أصداء

اعادة الانتشار في بيت حانون لتغذية الخلافات الفلسطينية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

الانسحاب الاسرائيلي المفاجئ من بيت حانون بعد ان استباحتها قوات الاحتلال لمدة اسبوع، عاثت فيها قتلا وتدميرا وتجريفا وتخريبا وترويعا للمدنيين العزل، لم يفاجئ المراقبين للسياسة الاسرائيلية القائمة على ان القضايا التي لا تُحل بالقوة فإنها تُحل بمزيد من القوة. فسياسة تدمير بيت حانون التي جظي بها الاسرائيليون كما هي العادة بصك غفران من الادارة الامريكية التي اعتبرت مواصلة الاحتلال وقتل النساء والاطفال دفاعا عن النفس ما كانت لتمر لولا تردي الوضع العربي الرسمي الذي وصل إلى درجة مثيرة للحزن.
فإسرائيل سحبت قواتها من بيت حانون الى محيط البلدة، وإلى مناطق أخرى في قطاع غزة لن تتوقف نتائجها عند قتل ثمانية فلسطينيين في بيت لاهيا أثناء قصف هذه القوات لمنزل إحدى عضوات المجلس التشريعي الفلسطيني المنتخب، بل ستتواصل كما هي العادة في مختلف المناطق المحتلة لتحصد أرواح الفلسطينيين بأعداد متفاوتة بسبب أو بدون سبب لتمرير سياسة القصد منها إذلال الشعب الفلسطيني وتركيعه لتمرير الحلول الاسرائيلية القائمة على العدوان والتوسع.
فإذا كان العدوان على بيت حانون جاء لتنفيذ السياسة الاسرائيلية القائمة على تكبيد الفلسطينيين خسائر فادحة في الأرواح، إضافة إلى الخسائر المادية قبل تنفيذ عملية تبادل الاسرى لاطلاق سراح الجندي الاسرائيلي الأسير في قطاع غزة، والتي لن تقل عن قتل فلسطيني واصابة خمسة فلسطينيين بجراح واعتقال ما لا يقل عن خمسة فلسطينيين آخرين مقابل كل فلسطيني سيطلق سراحه في عملية تبادل الأسرى، فإن الانسحاب الاسرائيلي من بيت حانون جاء لايقاف عملية التفاوض على تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية المزمع تشكيلها، والتي يجري التفاوض عليها بين الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء اسماعيل هنية، وذلك لان الاسرائيليين يدركون ان استمرار عدوانهم سيدفع الفلسطينيين الى الوحدة، وتناسي الخلافات الداخلية، ووضع حد للصراع على السلطة، فهل يدرك القادة الفلسطينيون ذلك ؟ وهل يدركون ان وحدتهم هي الكفيلة بوقف الاعتداءات ضد شعبهم ؟ وهي الضمان الوحيد لهم للخروج امام العالم بسياسة واحدة موحدة تساعد في الوصول إلى حلول تمكن الشعب الفلسطيني من إزالة الاحتلال واقامة دولته المستقلة بعاصمتها القدس الشريف.
إن الحكومة الاسرائيلية التي قامت بتدمير لبنان كرد فعل على أسر جنديين اسرائيليين أرادت ان توصل للبنان رسالة مفادها ان اطلاق سراح ثلاثة لبنانيين أسرى في اسرائيل سيكلفهم أكثر من ألف شهيد وعشرات مليارات الدولارات نتيجة للتدمير الذي لحق بالبنى التحتية اللبنانية، وتشريد مئات الاف اللبنانيين بعد هدم بيوتهم، هي نفس الحكومة التي تريد ايصال نفس الرسالة إلى الفلسطينيين، غير أن لبنان دولة مستقلة وعضو في الأممم المتحدة، ولها حدود معترف بها دوليا، تمركزت فيها قوات دولية ستمنع الاطراف المتحاربة من تجاوزها، بينما الفلسطينون يعيشون تحت احتلال قائم على التوسع والاستيطان وانكار حقوقهم، وأراضيهم ومدنهم وقراهم ومخيماتهم مستباحة منذ أربعين عاما، وعلى مرأى من العالم اجمع وبدعم لا محدود من القوة الاعظم في العالم هي الولايات المتحدة الامريكية التي يزعم رئيسها الحالي انه يتلقى أوامره من الرب ويؤمن بقيام مملكة اسرائيل على ارض اسرئيل الكاملة - فلسطين التاريخية - تمهيدا لعودة المسيح المنتظر مع ان شعبه يعتبره اسوأ رئيس امريكي.
ويبدو ان القادة العرب في غالبيتهم يشاركونه هذا - الايمان - لذا فإنهم لا يحركون ساكنا لوقف الاعتداءات والمذابح التي يتعرض لها الفلسطينيون، أو بالأحرى خوفا من وقوعهم في الكفر،وبالتالي ستطالهم نار الئيس المؤمن الذي يتربع على عرش البيت الابيض.

جميل السلحوت

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف