أصداء

حديث إلى كريم مروة والظاهرة العراقية

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

وشائج الاستاذ الكبير كريم مروة بالعراق روحية وشخصية ودينية وقديمة، يربو عمرها على نصف قرن كما يقول في سيرة علاقته بالعراق، فقد عاش الكاتب ردحا طويلا من الزمن فيه. ومن هنا فقد أنبرى مروة إلى الكتابة في الشأن العراقي بحب كبير له، وروح من البحث عن الحقيقة في آتون أحداث قلما هدأت قليلا لتعرف نتائجها عن كثب. فالبحث في الشأن العراقي بتقديري من اخطر الممارسات الفكرية في هذه المرحلة التاريخية الشائكة، لكنه في الوقت نفسه شيء مثلج للصدر، مرقّ للنفس، متعب للعقل، لما يلحق بالعراق من مظالم كبرى في الوقت الحاضر ومن احداث جلى تستحوذ على أهتمام العالم.


اما الكتاب العراقيون في الداخل والخارج - باستثناء نخبة قليلة من امثال الدكتور فالح عبد الجبار الذي قدم للكتاب بحب ظاهر- فلم يجنِ منهم العراقيون غير الصراخ المر والتباكي و اللعن أيضا.. ونحن إذ نثمن هذا الموقف من كريم مروة وهذه الروح العالية في تحديد الأسباب والبواعث إلا أننا من حقنا كعراقيين في الداخل ان نبدي وجهة نظرنا بطروحاته وآرائه واستنتاجاته. فالشأن العراقي بعد الإحتلال الأميركي للعراق لم يعد عراقيا بحتا، كما هو الشان الفلسطيني تماما، وعموم القضايا الساخنة التي تواجه العالم. وهو شأن عربي وإنساني يتوجب على كلّ قلم حرّ في العالم ان يخوض فيه من اجل الحقيقة والدفاع عن الإنسان. ويكفي ان تذكر (التقارير الإحصائية الاخيرة) أن ثلاثة آلاف إنسان يقتلون في الشهر الواحد، وان أكثر من نصف مليون إنسان قد قتلوا منذ 2003 وهي ارقام اقرب إلى الحقيقة إن لم تكن أقلّ منها.. ففي كل ثلاث دقائق كما يشير تقرير هوبكنز يموت عراقي - هل يولد عراقي كلّ ثلاث دقائق؟- و في كلّ ساعة يموت (20) عراقيا هذه هي الظاهرة العراقية التي تستحق الإهتمام. ولا أدري ماذا يمكن ان يضاف بعد مدة إلى الظاهرتين الفلسطينية والعراقية لتصبح الامة تعجّ بالظواهر من كلّ حدب وصوب؟


هذه البشاعة الإنسانية العريضة الظاهرة في العراق ما هي إلا أمتداد لمأساة العراق قبل الاحتلال الأميركي إن لم تكن اكثر هولا حينما نجد ما يقرب من (مليون طفل عراقي) قد ماتوا بسبب الحصار الاممي وعلى مدى ثلاثة عشر عاما. فمتى يتحرك الضمير العالمي نحو قضية العراق؟ ومتى تشنّ الحملات الدولية لصالحه كما كانت في فيتنام ورواندا والجزائر وكمبوديا والبوسنة وغيرها من البلدان التي عانت من الكوارث البشرية؟ ورغم كلّ ذلك فإن أهل العراق أدرى بشعابهم وهم المسؤولون اولا في الدفاع عن انفسهم : هذا إن توقفت عمليات الإبادة الشاملة والمنظمة لهم واستطاعوا امتلاك زمام المبادرة التي فقدوها منذ عام 1958!


ومن حق أي مراقب عربي او غير عربي ان يبدي رأيه بعيدا عن الحساسية المفرطة والمفتعلة التي يبديها بعض (الساسة) العراقيين و(المستعرقين) الجدد، والإعلاميين، والمتطيرين من انصاف المتعلمين حينما يقولون: الشان العراقي داخلي خاص بالعراقيين فقط! لم يعد الامر كذلك - ياسادة- بعد ان تفاقمت أزمات العراق أقليميا ودوليا، ولابد من ان تتحول (قضية العراق) إلى المستوى الأممي عاجلا وليس آجلا. فالظواهر العراقية من البشاعة والتطور والكارثية ما يستدعي تظافر جهود اقليمية ودولية لمعالجتها سريعا وإلا فإن رياح زفيرها العفن ستعم المنطقة بأسرها.


وعلى المثقفين العرب خصوصا - وهذا دورهم المنوط بهم الآن - الدفاع عن العراق بالوسائل كافة وهو واجب إنساني وقومي ملقىً على ضمائرهم. فما الذي يمكن ان يفعلوه بإزاء الموت اليومي العراقي المجاني؟ وهل كان المثقفون العرب في الخمسينات والستينات وحتى السبعينات من القرن الماضي اكثر وعيا في عصر بطيء الاتصالات قليل التجرية والمعلومات؟ اجل القضية أكبر مما نتصور بكثير وحسنا فعل مروة ان وضع يده على بداية نزف الجرح المتعفن.. ولكن.. في الوقت نفسه على المثقفين أيضا ألا يقعوا فريسة لأخبار الفضائيات او المعلومات التي يوردها عراقيون منفيون من خدم النظام السابق، او ممن لم يزر العراق منذ ثلاثين عاما ولا يدري كيف طحن العراقيون نشارة الخشب مع الذرة الصفراء كي يقدم لهم طحينا بشريا.. ففي الكتابة عن العراق لا بد من منتهى "الدقية" لأن قضايا العراق شائكة ومعقدة تعقيدا كبيرا قلما شهد له التاريخ مثيلا.


كان مروة في كتابه " الظاهرة العراقية " : دار المدى للثقافة والنشر 2006 حريصا على العراق اكثر من بعض (المستعرقين) وهذا ما يؤكد لنا من جديد ان العراق لم يعد شأنا عراقيا. كتب كريم مروة عن الظاهرة العراقية في وقت لا اجده مبكرا، فهي سلسلة مقالات نشرت في صحيفتي النهار والحياة تحديدا في وقت اشتدت أزمة العراق دوليا. وهي حالة لا يعاني منها السيد مروة وحده بل عديد من كتاب العربية إذ لا يكتب إلا بعد ان تبلغ الاحداث اوجها حتى ليخال المرء ان كتاباته تلك هي صدى للحدث وليست إستباقا له. وحسنا فعل السيد مروة حينما لحق بالقطار في عربته الاخيرة.. اما الظاهرة العراقية من وجهة نظري فقد بدأت منذ عام 1980 حينما كان يسحق أبناء العراق وإيران في آتون حرب شرسة لم تبقي ولم تذر. من هناك يمكننا العمل على معرفة كيفية تشكل الظاهرة العراقية في ظل تمويه كبير لحرب سميت دائما بالحرب المنسية الطويلة الأمد. وإذا كان لابد من رصد للظاهرة العراقية في نشؤها الاولي لننظر إلى مآسي الحرب العراقية الإيرانية التي دامت ثماني سنوات متواصلة، وإلى نتائجها المروعة على الصعيدين الوطني والإنساني، ثمّ إلى الإحتلال العراقي للكويت وما نتج عنه من عقوبات ظالمة كبرى لم يدفع ثمنها إلا فقراء العراق ومعدميهم وحدهم. لم تبدأ الظاهرة العراقية بعد إحتلال الأميركي للعراق عام 2003 بل ان هذا الحدث على جسامته هو نتيجة لتفاعل الظاهرة منذ 1980 بتقديري.


يذهب الكاتب كريم مروة بعيدا في آماله (بالديمقراطية) في العراق بعد سقوط النظام الدكتاتوري كحالة يمكن تكرارها بسيناريوهات هنا او هناك، وهو لم يخفِ ثقته بالديمقرطيين العرب! مازال السيد مروة يقودنا إلى عالم من الأنتصارات القادمة كماركسي تربى على هذه الثقافة المليئة بالرغبات الإنسانية المبهرة. لكن الواقع العراقي الذي افرزته احداث ما بعد عام 2004 لا يؤكد هذه الرغبة الجميلة للأسف الشديد بل هو يؤشر بداية أنهيارات كبيرة على مستوى (الشرائح) الاجتماعية العراقية المتآلفة منذ آلاف السنين نفسها، او ما يطلق عليه جزافا الآن (مكونات) الشعب العراقي. في وقت غاب فيه الديمقراطيون واللبراليون والشيوعيون وعموم المثقفين الذين أنتمى لهم مروة عن الساحة السياسية العراقية ولم يعد صوتهم إلا خافتا او مبحوحا.. من هنا فإن ثمة مساحة تاريخية من الدماء والدموع ربما لم تدر في خلد مروة الإنسان هي في أنتظار العراقيين على نحو مروع قبل ظهور الفجر الإنساني للعراقيين. وثمة سؤال دائم : كم يمكن للإنسانية ان تخفف من الكوارث التي تلحق بالعراقيين يوميا وفي كلّ ساعة؟


لقد عمل الأحتلال الاميركي على مسح الدولة العراقية التقليدية بالكامل بدءا من المؤسسة العسكرية التي كانت تعد بمثابة الرمز القديم للوحدة بين العراقيين، وانتهاء بشرطة المرور في شوارع المدن العراقية الخربة والمقوضة سلفا في ظاهرة عراقية لم يشهد لها التاريخ المعاصرمثيلا. وعمل الاميركان على سحق الهوية الوطنية للعراقيين. ربما تشبه هذه الحال الغريبة على عالمنا المعاصر في طياتها تلك الأعمال الحربية في العصور الوسطى حيث تكتسح شعوب وتباد باكملها وينتهي وجود دولها. لم يستطع مروة ان يرى جيدا (عملية الإبادة الجماعية المنظمة) للعراقيين التي تجري على قدم وساق يوميا بعد إبادة دولتهم ووجودهم وتاريخهم المسطر في متاحفهم المنهوبة والمحترقة. لذلك فإن تكرار الظاهرة العراقية بهذا الشكل أو ذاك بات (ممكنا) في اي مكان آخرمن العالمين العربي والإسلامي على وفق نظرية ( الفوضى الخلاقة) الاميركية ما دامت النتائج الكارثية تؤتي اكلها للرأسمال المعولم المتوحش وترفد آلة الحرب بدماء سود جديدة. حسنا فعل كريم مروة مرة اخرى ان قدم تحليلا سريعا في بداية كتابه عن وضع العالم في ظل الهيمنة الاقتصادية الأميركية المعولمة.


وإذا كان الشعب العراقي وساسته المتعبون الجدد قد حاولوا ان يرقعوا الصدوع الكبرى والشروخ الكبيرة في مؤسساته العسكرية والأمنية والقضائية (الجديدة) فإن المؤسسات الأقتصادية لم تظهر إلى الوجود قط هي ظاهرة اخر ملفتة للنظر أيضا. فخلال أكثر من ثلاث سنوات لم يلحظ العراقيون أي نمو أقتصادي على الأرض وما زل العراق دولة (ريعية) من طراز بدائي، ولم يخفف من أعباء العراقيين وأثقالهم المعيشية، والجواب على ذلك بسيط جدا: بسبب الأعمال الإرهابية؟ فماذا عن الاماكن في الجنوب التي تشهد أستقرارا امنيا نسبيا؟! المسألة برمتها لا تتعلق ببناء (الديمقراطية) في العراق كما يعلن الأميركان في ستراتيجيتهم الجديدة، ولا في حقوق الإنسان، بل في استمرار الأزمات في العراق على مختلف الصعد وجني ثمار ذلك سريعا. وربما لم تظهر أية مؤسسات أقتصادية في وقت قريب لأنها الوحيدة القادرة على الإسهام في لملمة الجراح وحل المشكلات الأقتصادية والأجتماعية والامنية في بلد بلغ حجم البطالة فيه 40% وفي وقت هو من أغنى بلدان العالم!


والسؤال الأساسي: هل ان المؤسسات العسكرية والامنية والقضائية الجديدة التي استحدثت على عجالة في العراق تحمل بين طياتها الولاء للشعب والوطن؟ ومن هو الذي يعمل على إنشاء هذه المؤسسات؟ هل هو قادر حقيقة على إنجاز المهمة وطنيا إلى النهاية؟ وهل ان القوى السياسية التي جاءت بها( صناديق الإقتراع) تعمل لصالح الديمقراطية فعلا؟ وهل هي ديمقراطية في تكوينها الاساسي وبرامجها قبل وبعد الإحتلال؟ ولو تأملنا الخارطة السياسية للقوى المكونة للعملية السياسية ماذا نجد؟ انها قوى طائفية وماضوية بحتة تمتلك جلها ميليشيات تابعة لها، فهل ننتظر منها ان تكون (ديمقراطية) تعمل لصالح حقوق الإنسان مثلا؟! يتساءل السيد مروة بذلك على نحو دقيق.. ولكن يبقى البديل؟ ويبقى سؤال لينين: ما العمل؟


من الجيد ان يعترف السيد كريم مروة أيضا بأنه ليس اختصاصيا في الشأن العراقي، ورغم ذلك فإنه عمل على زج نفسه في معترك شائك - بحثا عن حقيقة متحركة ومتقلبة- فهذا الوضع يحتاج منه إلى ادوات كثيرة من أهمها (معايشة) الشعب العراقي على الارض.. والتفرغ الكامل لرصد حركته اليومية. فلم يعد الشعب العراقي نفسه كما كان عام 1948 و1956 و1958 ولا حتى كما هو قبل عام 2003 لكن هذه الحال لم تبعد السيد مروة من التشخيص الدقيق وفي وقوفه المعلن ضدّ النظام الدكتاتوري السابق، وضدّ الإحتلال الأميركي في آن؛ هذه الدقة في الموقف معروفة لدى كريم مروة ولم تفاجيء احدا.
وإذ يؤكد الباحث مروة بان الشعب العراقي يمتلك من (الحيوية) ما يجعله يتجاوز الكثير من المحن؟ فأودّ الاشارة بان السيد مروة لا يمتلك من المعلومات ما يكفي حول سبل (نسف) تلك الحيوية من خلال (نسف) جيل او جيلين باكملهما من خلال الحرب العراقية الإيرانية وحرب الحصار الاممي على مدى ثلاثة عشر عاما والحرب الاميركية الاخيرة. هل يمتلك السيد مروة ارقاما محددة في ذلك؟ لا شكّ بان الأرقام المتوافرة على النطاق الإعلامي لا تعبر إلا عن عشر الحقيقة المروعة التي عاشها العراق في الربع قرن الاخير منذ عام 1980 وحتى يومنا هذا.


والسؤال المهم الذي يطرحه كريم مروة يتعلق بالدرجة الأساس في مستقبل العراق السياسي بعد سقوط النظام الدكتالتوري : هل حقا بإمكان العراق أن يشقّ طريقه في إتجاه الطريق الديمقراطي؟ وهو سؤال من الصعب الإجابة عليه في هذه العجالة إذ ثمة مداخلات كثيرة فيه تتعلق بطبيعة المرحلة التاريخية التي يعيشها العراق وتركيبة القوى السياسية الفاعلة فيه؛ لكنه يبقى سؤالا مشروعا وقائما دائما. فالتغيير الديمقراطي لا يحدث بقرار من الكونغرس الأميركي او بشطبة قلم من هذا المسؤول او ذاك في الحكومة. إنها عملية تاريخية كبرى أستنفدت فيها بعض الشعوب عقودا من السنين واكثر من قرن بالنسبة لأخرى. بيد ان عملية التغيير الديمقراطي لابد منها وسوف تجري في العراق وفي معظم بلدان العالم مادامت الديمقراطية هي أفضل الحلول الإنسانية التي اخترعتها البشرية.


ويجد كريم مروة نفسه متفائلا بقدوم العراق إلى الديمقراطية رغم الصعوبات والآلام من خلال إقباله على الانتخابات الأخيرة وتأييده لها فوصفها مروة بأنها ولادة قسرية.. ولا يمكننا على أية حال ان نعدّ الإقبال على الانتخابات وما نتج عنها مبعث امل كاف نحو التغيير الديمقراطي المنشود فما يزال امام العراق أشواطا كبيرة وصعبة في هذا المجال. فحالة التشرذم والتمزق وغياب البرامج العملية التي رافقت المجتمع العراقي بعد الانتخابات الأخيرة والتهجير وتصاعد اعمال العنف الطائفي وهجرة كبيرة جديدة لمثقفيه ومبدعيه إلى خارجه، وتصاعد ظواهر الفساد الإداري والمالي على نحو فلكي وعدم استقرارية مؤسسات الدولة، وظهور قوى تكفيرية وطائفية عراقية وغير عراقية اوغلت عميقا في دماء الشعب العراقي؛ كلّ ذلك وغيره كثير لا يدعونا إلى التفاؤل الآني. فالظاهرة العراقية تتفلت يوميا من عين المراقب والمحلل السياسي مما يستدعي متخصصا دائما فيها.


وإذا كان مروة قد اعطى هامشا صغيرا لما يعرف بالمقاومة في العراق، وسجل بدقة ان معظم اعمال العنف وما يقوم به الانتحاريون والسيارات المفخخة هي اعمال ضدّ الشعب العراقي، فإن المقاومة الحقيقية للعراقيين لما تبدأ بعد من وجهة نظري. ومازال ثمة امل (ما) في إيقاف عجلة الإبادة الجماعية للعراقيين، وربما تسهم جهود عربية وإقليمية في الحد من الظاهرة العراقية خشية امتدادها اليها. وما زال امام العراقيين شوطا جديدا من الوعي الوطني يمكن ان يبلور (مقاومة) وطنية ذات ابعاد عراقية بحتة. لكن مثل هذا الوضع الإفتراضي مشروط بتطور الفكر الوطني العراقي المتلازم بالعمل الوطني الواسع النطاق، وهذا ما لم يحدث بعد.


يفرد السيد مروة في كتابه عن الظاهرة العراقية جزءا كبيرا من بحثه لمناقشة القضية الكردية في العراق. ولا شكّ بان ذلك نابع من أرتباط الكاتب بمعظم قضايا العراق الشائكة مذ كان طالبا في أحدى مدارس بغداد في نهاية الأربعينات من القرن الماضي. ويظهر مروة عموما معرفة اساسية بهذه القضية المزمنة. وهي تبدأ من زيارته لكردستان العراق وتنتهي بتعاطفه مع قضايا الكرد العراقيين. وكريم مروة يبقى يطرح الأسئلة تلو الاخرى : العراق إلى أين؟ خمسة اسئلة في صيغة تبحث عن اجوبة. كانت كردستان العراق محطة أساسية في الكشف عن مجمل المشكلات التي عانى منها العراق منذ تأسيسسه كدولة عام 1921. وإذا كان مروة يجد في صورة الأقتتال الكردي ( الحرب الأهلية 1994-1996) حالة غامضة في ذهنه فهي حرب من اجل السلطة والسلطة وحدها، فإن المباديء القومية التي نادت بها الحركة الكردية تصبح محض تساؤل ايضا...؟ ومن اهم ما اكد عليه مروة هو هذه الروحية الكبيرة التي تربط العرب بالكرد العراقيين على الرغم من جميع الأعمال الشوفينية التي مارستها الانظمة السياسية منذ العهد الملكي ضدهم ومحاولات تخريب وشائج الأخوة التاريخية بينهم. والسؤال المهم الذي يمكن الإجابة عنه كحل دائم : هو الديمقراطية. وليست الديمقراطية حالة خارجة عن اللعب السياسية في العراق لكنها المرجعية الوحيدة القادرة على وضع اجوبة مناسبة لمختلف التحديات التي تواجهه.
ويبقى السؤال: أية ديمقراطية ؟ ومتى؟

د. رياض الأسدي

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف