أصداء

المرأة... هموم وتطلعات

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

الدراسة، العمل، الزواج

العزف الثلاثي في تطلعات المرأة في الحياة.. من خلاله ترسم ملامح مستقبلها العامر بالطموح والهموم وفي طريقها لتحقيق هذه الثلاثية تدرك تماماً أن أمامها العديد من العراقيل قد تؤدي إلى إحتمالات فشلها في أحداهما أو جميعهم.
أولاً : الدراســـة :
أولى تطلعات المرأة، وتحتل المرتبة الأولى في طموحها سعياً منها للإلتحاق بركب العلم والمعرفة وإكتساب الوعي والثقافة لخوض معترك الحياة القادمة.
منذ السنوات الأولى تسعى الفتاة إلى طلب العلم بكل الوسائل المتاحة لها، محاولة للقضاء على الجهل والخرافات والإعتقادات السائدة بين أوساط النساء.
تتطلع الفتاة من خلال التعليم إلى التواصل مع العالم لمواكبة ثكنولوجيا العصر، وكذلك الفهم الجيد لحقوقها كيفية أداء واجباتها بالطريقة المثلى.


في العلم تجد ضالتها المنشودة وصولاً إلى أرقى الشهادات العلمية والقيام بالأبحاث والدراسات في كافة الميادين العلمية بتفوق عالي.


هموم المرأة في الدراسة لا تزال قائمة حتى يومنا هذا، وفي مقدمة تلك الهموم حرمانها من حقها الشرعي في التعليم بسبب الإرث الإجتماعي والثقافي المتأصل في الكثير من البيئات التي تسلبها ذاك الحق تحت مبررات واهية ونظرة دونيه ( ماذا تجني الفتاة من التعليم ومصيرها الزواج ؟!! ) انعكست هذه النظرة المغلوطة في نفسية بعض الفتيات فغيروا من أهدافهن من طلب العلم كنتاج طبيعي لما يروج في المجتمع وباتت الدراسة لا تشكل لها أي طموح بقدر ماهي وسيلة للهروب من الواقع حتى إشعار آخر !


ومن الهموم الفعلية التي تواجه الفتاة المتعلمة والمثقفة هو الشعور الدائم بالندم بعد قضاء سنوات على مقاعد العلم فهي تتوق إلى الإستقرار الإجتماعي والعاطفي فمعظم الرجال قد يعجبون بثقافتها وتُحظى بمكانة و إحترام وتقدير لكن في نفس الوقت يرفضون الإقتران بها خوفاً منها.

ثانياً : العمـــل :
يعد من الأساسيات في طموح المرأة من أجل إثبات ذاتها وقيمتها بمجتمعها وتمتلك من خلاله القدرة على التعامل مع وسطها الإجتماعي بدون حرج.


تتطلع المرأة من عملها تحسين مستواها المعيشي واستقلالها المادي التي يوفر لها الأمان.
البعض منهن يتعدى طموحهن ممارسة العمل العادي، فتنخرط في العمل السياسي وتطمح أن يكون لها دور مؤثر على الساحة السياسية وفي صناعة القرار السياسي والإنخراط في الكثير من النشاطات الحزبية والفكرية.
لكن مثل هذا الطموح الجامح دائماً ما يكون محفوفا بالعراقيل وخاصة من المتشددين دينياً الذين لا يتوانون من محاولة قمعها وإبعادها عن النشاط السياسي بحجة تعارض ذلك مع تكوينها ومخالفتها للشريعة.
من الهموم الأخرى تعيينها في وظيفة لا تتناسب مع مؤهلها الدراسي مما يسبب لها الإحباط والتقاعس عن اداء عملها بالشكل المطلوب.


وفي العمل الخاص تتعرض المرأة للإستغلال التجاري من ناحيتين وهما : ابخاس حقها في الأجر مقارنة بزميلها الرجل والأمر الآخر عدم مراعاة إنسانيتها يتم إستخدامها كواجهة ودعاية في العديد من المحلات والشركات التجارية والمطاعم.
الهم الأكبر في هذا التطلع عندما يحدث صدام بين عملها وكونها زوجة وأم فتصاب بالشتات والتمزق بين الإهتمامات المتعددة، فتضطر للتنازل عن جانب لحساب الآخر.

ثالثاً : الــزواج :
هو الشركة القائمة بين : الرجل والمرأة، أساسها الحب والتفاهم والرحمة
ما هي تطلعات المرأة في الزواج.... وهمومها ؟
الزواج للمرأة هو آخر المطاف لمشوار حياتها ونهاية المستقر لحياة حافلة يتحقق من خلاله إستقرارها النفسي والعاطفي والإجتماعي، ونجاحها في الزواج عبر إيجاد الشريك المناسب ليقاسمها الحياة وبناء أسرة متكاملة، فتبدأ بالنظر إلى شريكها بأنه القادر على تحقيق سعادتها فترجو أن تجد معه الكثير من الحب والتسامح والرحمة والكلمة الطيبة والمعاملة الحسنه.


تبذل كل ما بوسعها لتحتل المرتبة الأولى في حياة وقلب زوجها فلا تتوانه في الإهتمام به وبأسرتها وخلق جو أسري متفاهم، وإنجاب الأطفال من وجهة نظرها يشكل الرابط الأقوى في استمرارية ونجاح الزواج.
ولكن !


لابد من وجود هموم تعرقل المسيرة الناجحة، فهموم المرأة في الزواج هي :
سوء الإختيار للشريك المناسب يجعلها تنصدم بواقع مغاير عن التطلعات، فيقع إختيارها في أصناف متعددة من أزواج منهم الزوج الأناني والتي لا مجال لديه للتفاهم إلا بممارسة العنف والتجريح والزوج الصامت والزوج صاحب الشخصية الضعيفة وغير القادر على تحمل المسؤولية....
أحياناً كثيرة تكون مضطرة للحياة مع مثل هذه النوعيات المختلفة من الأزواج تحت الذل وفرض الرأي فتشعر بعدم الأمان والإحباط في زواج فاشل، فتخشى باستمرار نظرة المجتمع التي تتهمها وتحملها الذنب في ذلك الفشل فتصبح واقعة بين همين : زوج ومجتمع لا يرحمون.

حنان محمد فارع
عــدن

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف