أصداء

الجزيرة بالإنجليزية قفزة نوعية

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

لا يختلف عاقلان على الأهمية الكبيرة والتأثيرات الإيجابية التي لا تحصى من انطلاقة فضائية قناة الجزيرة باللغة الإنجليزية، فمخاطبة الآخرين بلغتهم الأمّ أو باللغة التي يعرفونها تعطي مردودات إيجابية كبيرة ، فحتى الآن لا تزال وجهة النظر العربية وفي مختلف القضايا غائبة ومغيبة عن الرأي العام العالمي وذلك لقصور الإعلام العربي والدبلوماسية العربية.
وفضائية الجزيرة بما تملكه من إمكانيات مهنية وتقنية عالية هي الأقدر على الوصول إلى مختلف القارات للناطقين بالإنجليزية ، وكنا نتمنى أن يصل بث هذه القناة بالإنجليزية إلى كافة دول العالم الناطقة بهذه اللغة وليس إلى ثمانين مليون مشاهد كما أعلنت القناة نفسها.
لقد حان الوقت أن يكسر الإعلام العربي احتكار وسائل الإعلام من قبل جهات معادية ، وجميل جدا أن تكون الجزيرة هي الرائدة في هذا المجال.
وبالتأكيد فإن انطلاقة قناة الجزيرة بالإنجليزية قد أزعجت الكثيرين من أعداء هذه الأمة ، خصوصا أولئك الساسة الذين يتعمدون تغييب الحقائق عن شعوبهم لتنفيذ مخططاتهم الاستعمارية في المنطقة العربية دون التناقض مع ناخبيهم من أبناء شعوبهم ، ولعل ما كتبه الدكتور محمد المسفر في الصحافة من أن سفير إحدى الدول الغربية في إحدى دول الخليج والذي يقول فيه : " بأن للأمريكيين ثلاثة محطات فضائية إخبارية رئيسية وبالتالي فهم ليسو بحاجة إلى محطة رابعة " لعل هذا التصريح يبرهن على مدى الضيق الذي يشعر به سعادة السفير من انطلاقة الجزيرة باللغة الإنجليزية.
ولا يغيبن عن بال أحد ما للإعلام من أهمية قصوى في التأثير على الرأي العام لتأييد سياسات أو الوقوف ضدها ، والجزيرة وإن كانت سباقة على مستوى الإعلام العربي إلا أنها ليست كذلك في مخاطبة المستمعين والمشاهدين بلغاتهم ، ولنأخذ أمثلة مثل هيئة الإذاعة البريطانية - البي - بي - سي - وصوت أمريكا ، ومونت كارلو وصوت إسرائيل ، وإذاعة برلين لتصل إلى كافة الأقطار العربية وعلى مدار الأربع والعشرين ساعة.
والتلفزيون الإسرائيلي يبث أكثر من نشرة باللغة العربية على فضائيته لنقل السياسة الإسرائيلية للمشاهدين العرب.
وها هي الحكومة الأمريكية أسست فضائية " الحرة " الناطقة بالعربية للتأثير على المشاهدين العرب خصوصا بعد احتلالها العراق.
ومعروف أن جميع الدول العربية تملك محطات فضائية تبث بلغات اجنبية بعضها بالإنجليزية وبعضها بالفرنسية ، لكن هذه المحطات ليست موجهة للناطقين بهذه اللغات ، بل هي موجهة للمشاهدين العرب ضمن ما يسمى " عولمة الثقافة " ، أي للتأثير الثقافي على الشعوب العربية وليس العكس ، حتى نشرات الأخبار في هذه المحطات لا تقدم شيئا للمشاهد الأجنبي لأنها تتحدث عن أخبار " أصحاب الفخامة والجلالة و السمو والمعالي " فقط ، وبالتالي فإن هذه المحطات على العرب وليست معهم.
إن وجود فضائية إخبارية عربية كانت مطلبا ملحا ودائما ، لأنه من المعيب جدا في ظل تطور وسائل الاتصالات والمواصلات العالمية والتي جعلت من العالم قرية صغير أن تظل القضايا العربية مغيبة عن شعوب العالم لقصور الاعلام العربي،وقد جاءت فضائية الجزيرة بالانجليزية لتسد جزءا من هذا النقص ، ولتشكل ريادة رائعة في الطريق الصحيح لا يملك المواطن العربي فيها إلا أن يحيي القائمين على قناة الجزيرة التي قامت بدور لم تقم به حكومات ودول ، مع التأكيد على أن غياب الإعلام العربي باللغات الأجنبية ، قد ترك المجال مفتوحا للإعلام المعادي الذي يصور العرب كإرهابيين ، وكناهبين لثروات العالم وكمعتدين وكوحوش جنس ، مع أنهم ضحايا الإرهاب وثرواتهم منهوبة وشعوبهم من أفقر شعوب العالم

جميل السلحوت

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف