أصداء

يا عمال فلسطين صلوا على النبي

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

دخل شهر رمضان، شهر الرحمة والغفران، شهر البركة الذي أنزل الله سبحانه وتعالى فيه القرآن، دخل على الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة وهم في أسوأ مرحلة اقتصادية يمرون فيها ربما منذ ما يقرب المئة عام، أي في آواخر العهد العثماني حيث كما روى لنا الأجداد كان البعض يذهب للبحث في روث خيول الجنود الاتراك عن بقايا حبوب، ربما عجزت معداتها عن هضمها أو لحكمة ربانية كي يعتاش عليها الجياع من بني البشر ـ وقد لا يستغربن البعض ممن ينامون في القصور أو في فنادق النجوم الخمسة أن بعض الفلسطينين القريبين إلى مزابل المستوطنات ومزابل الاحتلال باتوا يبحثون عن بقايا طعام في هذه المزابل،مع كل ما يحمل ذلك من أوبئة وتهديد لحياتهم.وإذا كان إضراب موظفي السلطة الذين لم يقبضوا رواتبهم منذ سبعة شهور يجد تغطية إعلامية ولو جزئية، حتى ولو قام البعض من ذوي الرؤوس الحامية بإلقاء قنبلة يدوية عليهم او اطلاق الرصاص عايهم ليريحهم من حياة معذبة، أو ليصيبهم بجراح ليزيد عذابهم عذابا، إلا ان هناك الغالبية العظمى والتي يزيد عددها على ضعف موظفي السلطة، ألا وهي فئة العمال الذين حرمهم جدار التوسع الاحتلالي من العمل داخل الخط الأخضر، وحتى من العمل في المستوطنات المقامة على آراضيهم، بحثا عن رغيف الخبز المر، كما انهم محرومون من الوصول إلى آراضيهم الزراعية، ولا مشاريع في الأراضي المحتلة يعملون فيها، فهؤلاء لم تدخل جيوبهم أية مداخيل منذ شهور طويلة، وقبل ان تفوز حركة حماس بانتخابات المجلس التشريعي، وتشكيلها للحكومة بعد ذلك.هؤلاء الأغلبية التي تعيش عيش الكفاف على معونة غذائية تقدمها وكالة غوث اللاجئين او بعض المنظمات الانسانية لتحميهم من الموت جوعا.
ولعل سكان القرى في موضع معيشي أفضل من سكان المخيمات وسكان المدن، كون البيوت في القرى غير متراصة، وقد يوجد حولها مساحات قليلة من الأرض قد لا تتجاوز مئة متر أو أكثر قليلا، حيث يزرعها أصحابها ببعض الخضار كالبندورة والبصل، كما ان لديهم مخزونا من الزيت والزيتون، وربما يقتني بعضهم الدجاج والارانب.فيجدون ما يغمسون بهم لقمتهم، وهذا غير متوفر في المخيمات والمدن.
فهل يصدق المتكرشون والمتخمون من أبناء جلدتنا وأبناء ديننا ان آلاف العائلات الفلسطينية تصوم وتفطر على الخبز والشاي ؟؟
وهل يصدق هؤلاء أن الغالبية العظمى من أبناء الأراضي الفلسطينية المحتلة ما عادوا يعرفون طعم البروتينات الحيوانية ؟؟ وهل يصدقون أن علبة السردين التي لا يصل ثمنها الدولار الواحد أصبحت " تزفيرة " تتمناها أسر كثيرة ولا تتحقق أمنيتهم، فإذا كان الحصار المفروض على السلطة الفلسطينية يستهدف إسقاط حكومة حماس، فإن المحاصرين أخطأوا الهدف وأصابوا الشعب الفلسطيني، وللأسف فإن الدول العربية والإسلامية تشارك في هذه الحصار.
إن المأساة في الأراضي الفلسطينية أكبر مما يتصوروها بعض المترفين سواء كانوا في الداخل أو الخارج، هؤلاء المترفين الذين ورثوا مقولة زوجة لويس السادس عشر عندما تظاهر الفرنسيون طلبا للخبز، فقالت لماذا لا يأكلون البسكويت.
وبعد ألا يحق للعمال الفلسطينين أن يصلوا على النبي صلوات الله عليه خوفا من ان يصيبوا سلطتهم وان يصيبوا القادة العرب والمسلمين بالعين الحاسدة القاتلة حسب الفهم الشعبي.؟

جميل السلحوت

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف