أصداء

تنمية الشعور بالإنتماء للوطن

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

قد يتعرض الكاتب أو المفكر أو أي شخصية إنسانية الى الشعور بالإحباط وعدم المشاركة والإنطواء وقد يكون في ذلك الخير الكثير له حتى يعيد تقليب الأمور من جديد وإعادة ترسيخ المفاهيم وهذا ماحدث لي خلال الحرب السادسة وهي الحرب غير العادلة والهمجية والبربرية ولكن حب الشعور بالوطنية جعلني أنفض الغبار عن بعض الأسباب التي أصابتني بالإحباط وعدم الكتابة وهنا نود أن نعتذر من كل عاتب وأبرر ذلك بأن الصدمة كانت كبيرة والأمل كان أكبر ولكن ليقضي الله أمراً كان مفعولا.
إن الشعور بالوطنية هو الذي أعاد التوازن الى أعماق نفسي لأعود من جديد للكتابة والدفاع عن قضايا الأمة فنحن في جهاد ولهذا نعتبر أن تنمية الشعور بالإنتماء للوطن من أهم عوامل النهوض بالجاليات عموما والجالية الفلسطينية بشكل خاص، ولنعود قليلاً الى التاريخ ونستخلص منه العبر فتاريخ الحركة الصهيونية حافل بالمعتقدات الدينية والتاريخية وحول الإرتباط بأرض فلسطين فهم يعتبرونها الأرض المقدسة وأرض الآباء والأجداد التي وعدها الرب لموسى عليه السلام حتى أن التوارة التي بين أيديهم تركز على أهمية هذه الأرض بالنسبة لليهودي.
ورغم إعتقادنا بأن هذه التوراة التي بين أيديهم محرفة ولكن المهم أنهم يؤمنون بها فهم يقولون بأن التوراة تقول بأن اليهودي الجيد يسعى دائماً أن يعيش في الأرض المقدسة وأن يموت فيها وأن كل يهودي يموت خارجها إنما هو لم يحيى حياة يهودية قويمة وينطبق ذلك على القدس التي يسمونها أورشاليم وهذا مايفسر هجرة بعض اليهود عبر القرون على أسس فردية الى فلسطين وقد زاد عدد هؤلاء الى درجة أنهم شكلوا بؤراً إستيطانية في مدن فلسطينية كثيرة.
ولهذا يجب أن نبدأ بتعريف الوطن ونركز على الوطن العربي الكبير ثم نتطرق الى فلسطين كوطن للفلسطينيين ونعرف أبناء فلسطين بحدودها الجغرافية وتوضيح المخاطر التي تواجه الوطن وتصنيفها الى إجتماعية، وتربوية، وأخلاقية، وثقافية، ودينية، وسياسية، وإقتصادية، وغير ذلك من التصنيفات، كما ينبغي التعريف بالأهداف الوطنية، وإعتماد وسائل تنمية الشعور بالوطن من خلال التركيز على المدارس ومناهجها الدراسية ودورها في تنمية الشعور بالوطن.
كما لاننسى الندوات ودورها في تعزيز تنمية هذا الشعور والتركيز على الإجتماعات لنستشعر من خلالها وفي كل مناسبة هذا الشعور، كما لاننسى التأكيد من خلال المحافل الدولية كلما سنحت الفرصة لكل فرد من أبناء الوطن سواء الوطن العربي الكبير أو فلسطين، وعلى كتابنا وأدباؤنا ومفكرينا وعلماؤنا نشر تلك المعتقدات في الصحافة ووسائل الإعلام الأخرى.
كما يجب تعزيز دور تنمية الشعور الوطني في الكتب التاريخية والأدبيات، وأهمية دور علماء الآثار وذلك من خلال دراساتهم وأبحاثهم لتوضيح الحقائق بما يمتلكون من أدلة تاريخية من خلال الآثار والحفريات وغيرها من الأدلة فالعودة الى الآثار تؤكد على ملكيتنا وحقوقنا في هذه الأرض المقدسة، وكذلك على علماء الدين المسلمين التركيز على المعتقد الديني والمبني على الأدلة الشرعية لتأكيد هذا المعتقد عند أبناء فلسطين على وجه الخصوص وأبناء المسلمين بشكل عام.
إن المعتقد الديني يقوي الشعور بالإنتماء للوطن والعقيدة والأرض المقدسة، فتحرير القدس والمسجد الأقصى مسؤولية لاتخص أبناء فلسطين وحدهم وإنما تخص كل مسلم غيور على مقدساته التي تنتهك حرمتها كل يوم على مرأى ومسمع العالم أجمع، وكذلك ينبغي علينا مقاومة المعتقد اليهودي الديني فكما ذكرت أعلاه ماذا يعتقدون دينياً بشأن الأرض المقدسة والقدس والهيكل وغيرها من المعتقدات التي مازالوا يؤمنون بها ويسخرون طاقات العالم لخدمة أهدافهم التوسعية والإستعمارية.
ولهذا وجب علينا إحباط كل مشاريع ومخططات الهيمنة على الوطن فلسطين وعلى الوطن العربي والإسلامي الكبير، كما أن تعزيز الوحدة الوطنية بمفوهمها الفلسطيني ومفهومها العربي والإسلامي فالمسلمين يجمعهم دين واحد يجب عليهم الدفاع عن هذا الدين، كما لاننسى تقوية الشعور بالإنتماء للوطن وهنا أكرر الوطن فلسطين والوطن العربي والإسلامي الكبير، من خلال أبحاث فكرية وبرامج عمل مشتركة، كما ينبغي التركيز على حق العودة الفلسطيني في كل المناسبات والمحافل الدولية وإعادة إجترار قرارات الشرعية الدولية والتذكير بها في كل مناسبة.
أيضاً من الضروري التركيز على حق العودة من خلال المعتقد التاريخي والمعتقد الديني للأرض المقدسة والمقدسات الإسلامية والتعريف بأرض الآباء والأجداد، ومقاومة المعتقد اليهودي المبني على معلومات تاريخية فنحن في صراع مع عدو ماكر وشرس، كما لاننسى أن تنمية الشعور بالوطن يحتاج منا الى وقفة صادقة مع النفس لتعريف من هو المواطن ونؤكد على تحديد المصطلحات حتى يكون الجميع من أبناء الوطن على بينة وعلم ودراية، وكذلك التركيز على ترسيخ مفاهيم العدالة والحرية والمساواة والمشاركة السياسية وكذلك مواجهة الأخطار التي تهدد النسيج الوطني.


مصطفى الغريب

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف