إغتيال الجميل وثقافة أمة الرعاع
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
جريمة إغتيال جديدة حدثت ثانية فى لبنان ضحيتها وزير الصناعة اللبنانى. كل أمة الأعراب عرفت الجانى, بعضهم قال أنها سوريا والآخر إتهم عملاء سوريا فى لبنان بأنهم قاموا بالجريمة حتى ولو لم تكن بتكليف مباشر من الإدارة السورية, بعض السخفاء طبعا إتهموا إسرائيل وأمريكا وبعض الأسخف منهم سارع باتهام آل المغدور ذاته بارتكاب الجريمة البشعة وقالوا أن قوى الرابع عشر من آذار هم أصحاب المصلحة الوحيدون فى إرتكاب تلك الجريمة! لم يعلن كل من أدلى بدلوه عن شكه فيمن إرتكب تلك الجريمة وهو عمل قد يحمل بعض المشروعية, بل كل من كان إتهم وحكم بأن الجهة التى تتعارض أرائها أو مواقفها معه هى الجهة الوحيدة المؤكد إرتكابها للجريمة!
ما تخرص به العرب يختلف تماما عما عبر عنه وزير الخارجية الفرنسى وممثل فرنسا فى مجلس الأمن. فى فرنسا وبلاد الكفر الغربية عموما لا يلقون الكلام والإتهامات على عواهنها. وأتذكر عندما إنفجرت طائرة ركاب مرة بالقرب من حدود أوكرانيا أعلنت أمريكا أن صاروخ أوكرانى أطلق أثناء تدريبات عسكرية أصابها بالخطأ, ولما تزايدت حملة تكذيب الإتهام الأمريكى إضطرت أمريكا للكشف عن صور فضائية ترصد الصاروخ منذ لحظة إطلاقه وحتى إصابة الطائرة! ولذلك وثقة منى بأن تلك الدول محترمة وليست كدولنا الفاشلة إطلاقا, فأعتقد أن الإتهام الفرنسى عنده أدلة تؤكده! خاصة وأن فرنسا لم تذكر ذلك الدليل بعكس غالبية الأعراب الذين تطوعوا بذكر أدلتهم العبيطة التى تؤكد لكل رأى حجية إتهاماته والتى لا يأتيها الباطل من خلف ولا من أمام!
على أى الأحوال لن يغير أى دليل عما فى قناعة أى شخص أو فريق من أمة الأعراب. لازال من أمة الرعاع من يؤمن جازما أن بن لادن وفريقه غير مسؤول عن أحداث سبتمبر! ولازال من أمة الرعاع من يعتقد أن إسرائيل مسؤولة عن مقتل الرئيس الحريرى وعن كل الإغتيالات التى جرت فى بلد الأرز! بل وحتى ثقب الرؤوس والذبح الذى على الهوية فى العراق! ولازالت الأغلبية تحمل إسرائيل وأمريكا مسؤولية كل مآسى شعوب العرب, من أول أميتهم إلى فقرهم ومرضهم بل وحتى دكتاتورية حكامهم!
أحيانا يفكر الإنسان بالتمنى وليس بالمنطق. منذ الإنسحاب السورى من لبنان ومقدمات الحرب الأهلية تبدو كل يوم أوضح مما سبقه*, الأكثرية السنية تتمنى عدم وقوع الحرب الأهلية فليس لهم مطالب تتجاوز عما هم فيه من مزايا! وحتى إن وجدت أطماع فليسوا على قوة يستطيعون معها تغيير الواقع. المسيحيون هزموا فى الحرب الأهلية الماضية ورضوا بما قسم لهم وبهزيمتهم, هم فقط لا يريدون أن يخسروا أكثر لذلك يتقاسمون التحالف مع الأكثرية ومع القوة العسكرية الحزب لاهية الناشئة! الدروز لا يستطيعون شيئا بدون الأكثرية السنية وبدون حزب الاه ولا يقبل المسيحيون بالتحالف التام معهم بينما هم أكثر من أعمل فيهم قتلا وتذبيحا وتهجيرا فى الماضى بالتحالف مع السنة والفلسطينيين, ولذلك هم أقل الفئات اللبنانية فى مساحة المناورة! الشيعة هم الوحيدون الذين يريدون ويظنون أنهم يستحقون وأيضا هم يستطيعون بالقوة وبتحالفاتهم الأقليمية من تغيير المعادلة اللبنانية لصالحهم.
الكابح الوحيد الذى نراه مخيفا لحزب الله هو المدد السنى الفلسطينى والذى يفرك يديه فرحا وإنتظارا لإنهيار الدولة اللبنانية. فهؤلاء بالذات ليس لديهم ما يخسروه أبدا, وإنما وأيا كانت النتيجة فهى مكسب أكيد لهم! وهؤلاء رقم أصعب حتى من حزبولاه فى الحياة السياسية اللبنانية!
*نبوؤة الحرب الأهلية اللبنانية سبق للكاتب أن إستشرقها فى مقاله المعنون "المافيا أصلا عربية" المنشور فى إيلاف منذ سنوات.
عادل حزين
نيويورك
Adel.hazeen@gmail.com