أصداء

لماذا لاتتحول الفيحاء الفضائية الى راديو؟

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

لاشك في ان الإعلام الموجَّه قد ولَّى زمانه، وحل محله الإعلام الخاص الذي يمكن ان يكون بديلا للاعلام الرسمي من دون ان يكون مكبلا بالتوجيه، لكن ثمة شرط في من يمتلك هذه الوسيلة المهمة وهو كيف ولمن توجه هذه الوسيلة وكيف تدار من الداخل؟.


فضائية أم راديو؟

ولعل من الامور التي تميزت بها قناة الفيحاء العراقية أنها فضائية تحولت بمرور الوقت الى راديو ليس أكثر، وكان عليها قبل اغلاقها ان تتحول الى أذاعة محلية او مايشبه ذلك لانها خسرت سوق المنافسة بالمقارنة مع الفضائيات العراقية الاخرى، ليس لاسباب فنية وتقنية فحسب بل لانها خسرت مصداقية الحدث وكيفية نقله وتحليله، وكل اساليبها في النقل والتحليل كانت ارتجالية موجهة الى فئة ما من الشعب العراقي، وهي انتقائية بشكل يدعو للاسف، في كل ماطرحته من افكار، وقد حاولت ان تكون قريبة من الجمهور بطريقة ساذجة، بانتقائها أشخاص من هنا وهناك ليسوا اختصاصيين في اغلبهم ليقوموا بمداخلات هاتفية مرتبة مسبقا تعتمد الشحن الطائفي الموجه،، مما جعل من طريقة تناولها للحدث مستندة الى العاطفة والاخوانيات والصداقات وهذا ماكنا نخشاه من وسيلة اعلام تسمي نفسها فضائية.


سلطة المال

أن أستسهال فتح الفضائيات الموجهة الىالعراقيين لوجود نوع من الحرية، يجعل من تلك الفضائيات خاضعة لسلطة المال الذي يتوفر اليوم لدى الطوائف والاحزاب والمؤسسات الدينية ليتصاعد على المكشوف الصراع العقائدي والاجتماعي والديني عبر الحوار العنيف والمتطرف الذي تقوده مثل تلك الفضائيات ً.

والمشكلة الاكبر في هكذا اعلام خضوعه الكامل للنخبة التجارية والدينية والبرجوازية حيث يحاول ان ينجر وراءها للحصول على مكاسب مادية تؤهله للاستمرار في دور اعلامي لن يكون شاملا ورصينا لانه بدا في الاساس على قواعد غير منطقية تتمثل في غياب الاهداف الاستراتيجية، والتحليل المنطقي، كما ان لجوءه الى البحث في الازمات ورفع وتيرة الاحقاد جعله مرتعا رخيصا لسلطة المال والعلاقات القديمة.

راديو محلي

وربما فاجا قرار اغلاق قناة الفيحاء بعض العراقيين البسطاء لكنه لم يفاجأ ابدا اصحاب القرار والاكادمييين والاعلاميين المتخصيين الذين ينصحون بان تحول هكذا فضائيات عملها الى اذاعة او راديو محلي، فذلك اصوب وانفع بدلا من التشبث والتوسل لهذا وذلك من اصحاب الجيوب الثقيلة، لممارسة ذات الدور من جديد.


كان اغلاق قرار الفيحاء صائبا جدا لانه لم يعتمد القياسات الفنية والمخالفات الاعلامية فحسب بل، لانه قرارا أوقف أعلاما متسترا خلف القضية العراقية، وحاول معالجتها بطريقة ارتجالية على اقل تقدير.

العراق بحاجة الى الة اعلامية ذات حرفية ونضج، تنقل لنا عبر الاثير انجازات صناع الحياة لتنمو نبتة التلفزيون الهادف خضراء في حديقة الاعلام العراقي الجديد.

عدنان أبو زيد

كاتب ومهندس عراقي

adnanabuzeed@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف