أصداء

الان انتهت مرحلة فتح اوسلو وبدأت مرحلة حماسلو

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

لقد خاض شعبنا الفلسطيني في الخامس والعشرين من شهر يناير 2006 عرساً ديمقراطياً مميزاً يشهد له القاصى والداني بالشفافية والنزاهة وتعبر عن رغبة شعبنا في مستقبل مشرق لتحقيق تطلعاتهم التي لطالما تمنوا تحقيقها".

هكذا بدأ بيان حماس وقالوا انها ستعمل على تطبيق برنامجها الانتخابي على الواقع، مشددة على ثوابت الحركة في كافة المجالات وعلى رأسها المجال السياسي المتمثل في حقوق الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال وحق العودة وإطلاق سراح الأسرى والمعتقلين وإقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس
ويعني ذلك ان احدا فرط بحقوق الشعب الفلسطيني وجاؤا هم لينقذوا الشعب الفلسطيني لنرى كيف ستبدوا لنا الايام القادمه. إن الانتخابات الفلسطينية التي حسمت نتائجها لصالح حركة المقاومة الاسلامية حماس وحصلت على 76 مقعدا في المجلس التشريعي اصبح لها الحق في تشكيل حكومة فلسطينية مقبله ويجب ان، لا تزعج النتائج الشعبين الفلسطيني والاسرائيلي، وإذا كان ولا بد أن ينزعج منها أحد، فهي ستزعج الذين استفادوا من توقيع اتفاق أوسلو.

واتفاقية أوسلو لم تكن سيئة الى ذلك الحد الذي صّوره الرافضون من المجتمعين، فهم أيضاً إستفادوا منها، وعاشوا في ظلالها وأكلوا من ثمارها.

ولكن والحق يقال، أن سنوات الانتفاضة الماضية لعبت في جماجمنا لدرجة لم يعد فيها أحد يستطيع الدفاع عن تلك الاتفاقية الغامضة والجميلة التي اعطتنا إستراحة طويلة وأجلت مواجهتنا للحقيقة.

فمنذ الانتخابات الفلسطينية الأولى في العام 1996، وقعت أحداث كبيرة وعظيمة، منها عودة قيادة منظمة التحرير ومنها اغتيال إسحق رابين ومنها الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة، ومنها الانتفاضة التي لا تزال مستمرة ومنها غياب عرفات وشارون.

والأطفال الفلسطينيون والاسرائيليون الذين كانت أعمارهم عشر سنوات عند توقيع اتفاق أوسلو، هم الآن إما مقاتلون في كتائب الانتفاضة أو جنوداً على حواجز نابلس وبيت لحم، ولربما هم لا يتذكرون أي شيء من تلك الاتفاقية.

ونظرة واحدة على صورة توقيع اتفاقية السلام، سيرى المشاهد أن اصحابها غير موجودين، بيل كلينتون كتب مذكراته، وعرفات كتبنا مذكراته، وإسحق رابين تم اغتياله ولا يزال شمعون بيريس يفكر في كتابة مذكراته، أما محمود عباس ابو مازن فيبدو أنه ظل ليقرأ مذكراتهم ويتفكّر فيها.

إن اليوم شهد دخول الحركة الاسلامية الفلسطينية حماس في الحياة البرلمانية، وبغض النظر إذا كانت حماس حصلت على سته وسبعون مقعداً أو علىثمانون، فإنها دخلت وهي لا تعترف بأوسلو ولكن المجلس التشريعي جاء بناء على اتفاق اوسلو واصبح اتفاق اوسلو قرار معترف به رغم انف الجميع ما يدفعني لممازحة المحلليين السياسيين بالقول أن العام 2006 سيكون عام حماسلوا والذي سوف تنتهي مرحلة فتحوسلوا.

فاذا أرادت اسرائيل أن تفاوض حماس أو رفضت، فان النتيجة واحدة، والمستقبل واحد مع إختلاف بسيط وهو أن ما كان يخفيه كل مجتمع في بطنه أظهره الآن علانية على الطاولة.

وأنا شخصياً أتشّوق لتلك اللحظة التي أرى فيها موشيه فيغلين يجلس مقابل محمود الزهار، ولننتظر ونتعلم، أوليس شارون الذي غضب منه الفلسطينيون والعرب هو الذي انسحب من قطاع غزة؟

ولربما ما فشلنا نحن في انجازه تنجزه حماس وكاديما، سواء بالقتال أو بالمفاوضات، ولكنها ستبقى فرصة تاريخية نادرة، وربما لا تتكرر، ومن دون خوف، فأسوأ أيامنا قد تركناها من وراءنا.

ان اعادة تشكيل حركة حماس ووجود حزب كاديما الاسرائيلي الذين سوف يقدمان التنازلات لبعضهما بعيدا عن الليكود والعمل وفتح وغيرهما، سوف نرى ان حماس وكاديما على طاولة التفاوض الاجتماعي وليس عن الثوابت حيث انه كما هو معروف لم تقدم فتح ابدا ولايجوز لاحد ان يقول بأنها تنازلت عن الثوابت التي اطلقها الرئيس الرمز ياسر عرفات وهي ارادة الشعب الفلسطيني، فلايجوز لاحد ان يزايد على الشعب الفلسطيني، هذا الشعب يريد حياة طبيعه وتسير اموره بسلام والعبور بين المدن والقرى والسفر والترحال والتنقل كما يشاء والعمل في كل مكان، سوف نرى بأن حماس هي التي سوف تقوم بهذه المهمه بالتفاوض الاجتماعي مع كاديما والكل يعرف انه دون الاتصال مع الاسرائيليين لايمكن ان تحل القضيه لان اي طرف ثالث سوف يتدخل سوف يعمل لصالحه وليس لصالح شعبنا.

انا شخصيا ضد من يقول ان فوز حماس سوف يجلب الدمار ولكن عليهم ان ينظروا بعين الاعتبار الى اهمية ارادة الشعب وليس فقط ارادة في الصناديق ولكن الشعب يريد الاكل والامان عليكم ان تحققوا والتعهد بمواصله وقف الفلتان الامني الذي هو جزء من حياة الشعب الفلسطيني والانضمام الى قوات السلطة لحل المشكله.

على الجميع ان لاينسى بأن منظمة التحرير الفلسطينية هي الام التي تحتضن كل التنظيمات الفلسطينية وعلينا العمل على اصلاحها فورا وعقد مؤتمر حركة فتح لكي نتعرف على الاخطاء التي وقعوا بها الجميع.

يعقوب محمد
اعلامي اردني
Yacoub_moahmmed@yahoo.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف