر،في حقيقة الأمر فإن مطبوعة "بنات الرياض" لا تنتمي لصنف الرواية كما أن كاتبتها لم يخجلها اعترافُها غير المدروس بأنها قررت أن تطلق عليها مسمى رواية في اللحظات التي سبقت نشرها، كما أنها تنطوي على الكثير من الأخطاء اللغوية بالإضافة إلى ضعف اللغة والأسلوب وقد بررت الكتبة ذلك بأنه بمثابة ابتداع الجديد في الأسلوب القصصي ولاسيما في اللغة، أما ما يثير الاستهجان هو أن بعض المؤيدين لهذه المبدعة بمقاييس الزمن الحالي وجدوا في استخدامها للرسائل الالكترونية المرسلة عبر الانترنت في سردها لتصرفات بطلات القصة ووسائلهن في التعارف أو التواصل تجديدا رائدا في الأسلوب القصصي، بمعنى آخر وجد هؤلاء أن استخدام وتوظيف وسيلة الانترنت في الحديث عن هموم ومشكلاته هو في حد ذاته تجديد وخروج إيجابي عن المألوف وهم يتحدثون عن ذلك كما لو كانت الكتبة قد ابتدعت لانترنت كوسيلة تواصل، وهذا قد يغري أحدنا ويدفعه.
لكتابة رواية تكون فيها وسيلة التواصل هي الرسائل القصيرة عبر الهواتف الخلوية وبذا يسجل له هذا الإنجاز بمثابة نقطة انطلاقة وتجديد في الرواية العربية.
باعتقادي أن هنلك جملة من الأسباب التي تفسر تسليط الأضواء على رجاء الصانع وإبداعها ولعل أهمها هو أن الكاتبة هي بنت من الرياض، أو بنت تخطت المحرمات الاجتماعية في المجتمع السعودي فكشفت المستور بمقاييس انغلاق تلك الثقافة أما السبب الآخر فهو عنوان الرواية الذي يعطي انطباعا مبالغا فيه بأن الكتاب يضم بين دفتيه ما لا يمكن تصديقه وما يخص جميع بنات المجتمع السعودي، كما أنه لا يمكن استبعاد سوء النية في تناول مثل هذا العمل وتسليط الأضواء عليه في الوقت الحالي، فقد تكون هذه النوعية من الأعمال هي الأعمال المرضي عنها عالميا، وإلا بماذا نفسر كل هذا التلميع للكاتبة وكل هذا التغاضي عن نقاط ضعفها إعلاميا.
في بنت الرياض هذه ليس باستطاعتنا أن نقول سوى أنها فتاة اجتهدت بسبق تحضير وإعداد لتكون أول من يكشف المستور، لكن اجتهادها هذا ورياديتها التي تبهرها لم يشفعا لها ويضعا ما وثقته بين دفتي كتاب في زاوية الرواية العربية.

ميساء قرعان
maisa_rose@yahoo.com

د. أسد محمد: رواية بنات الرياض

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف