المشكلة الأمنية في العراق بين المالكي وأمريكا..
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
طالب خطاب بوش من حكومة المالكي اتخاذ قرارات جريئة لضمان الأمن. وقد رد المالكي بأن قوات التحالف هي المسئولة عن التدهور الأمني!
إن القوات الأمريكية تقدم تضحيات بشرية كبرى لحماية أمن العراق والعراقيين، وتعمل ليل نهار لتدريب وتأهيل القوات العراقية، غير أنه ثبت بالوقائع والأرقام أن هذه القوات مخترقة سواء من الإرهابيين أو من الأحزاب الدينية الحاكمة المتحالفة مع المالكي؟ وآخر مثل طرد مئات من الشرطة لانتمائهم لفرق الموت وتدمير الأمن. فهل أمريكا هي المسئولة عن هذه الاختراقات أم الإرهابيون من جهة والأحزاب الحاكمة ومليشياتها من جهة أخرى؟
لقد وعد المالكي مرارا بحل المليشيات والتزم بذلك علنا ولكن شيئا لم يحدث لأنه مكبل بحلفائه ومليشياتهم ومنها مليشيا حزبه نفسه.
صحيح أن المهمات الأمنية بالغة الخطورة والتعقيد، والخراب عام، وممارسات العنف بكل أشكاله هي الرائجة اليوم ومن ذلك حرب التطهير الطائفي. ولكن إذا وجد المالكي نفسه عاجزا للأسباب المذكورة وليس بقصور منه فلماذا لا يستقيل؟ ألا يعلم أن الحكومة الوحيدة القادرة على ضبط الأمن وحماية المواطنين هي، وكما قال عدد من الكتاب، تلك الحكومة القوية والمستقلة ويفضل أن تكون عسكرية؟
إن جميع الأحزاب الدينية فشلت فشلا تاما في إدارة البلد وحماية المواطنين، ومهما كان حسن نوايا المالكي ومهما أراد فإنه أضعف من أن يكون قادرا على حل المعضلات الخطيرة وخصوصا وهو زعيم حزب ديني ذي مليشيا معروفة. كما نعرف أن تسلمه لرئاسة الحكومة لم يكن ليتم لولا تصويت الصدريين له. فأية حكومة يا ترى قادرة على إدارة البلد وحماية المواطنين وهي خاضعة للحزب الأكثر تطرفا في الائتلاف والموغل في تخريب الأمن وإشعال الفتن الدموية والتحريض ضد قوات التحالف والمساهمة النشيطة في التطهير الطائفي؟ وكيف لا ينتفخ مقتدى الصدر غرورا ويزداد صلافة عندما يهرع نحوه في النجف رئيس الوزراء نفسه، والخروج من الزيارة بتصريح أن زعيم مليشيا المهدي قد طمأنه!! ومنذ متى وفى الصدر بوعوده وهو لا ينفك يشعل النيران من بغداد وإلى العمارة والبصرة والناصرية والحلة وغيرها؟ إن مقتدى الصدر تلميذ للنظام الإيراني المراوغ الذي يصرح بشيء ويعمل عكسه، وهو ما يفعله أيضا حزب الله في لبنان.
لا يمكن محاربة إرهاب أعوان صدام وبن لادن في العراق مع بقاء المليشيات الحزبية وجرائمها التي تدفع مزيدا من السنة للخوف والتوقع على الطائفة والتعاطف مع الإرهابيين.
على المالكي عدم إلقاء المسئوليات على أمريكا، بل يجب أن تكون له جرأة قول الحق.
إن من المستحيل الاقتناع بتصريح السيد المالكي بأن القوات العراقية قادرة على تحمل كامل المسئولية الأمنية في البلاد خلال فترة قصيرة قادمة. وهذا أيضا ما صرح به نائبه في لندن. إن الدراسات الموثقة تبرهن على أن قلة من قواتنا مؤهلة لمقاتلة الإرهاب لوحدها، ولن تتأهل هذه القوات بتحويل المليشيات إلى جزء من القوات الحكومية بينما تظل تتلقى تعليماتها من أحزابها الطائفية. على حكومة المالكي أن تكون أكثر تواضعا في تقدير حجم وقدرة قواتنا المؤهلة حقا والقادرة فعلا وبتصميم على مقارعة الإرهابيين وصيانة الأمن. لقد تركت القوات البريطانية والأمريكية مسئولية الأمن في عدد من المدن والمحافظات للقوات العراقية. والنتيجة؟ استمرار بل وتفاقم موجة الإرهاب
وحرب المليشيات والتطهير الطائفي وعمليات الخطف والتعذيب وقطع الرؤوس. إذن فعلى ماذا يستند المسئولون في تصريحاتهم هذه؟!