أصداء

لا لقرار تأجيل إختيار بغداد عاصمة للثقافة عام 2009

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

المثقفون العراقيون : لا لقرار تأجيل إختيار بغداد عاصمة للثقافة عام 2009
بيان الهيئة العليا للمنظمات الثقافية في العراق

تلقت الأوساط الأدبية والفنية والأكاديمية والإعلامية والثقافية داخل العراق وخارجه بإستغراب وغضب القرار المفاجيء الذي أعلنه وزير الثقافة السيد أسعد الهاشمي بتأجيل إختيار بغداد عاصمة للثقافة من عام 2009 إلى عام 2013 وهو القرار الذي اتخذه وزراء الثقافة والإعلام العرب في اجتماعهم المنعقد في صنعاء منتصف هذا العام ، وهو قرار قيل فيه بأنه قد جاء بناءً على طلب من السيد وزير الثقافة العراقي ، الذي قال في مؤتمر صحفي خاص بأنه إتخذه بعد مشاورات مع مجلس الوزراء .
إننا نعلن هنا نحن ممثلي الثقافة العراقية المنضوين تحت لواء الهيئة العليا للمنظمات الثقافية في العراق والممثلين للمنظمات الثقافيةالآتية : ـ

1.الإتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق
2. نقابة الصحفيين العراقيين
3.نقابة الفنانين العراقيين
4.جمعية التشكيليين العراقيين
5اتحاد المسرحيين العراقيين
6. اتحاد السينمائيين العراقيين
7.اتحاد الإذاعيين والتلفزيونيين العراقيين
8اتحاد الموسيقيين العراقيين
9. جمعية الخطاطين العراقيين

نعلن بأننا ضد قرار تأجيل إختيار بغداد عاصمة للثقافة عام 2009 لأن هذا التأجيل يمثل إهانة للثقافة العراقية ورموزها وتراثها وإعترافاً غير مباشر بنجاح قوى العنف والإرهاب والتكفير في إستمرار تعطيل عجلة الحياة والثقافة وحتى إشعار آخر ، ويعطي الانطباع لوزراء الثقافة العرب وللأوساط الثقافية العربية والإقليمية والعالمية بأن الثقافة العراقية في إجازة حتى عام 2013 .
واذا ما كان هذا القرار قد أتخذ بمبادرة شخصية من السيد وزير الثقافة العراقي وحده فتلك مصيبة ، إما اذا كان قد اتخذه بمباركة مجلس الوزراء المنتخب شرعياً فالمصيبة أعظم ، ذلك ان هذا القرار لا يدلل على إيمان حقيقي بدور الثقافة في بناء المجتمع العراقي الجديد : فمجتمع الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية ، المجتمع الذي يرفض كافة مظاهر العنف والطائفية والاحتراب ويعتمد مبادئ التسامح والإخاء والمصالحة الوطنية ، فالثقافة بطبيعتها ، لا تكف عن التفاعل اليومي مع الحياة مهما كانت الظروف معقدة ، بل ربما كانت أكثر استثارة للرد على مظاهر القبح واللاتوازن والتشويه أينما وجدت ، ولذا فنحن نؤكد هنا بأن عجلة الثقافة العراقية ليست في إجازة وهي في قلب عملية التغيير الاجتماعي والسياسي الديمقراطي لإنجاز مهمة بناء الدولة العراقية الحديثة : دولة المؤسسات والقانون وإنجاز كافة شروط السيادة الوطنية من خلال إخراج آخر جندي من جنود الاحتلال من عراقنا.
إننا
نعتقد بأن وزير الثقافة ـ والى حد ما مجلس الوزراء ـ إنما يتخلون بهذا القرار التعسفي غير المدروس عن إلتزاماتهم تجاه بناء المؤسسات الثقافية العراقية المخربة والمهملة ويؤكدون تواصل تجاهلهم لمتطلبات الحراك الثقافي المطلوب . وكان من المفترض ان يستشار الوسط الثقافي والإعلامي والأكاديمي ممثلاً برموزه ومنظماته الثقافية العريقة قبيل الإعلان عنه ، لا ان يتخذ باملاءات فوقية بيروقراطية ـ لا تنتمي بالتأكيد الى تقاليد العمل الديمقراطي التي نتوخى تكريسها في حياتنا الجديدة .

ونؤكد ـ مرة أخرى ـ هنا على مقدرة الثقافة العراقية بمختلف روافدها وتنوعاتها الفنية واللغوية والأثنية على إنجاز عرس ثقافي حقيقي للثقافة العراقية : ثقافة العرب والكرد والتركمان والسريان وكل مكونات الشعب العراقي المتآخية ، شريطة أن تلتزم الدولة ومؤسساتها بمسؤولياتها الحقيقية في تحقيق مثل هذا النهوض الثقافي ، إن الالتزام بقرار إختيار بغداد عاصمة للثقافة عام 2009 سوف يضع الدولة العراقية برمتها ومنها الحكومة العراقية ورئاسة الجمهورية ومجلس النواب ووزارة الثقافة وكل الوزارات الأخرى ، أمام مسؤوليات جديدة لإعادة تأهيل الثقافة العراقية ورعايتها وبنائها على أسس علمية جديدة من خلال توفير كافة المستلزمات المادية والمعنوية لمثل هذه الفعالية مثل إقامة مؤسسات ومراكز ثقافية وبناء مسارح واستوديوهات سينمائية وقاعات للفنون التشكيلية وتوفير مؤسسات عملاقة للطباعة والنشر والتوزيع ، وهي مسؤوليات تغمض الدولة ومؤسساتها عينيها عنها في المرحلة الحالية بحجة الانشغال بملفات أخرى أكثر سخونة مثل الملف الأمني والملف الخدمي والملف الاقتصادي وغيرها .
نحن ممثلي الثقافة العراقية ، نريد أن نعرف صراحة موقف الدولة العراقية الجديدة من الثقافة ـ هل تؤمن حقاً بهذه الثقافة أم أنها تتبرأ منها وتبتعد عنها كأن بها برصاً أو جرباً ولا تود الاقتراب منها ومن إشكالاتها ، وهل تخطط لخلق ثقافة بديلة وفق مقاسات فكرية وطائفية جديدة ، ونحن نقول هنا إن ثقافتنا الوطيدة الحديثة هي مؤسسة راسخة ـ بالمفهوم الإجتماعي ـ وهي تشكلت منذ مطلع القرن العشرين ونمت وما زالت نحو مزيد من التنوع والتكامل والابتكار ويتعين على الدولة العراقية التعامل معها باحترام وندية بوصفها مؤسسة مستقلة عن كافة الضغوط والتأثيرات والإملاءات ، وهي تظل بحاجة الى الرعاية والدعم والاحتضان لتكون قادرة على الإسهام بقسط أكبر في عملية بناء العراق الجديد وترسيخ القيم الجديدة في حياتنا ، ولذا فنحن نكرر مرة أخرى رفضنا القاطع لقرار تأجيل إختيار بغداد عاصمة للثقافة ، ونؤكد باسم مثقفي العراق في الداخل والخارج بأننا أهل لها .
فاضل ثامر
رئيس الهيئة العليا للمنظمات الثقافية

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف