أصداء

بخيت و عديُله..فيلم معروف النهاية

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

هل الانتخابات الأردنية القادمة 2007 لمجلس النواب ستؤجل أم تلغى أم تقام في موعدها ؟، و هل حكومة معروف البخيت رئيس الوزراء الأردني باقية أم راحلة أم سيجري عليها تعديل ؟، و هل التغيير قبل العيد أو بعد العيد ؟، كلها مواضيع لها حلاوة كعك العيد بعد صيام سياسي حيث أن تغيير الحكومات الأردنية عبر التاريخ كانت دوما معايدة يهديها القصر للشعب يوم الخميس الثامنة مساءا باستثناء حكومة الثلاثاء بسبب حضور معالي الوزير من أمريكا و حكومة الأربعاء لظرف طارئ هو وفاة البابا. و كلاهما كانا قليلا السكر كثيري الملح....!!!!!

أما ملح الكلام:ما يقولون على الطعام، فكان على لسان مسئول أردني في حفل إفطار حيث قال أن هنالك أسس و معايير لأداء رئيس الوزراء و هو ما لا تتحلى به الحكومة الحالية و أنها لم تنجز حسب المطلوب، فتناقلت هذا الحديث و قبل وكالات أنباء حاضري الإفطار "موبايلات بعض الوزراء السابقين ووزعته قبل صلاة التراويح، و كأن وقت ترويح الحكومة قد آن قبل الآذان.

و لحكومة البخيت نكهة مختلفة، مثل " لسعة الشربة " فقد أتت بعد حادثة تفجير فنادق عمان و التي ذهب ضحيتها أبرياء و ابتلع تشكيلتها الشعب لأنه كان في موقف ردة الفعل التي أصابت العقل بالشلل في مواجهة الإرهاب بأي ثمن، فلم يعترض احد، و كان الثمن هو التشكيلة برئيسها و أعضاء وزارته الحالية و عديله حديث الصالونات السياسية، و التي يشكك البعض في أن تكون القرابة إلى هذا الحد.

انفض المولد الإرهابي و خُلعت أنيابه و أوُثقت يديه بالمتابعة الحثيثة من الأجهزة الأمنية الواعية لمقدرات الأمور فبات الكعك السياسي مطلب مرهون بتوافر دقيق التغيير.

و حكومة بخيت و عديلُه ( كناية عن المصاهرة في الزواج، حيث أن معالي الوزير الهام من أقرباء البخيت نسبا و أصر الرئيس على أن يحمله معه في الوزارة، مثلما ساعده الأخير مسبقا على حد ادعاء ما يروج له في الشارع الأردني) وهو الذي يحمل وزارة هامة في حكومته يذكرنا بالجزء الثاني التالي لفيلم بخيت و عديلة صاحب النجاح الساحق في شباك التذاكر لعام 1995 لأبطاله عادل إمام و شرين.

فبعد مغامرات عادل إمام و شرين مع كبرى عصابات المخدرات في الجزء الأول من الفيلم، يدخل بخيت و عديله لعبة الانتخابات من "أضيق" أبوابها، و الدفاع الوحيد لهما و هو الحصول على شقة يتزوجان فيها، ليصبح شعاره في الانتخابات الجردل و هي بالطبع كانت الكنكة.

و حكومة الدكتور البخيت خرجت للعلن في جزءها الأول من بوابة "حرب على الإرهاب "، ثم دخلت في جزئها الثاني إلى " تضييق الأبواب " لمجلس النواب من خلال إعداد فكر قانون جديد للانتخابات يحد من التواجد الإسلامي و الذي يخشاه بعض الساسة الأردنيين، علما بأنه تيار متفق على تواجده إلى حين و تمت الاستفادة منه و توظيفه سياسيا في مراحل سابقة، و لكن لا يمكن الائتمان له، و سبق التحذير من تواجد التطرف العلني أو تيار "السكوت على نار "لحين الانقلاب، بداء من " لا ملكية في الإسلام" التي يدرسونها لطلاب الانتساب إليهم في صدور مغلقة و انتهاء بمقولة " و أمرهم شورى "، النافية للديمقراطية و التي يعلقونها في مجالسهم السياسية.

و يعتقد البعض انه سوف يصب رئيس الوزراء الاردني الدكتور البخيت الماء البارد من "الجردل أو السطل " على الإسلاميين (الحليف عبر السنوات )، في الوقت الذي سيقوم الإسلاميون بغلي الحكومة و تسخين الأوضاع في "الكنكة أو البكرج". و تلك الثنائية السياسية ستنعكس على الشاشة الداخلية و التي تحتاج إلى طاهي حكومي يحافظ على طعم النكهة و يمنع فورانها المؤدي إلى اتساخ السطح السياسي أمام المتفرج الأمريكي الداعي إلى موازين ديمقراطية و إلى خيارات حكومية تضع الأقليات و النساء و البهائية و ربما مثيلي الجنس في حكومات شرق أوسطية.، قد يكون الاردن ليس الاستثناء فيها.


لقد تعرف المشاهد للفيلم السينمائي "بخيت و عديله " من خلال حملة هذا الثنائي الانتخابية على العالم الخفي لأنتخابات مجلس الشعب، عن الأحلام و الوعود و الأكاذيب أيضاً، و كما هي العادة في أفلام بخيت و عديلة فإنهما اصطدما بمجموعة من محترفي الانتخابات و رموز الفساد إضافة إلى بعض "الأصدقاء" من الجزء الأول من تجار المخدرات.

و نفس المشهد تكرر في بروز محترفي الانتخابات و الذين دفعوا الملايين لحملات عادت إليهم أضعافا بقوانين شاركوا في تشريعها ضمن الأطر الدستورية المتاحة.

إن حكومة بخيت و عديُله يجتهدان لان يطبقا " قواعد اللعبة الانتخابية" بحذافيرها هذه المره، و لكن هل يكملا هذه اللعبة حتى نهايتها؟ !!! سؤال الإجابة عليه قد تكون نهايته "معروف العيد".

د.عبد الفتاح طوقان

aftoukan@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف