كلنا فداء صرماية السيد النووى
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
لا أقصد طبعا السيد النووى الفقيه المعروف، بل أقصد المشروع النووى المصرى الذى يتناوله الإعلاميون بما يستحق من ديماجوجية. يقولون أنه مشروع سلمى لإنتاج الكهرباء بالضبط مثلما تقول إيران عن مشروعها النووى! "غمزة عين، وماحدش يقول اللى بيفكر فيه". طبعا كلنا فاهمين إن الكلام ده "كده وكده"، إحنا عاوزين النووى لكى نستعيد المجد والعزة والكرامة ألخ ألخ. ليس من المهم أن يجوع الشعب المصرى ويسكن المقابر ويضرب كل داخل للقسم على قفاه عدة صفعات، لا بأس من التوريث ومنع الصحف من الخوض فى الذمة المالية للمتنفذين على رقاب الشعب المصرى طالما سيعطوننا النووى! وفى سبيل النووى لا يجوز الكلام عن مياه الشرب المختلطة بالمجارى، ولا السحابة التى حتى سببها غير معروف للآن، ولا بأس من أن يتولى أمانة مجلس الشعب المصرى رجل يستعين بالجان والعفاريت الزرق ويعالج الناس بها! ولا بأس من أن يتحصل أغلب أساتذة الجامعات المصرية على درجاتهم العلمية من نسخ وترجمة رسائل مسروقة من الأنترنت!
بالطبع ككل مشروع عملاق كالنووى هناك عدة معوقات لكن جارى العمل على تذليلها. أولا مكان المشروع الذى كان مقررا فى برج العرب منذ السبعينات موقعه جميل جدا وبصراحة خسارة فى مجرد حلم كالنووى، لذلك يجرى البحث عن مكان مناسب للنووى، وسيكون مكانا مختلفا عن ذلك المكان الجميل الذى من المقرر أن يدر بلايين من الجنيهات عمولات ومزايا ومجاملات وفلل للمسؤولين من الجيل القادم. أيضا يقولون التسيب والتواكل وضعف الكوادر الحالية فى مصر والتى هاجر أفضلهم من عينة أحمد زويل وطالع ونازل ولم يبقى لنا فى مصر إلا من هم فى أغلبهم شر البقر. وهذه اسهل المشاكل! فالأزهر لا زال شامخا بجامعاته وكلياته وخريجيه الذين يحصلون على جوائز نوبل بين العام والآخر. ولا تنسى كوادر إخوان الخراب وفضل دعوات الوالدين وتوفيق الله! أما صيانة ومراقبة المحطة النووية المزمع إنشائها فستقفل أبوابها فى أوقات الصلاة لأن العاملين فيها سيكونون من المؤمنين الذين يحرصون على الصلاة الجامعة فى مواقيتها فى المسجد الذى سيلحق طبعا بالمحطة إياها، وسيتكفل ستر ربنا بعدم حدوث حادث أوقات الصلاة ولا أوقات الصيام!
وإذا - لاقدر الله - وحدث مكروه فقد حدث لروسيا من قبل، وهل نحن أفضل من روسيا؟ ثم ألسنا جميعا فداء صرماية "السيد النووى"!؟
*****
وامعتصماه... وافرنساه!
يحكى لنا التاريخ أن جنديا روميا صفع إمرأة فى سوق مدينة إحدى بلاد الروم، وعندما بلغت صيحتها مسامع المعتصم الخليفة المسلم جهز جيشا جرارا وغزا به بلاد الروم وقام باحتلالها. ولازالت الركبان تتحدث عن مروؤة المعتصم، وتعاير به غيره من القادة المسلمين القدامى والمحدثين! وبالمقارنة قام باى الجزائر أى حاكمها المعين من قبل الباب العالى العثمانى بصفع سفير دولة فرنسا لأنه تجرأ وطالبه بسداد الديون التى علي بلده وعليه لفرنسا. فقامت فرنسا بغزو الجزائر وإستعمارها. لم ينصف تاريخنا الموجه فى عرض كلا الحادثين رغم تماثلهما ومع الفارق الذى هو لصالح الفرنساوية فى جميع الأحوال. إذ أن المصفوع فى حالة الجزائر هو قنصل فرنسا وممثل الدولة والشعب الفرنسى، وفى حالة المعتصم هى إمرأة فى السوق تدين بالإسلام! يحكى التاريخ العربى حوادث غزو المعتصم لبلد آخر بكل فخر وإيجابية، بينما يذكر غزو فرنسا للجزائر بكل سلبية وتجنى. ومن بعد ذلك لازال هناك من يتحدث عن الميكيالين اللائى يزن بهما الغرب!
عادل حزين
نيويورك
Adel.hazeen@gmail.com