أصداء

علاوي فرس الرهان على استتباب الامن العراقي

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

قد يكون الدكتور علاوي فرس الرهان على استتباب الامن العراقي

العراق اليوم من المجتمعات التي ارضها ملتهبة في فوضى وعدم استقرار..
وقد ساد قانون ( كل من ايدو الو ) اي قانون الغاب.. العراق المسكين الان يحتاج بألضرورة الى رجل قوي يده خشنة وضمير في نصف اغماض..! قد لايعجب مثل هذه الصفات لبعض من العراقيين ولكن الضرورة تجعل من هذه الصفات حاجة.

لقد وصل اليأس بألعراق والعراقيين مما جعلهم يتدافعون نحو صناديق الاقتراع وحققوا نسبة اكثر من النصف من ثمانية ملايين عراقي مسجلين ولهم حق التصويت وشكلوا طوابيرا طوابير بكل هدوء الى الصناديق المثبتة وهم يعلمون ان الموت يتراقص بينهم وبين ارجلهم.. انهم يجرون اقدامهم على خط نار رهيبة وهم يحملون حياتهم على راحة اكفتهم..!

ومع ذلك فتصميم العراقيين واضح وقوة الارادة جلية لوضع حد لهذا التسيب الامني.. الذي حرق الاخضر وأليابس.. من جماعة ارهابية تختل وراء شعار المقاومة الوطنية وخلف ايضا اصحاب نظرية العمل لاجل التخلص من من خلصهم من نظام صدام الدكتاتوري ( جيش الاحتلال ).

وجد اصحاب نظرية المقاومة الغير مسلحة المؤمنين بأللاعنف كطريقة نضال انهم محاصرون امام هذه الموجة من هيجان مدمر يقوم بألقتل وتفجير السيارات والخطف وكل شيء يؤذي الشعب العراقي ويؤذي قضيته الوطنية العادلة.. حتى ان الكثير من ابناء العراق الابرياء ذهبوا ضحية لهذا الارهاب المستورد بعضا منه من الخارج.

امام هذه الفوضى وحالة شعب بائس يغرق في تسارع في بحر القمع وأستعمال القوة المفرطة من قبل الحكومة العراقية الموقتة وسلطة الاحتلال.. وفي هذا تقاطع خطوط المصالح في اديم الوطن يتطلع العراقيون الى من يستطيع انقاذ بلادهم.. ايا كان واي قسوة يحمل وما عليه من الولاء للخارج او ارتباط بوطن..
وكل هذا اصبح غير شاذ في شعوب تعيسة الحظ مثل العراق وهو تحت الاحتلال.

من لم يملك ماضيا لايستطيع بوضوح رؤية المستقبل.. ولا يمكنه ان يكون واضحا في المواقف الحاضرة.. علينا ان ننظر الى تاريخ العراق المعاصر لنتلمس وضع اقدامنا.. العراق في تاريخه المعاصر داسته اقدام الاحتلال العثماني خمسة قرون.. كان مسرحا للظلم التركي وأستغلال موارده وأرسال شباب رجاله للحرب
للذود عن المصلحة العثمانية وتثبيت امبراطوريتهم في مشارف العالم.. وكان العراق بقرة حلوب استفاد منها العثمانيون من كل شيء تنتجه.. وكان العثمانيون اذكياء ومخادعون في تغليف هذا الاستعمار البشع والاستغلال بعباءة الدين الاسلامي وبرموز عمائمهم البيضاء وخلافة السلطان.

ثم اوائل القرن الماضي 1923 احتل بلدنا من قبل الانكليز بعد ان خسرت الدولة العثمانية الحرب.. وفي الثلاثينات رسم الانكليز كاريكاتور الحكم الملكي..
واستوزر نوري السعيد وأسس مدرسته السياسية.. وكان نوري السعيد هو الاخر لايخفي بتعيينه وولاءه للمحتل الانكليزي بألضبط كما هي الحالة مع علاوي في الوقت الحاضر.. الا في جهة الولاء من الانكليز الى الامريكان.

وألشعب العراقي.. لايختلف عن بقية الشعوب في السعي للتحرر وطرد المحتل فكانت انتفاضاته ووثباته متواصلة.. نستطيع ان ندرجها كألاتي :-

1- انتفاضة الشعب العراقي في سنة 1948 حيث استطاعت في معاهدة بيفن- جبرالتي حاول رئيس الوزراء العراقي صالح جبر ابرامها.. ولكن انتفاضة الشعب العراقي في كل طوائفه استطاعت ان تجبر صالح جبر على الاستقالة وأضطرته على ترك مشروع المعاهدة.

2- انتفاضة 1953 في زمن اللواء العسكري نور الدين محمود والتي جاءت بعد اضطرابات وأنتفاضات متعددة على انحاء القطر تتلمس طريقها نحو الديمقراطية الحقيقية وألبرلمانية غير المحرمة.

3- مسيرة الشعب العراقي الاحتجاجية الثورية العاصفة ضد الاعتداء الثلاثي في سنة 1956..على مصر العروبة.. وقد كان النجاح حليف الشعب وانكفأ المعتدون الثلاثة.. وهي دول بريطانيا وفرنسا والعدو التقليدي اسرائيل.. وأضطر نوري السعيد ان يكون بجانب الخط الوطني العروبي ضد هذا الاعتداء.. رغم وجود معاهدة تحالف عسكرية بين العراق وبريطانيا هي دولة معتدية.. اي ان العراق وقف ضد الحليف البريطاني المربوط معه بألمعاهدة.

4- الثورة الوطنية الكبرى.. ثورة عبد الكريم قاسم.. وهي ثورة حررت العراق وحررت نفطه وعملته من النطاق الاسترليني.. وكانت خير فترة برأينا في تحقيق مصالح الشعب العليا.. وخير زعيم لها لم يحذو على الوطنية وألنزاهة قيد ان مله.

في الواقع لانريد ان نخوض في انقلابات البعث والتي جاءت بقطار امريكي في 1963 ثم تصحيح هذا الانقلاب في 1964 ثم دخل التاريخ العراقي المظلم جماعة البكر وصدام حسين في 1968.. فانها تمثل تاريخا اسودا في تاريخ العراق السياسي والاجتماعي وسبب ضررا كبيرا في النسيج العائلي والفكري والطائفي.

ونحن اذ نردد ان علينا ان نستقرأ تاريخ العراق.. وأقرب هذا التاريخ.. هو العهد الملكي.. وقد كان فيه فسحة من الديمقراطية.. ليت العراق يملكها الان..
وكانت المدرسة السياسية تملك الدراية وألحكمة في ادارة البلاد.. ورغم وضوح معالم الانتداب الانكليزي في ذلك الوقت الا ان العراق استطاع ان يحقق خطوات واضحة نحو تكوين ملامح الدولة العراقية من جيش.. الى قضاء.. الى كادر اداري.. والى صحافة وانتخابات.. كل هذا اهلته لان ينتمي الى المجموعة الدولية.. وكانت عصبة الامم في ذلك الوقت.. مع ذلك كان نوري السعيد يداور بين مصلحة العراق ومصلحة الانتداب ورغبات ( مختار ذاك الصوب ) السفيرالبريطاني كورن واليز.. ومشى على هذه السيرة جميع افراد المدرسة السعيدية.. وكانوا يتناوبوا السلطة بينهم حسب الظروف فكان يأتي المرحوم جميل المدفعي..لترأس وزارة بعد اغتشاش وأحتجاج وقلاقل سياسية.. كرئيس وزراء.. ليهدء الامور لما اشتهر عنه من اعتدال في السياسة وتفهم مطاليب الشعب.. وكان يطلق عليه رجل المطافيء.. وكان بعضا يأتي برئيس وزراء عسكري.. مثل نور الدين محمود.. وألعسكر على العموم مشهورون بالضبط والانضباط.. ويستطيعون ان يوفرو الاستقرار في بلد تجتاحه الاضطرابات.. والعراقيون الان اذ يراهنون على الدكتور علاوي ويتطلعون الى تجديد رئاسته للوزارة وهم يعلمون ان العصا الغليظة ستكون في يده اليمنى.. والنهج العلماني الديمقراطي.. في يده اليسرى.. ويملك اجازة الكلام وألتفاهم مع اصحاب القرار الامريكان.

اذن.. علاوي رجل الساعة اليوم.. رغم كل شيء هويملك مايكفي من علاقة مع المحتل للاستعانة به على فرض الهيبة الحكومية اذا اضطر ذلك.. وقبل تهيأة الجيش الوطني او اعادة الجيش القديم الى ممارسة واجباته الوطنية..

انه يملك روح المناورة السياسية يستطيع بها السبح بأمان في امواج العراق المتلاطمة بين دعاة طائفية مهلكة.. وتعصب قومي شوبيني وقاتل.. وصراعات.... حزبية مع وجود تجاذب غير معلن احترابي بين عالمي المجتمع.. العالم الديني من المعممين والمرجعيات.. ولهم تأثيرهم على الساحة.. وبين عالم الديمقراطيين الليبراليين.. وبين دعاة يتعاون مع الاحتلال ويحمل السلاح معه ليدك المدن ويضرب الاحياء السكنية كما جرى في احداث النجف والفلوجة.. وقد يجري في الموصل كما مخطط لها وهؤلاء هم ادلاء الاحتلال وطابوره الخامس وكانوا احسن من يذكر التاريخ بمواقف الطرواديون يوم دخلوا بحصان طروادة مختبئين به ليخترقوا اسوار الدفاع وهم نفسهم قد استعدوا في مؤتمراتهم في لندن وصلاح الدين والشام الامريكان وجيش الامريكان ليهيأ هجوما على الاوطان وعلى البلد الذي عاشوا فيه وأكلوا من خيراته بحجة التخلص من صدام ودكتاتوريتهم.. ثم اثبت الواقع انهم ( هؤلاء اصحاب فكرة الاستعداء على الوطن ) انهم ومن اتوا بهم الى العراق من جيش الاحتلال كانوا اشدوا ظلما وأحلكوا سوادا في تصرفاتهم من النظام السابق.

صراعات وصراعات نحتاج معها الى رجل يملك شخصية الدكتور اياد علاوي.
وهو افضل الموجودين على الساحة.. لتحقيق التوازن بين هذه الامواج المتلاطمة.

ونأمل ان نكون مع مصلحة العراق في هذا التخريج السياسي والله اعلم.

خالد عيسى طه
المستشار القانوني
رئيس محامين بلا حدود
Email:Tahaet@yahoo.co.uk

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف