أصداء

حبة زرقاء.. وأخرى حمراء!

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

عن خالد بن الوليد...

خالد بن الوليد سيف الله المسلول والصحابى الكريم الذى دانت له البلدان ورفع إسم الإسلام ورايته عاليا خفاقة. حارب المرتدين الذين داروا على أعقابهم فور وفاة الرسول فى شبه جزيرة العرب حتى أعادهم "صاغرين" من ضلالهم لحظيرة الإيمان.
التعريف السابق هو الحبة الزرقاء لمن لا يريد أن يرى أو يفهم أو يدرك. ويمكن لمن أعجبته تلك العبارة أن يتوقف عن تكملة المقال وله أن يمتلىء عزة وفخر ويكمل العيش فى أوهامه.

أما الحبة الحمراء لمن يبتغى الحقيقة فستفتح الأعين على سيرة الرجل بدون كذب ولا تزييف. كان خالد مقاتلا شرسا وقائدا عسكريا عبقريا حتى أنه كان قائد جيش الكفار فى غزوة أحد التى هزم فيها المسلمين. كان أيضا دمويا محبا للقتال كارها للسلم حتى أنه كان على رأس إحدى كتائب جيش الرسول عند فتح مكة وكانت كتيبته الوحيدة التى لم تدخل منطقتها سلما بل جرى فيها قتال بينه وبين أهل قريش! أيضا كان على رِأس نصف جيش المسلين الذى قام بفتح دمشق الشام عنوة وقتالا بينما فتح أبو عبيدة الجراح نصفها الآخر صلحا! وكان ضعيفا فى دينه حتى أنه لم يوفق فى إمامة صلاة وإعتذر بأن القتال و"الجهاد" قد شغله عن التفقه فى أمور الدين!


ومن القصص الدالة على دموية خالد بن الوليد وضعف دينه قصته مع مالك ابن نويرة بالبطاح(1) وتحكى كتب التاريخ المعتبرة القصة على أن مالكا كان قد إمتنع عن إرسال الزكاة للخليفة أبي بكر على سند أن "خذ منهم صدقة" موجهة للرسول فقط وليس لخلفائه، ولكن لم ينكر الزكاة وإن كان قد رأى إتيانها لمستحقيها مباشرة، ولم ينكر غير ذلك من أحكام الإسلام. وقد أرسل أبو بكرالسرايا لمقاتلته بقيادة خالد بن الوليد "لإعادته لحظيرة الإسلام" وإجباره على إرسال الجزية للخليفة! وحدث أن جثت إمرأة مالك بن نويرة على قدمى خالد تستعطفه حياة زوجها وكانت إمرأة فى غاية الجمال، فقال مالك بن نويرة "هذه هى التى قتلتنى"، فرد عليه خالد " بل "الله" قتلك برجوعك عن الإسلام! فقال مالك بل أنا على الإسلام. وبالطبع لم يشفع له قوله، وامر خالد فضرب ضرار بن الأزور عنق مالك!
لم يكتف خالد بذلك بل أمر باستعمال رؤوس ضحاياه وقتلاه وبينهم مالك بن نويرة كوقود لطبخ الطعام! وبالطبع "تزوج" إمرأته أيضا!(2)
وتكملة القصة أنه بناء على إلحاح عمر بن الخطاب أرسل أبو بكر مستدعيا خالد لسؤاله عن تلك الواقعة المشؤومة فحضر للمدينة. قدم خالد للمدينة وقد لبس درعه التى من حديد وقد صدىء من كثرة الدماء، وغرز فى عمامته النشاب المضمخ بالدماء! فلما دخل المسجد قام إليه عمر بن الخطاب فانتزع الأسهم من عمامة خالد وحطمها، وقال: "أرياء؟ قتلت إمرأ مسلما ثم نزوت على إمرأته؟! والله لأرجمنك بأحجارك." لم يجاوب خالد عمر ودخل إلى أبو بكر واعتذر له فعذره! وعندما خرج خالد قال متحديا عمر: "هلم إلى ياإبن أم شملة"! فلم يرد عليه إبن أم شملة!(3)

هذه هى الحقائق ولا عذر لمن أكمل المقال فقد إختار الحبة الحمراء بإرادته.


(1) وهو مالك بن نويرة بن حمزة بن شداد بن عبد بن ثعلبة بن يربوع التميمي
(2) تاريخ الذهبي- ص 371
الكامل ص 372 / تاريخ الطبري ص 654/ والمنتظم-ابن الجوزي-ص 439
(3)
http://history.al-islam.com/display.asp?f=bdy01450.htm

عادل حزين
نيويورك

رمضان 26 أو27 أو28

Adel.hazeen@gmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف