أصداء

موزارت وعرفات و شارون

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

والرابط العجيب!


نتذكر قول سهى الطويل زوجة عرفات حين تحدثت عن إفاقته من الغيبوبة و تناوله الكورن فليكس (الممزوج بالحليب) و في ذات المقارنة نلاحظ أن أبناء شارون يسمعونه موسيقى موزارت، قد لا تبدو الرابطة و واضحة بين الحدثين إلا في مسألة حالة الاحتضار! هذا ما يبدو للوهلة الأولى.

لكن من يتتبع قليلا توافق الحديث عن إسماع شارون موسيقى موزارت، و يربطها بالاحتفال بمناسبة 250 عاما على ولادته، و يبحث قليلا في موته، سيجد أن هنالك رابطا غريبا، فموزارت كان كوالده من الماسون، البناءين الأحرار، و حصلت وفاته بعد تقديمه أوبرا الناي السحري ( التي تعرف أيضا من قبل العديد من النقاد و الموسيقيين بالأوبرا الماسونية) بعشرة أسابيع فقط وهذه المسرحية منعت بعدها في النمسا و فرنسا، و عن الناي السحري مقتطف بسيط، فيكفيك أن تعلم أنها مسرحية مملوءة بالرموز الماسونية من العدد ثلاثة؛ فهنالك ثلاثة سيدات و ثلاثة أولاد و ثلاثة أبواب إلى معبد الشمس و غيرها من أجواء الطقس السري الماسوني، كما شكلت مرحلة حاسمة في نقل الماسونية من السر إلى العلن، لنجد انه بعد هذه الأوبرا، تم منع المحافل الماسونية في النمسا و لفترة طويلة.

كان اسمه مع الولادة Wolfgang Amadeus Mozart ، و قد ولد في سلزبورغ في النمسا بتاريخ 27/1/1756، و لمصادفة ميلاده مع الاحتفالات بعيد القديس Johann Chrysostom ، فقد أعطي هذا الاسم كنسيا بعد التعميد، و مات بعد 15 يوم فقط من مرضه، دون أن يتم عامه السادس و الثلاثون بسبعة أسابيع، في فيينا في الساعة 12:55 دقيقة من يوم 5/12/1791 بعد أن شخصت حالة احتضاره على أنها نوع من الحمى.

دافيد وايس( David Weiss ) ألف في العام 1970 كتابا بعنوان " اغتيال موزارت، لا يبرئ فيه لا الماسون خاصة و لا اليهود عامة من اغتيال موزارت بالسم، فبعد وفاته انتقلت زوجته إلى زوج جديد وثق روايتها عن أواخر أيام موزرات و التي كان من بينها قوله: أشعر بالتأكيد بأنني لن أعيش أكثر، أنا متأكد من كوني تعرضت للسم، ولا أستطيع أن أتخلص من هذه الفكرة. كانت الأورام ظهرت على جسمه بدأ المرض بأورام في يديه و قدميه حتى انتفخ جسمه كليا و أصابه شلل شبه كامل، إضافة لنوبات مباغتة من التقيؤ و الإسهال و الصداع الشديد حتى طلب منهم إخراج عصفور الكناري الذي كان يحبه من الغرفة كونه صار ينزعج من صوته، فيما كان كامل الوعي حتى قبل وفاته بساعتين، و بعد أن وضعت كنته "صوفي" كمادة ماء باردة على جبينه لتخفيض حرارته دخل في غيبوبة لم يفق منها، في وثائق أخرى يتبين بأن موزارت قد سمم بواسطة " Toffana "، فيما ظهرت خدوش منتفخة على جثته.

لم يتم تشريح الجثة نهائيا، فيما تم تشخيص المرض على انه (حمى عسكرية)، و هذه كانت تسمية قديمة للحمى المصحوبة بالطفح. قلة فقط من أصدقاء حضروا دفنه، بكفن من القماش مغطى بالجير الحي دون تابوت، و في قبر خارج أسوار المدينة بلا شاهد!!!. بما لا يتناسب لا مع حجم الشهرة التي نالها في حياته و لا بكونه منتميا إلى الماسونية التي كان قد ترقى سلمها بسرعة!. مما يشير إلى انه حكم عليه بالإعدام!

اصابع الاتهام الموجهة نحو الماسونية تؤكد افتراضها من خلال اغتيال ملك بوهيميا Leopold II و ملك السويد
Gustav III بعد اغتيال موزارت ببضعة اشهر، لكن كيف؟

يقال أن سم ( Aqua tofana ) كان قد وصف لموزارت على انه علاج لحالات الاكتئآب و الذعر التي يقال أيضا بأن موزارت كان يعاني منها، و تم وصف جرعات صغيرة من هذا السم لتخفيف آلامه، لكن يفترض البعض انه قد تناول ليلة موته جرعة كبيرة من هذا السم.

هذا السم هو خليط من الأعشاب من مثل ست الحسن و الزرنيخ، و هو سم زعاف لا لون ولا طعم له، اتخذ اسمه من أمراءه إيطالية كانت أول من ابتكرته عام 1690 و هي ( Teofania di Adamo 1635- 1719 )، إضافة لتعاملها كانت تتعامل بالسحر و التنجيم، و تم إلقاء القبض عليها من قبل الشرطة البابوية بتاريخ 1719 ليحكم عليها بالإعدام شنقا نتيجة لتسببها في مقتل 600 شخص، و حكم بالموت معها على اثنتا عشرة امرأة أخرى ممن كانت تعلمهن كيفية استخدام هذا السم ضد أعدائهن، و كنّ من بقية نسوة تدربن على يديها على مدى ستين عاما.

و الغريب انه مع تتبع تاريخ السموم نجد أن من الذين تعاملوا فيه كان ليوناردو دافينشي (1452-1519) ، فهو أيضا إيطالي و لد و ترعرع في عصر السموم، ومن نتاج أعماله كان نوع من السم حضره، من خلال حقن الأشجار بالسم، و بالتالي تحمل الثمار المقطوفة من هذه الأشجار كمية قليلة من السم، لا تقتل مباشرة و إنما بعد تناول كمية معينة وعلى فترة طويلة نسبيا، و تم استعمال هذا السم بحق احد السياسيين المطالبين بالوحدة الإيطالية في ذاك الوقت.

فيما تزيد الأدلة إثباتا على كون الماسون وراء تسميم موزارت من خلال طريقة دفنه المريبة، أتساءل هل تعرض شارون للسم أيضا بسبب خلاف مفاهيم؟ و ما هي الرسالة التي يرسلها أبناؤه من حديثهم عن موسيقى موزارت؟ و ما علاقة هذا بإفاقة عرفات و الكورن فليكس مع الحليب الذي يسهل امتصاص الجسم للدواء بأنواعه؟ و هل سينجو صدام! على الأقل لنشهد محاكمة عادلة.

محمد ملكاوي
باحث مستقل
sadoog2@yahoo.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف