من عجائب المنافقين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
المنافقون الذين أقصدهم هم المتمسكون بقشور الدين من حجاب ونقاب ومسواك وحنة ذقن وجلباب قصير. للأسف هؤلاء هم أغلب الذين يدعون التمسك بالدين وبالصحوة ويكشرون عن أنيابهم ويشحذون مخالبهم لدى أى مساس بتلك القشور وبقدسيتها، وموقفهم هذا مفهوم جدا إذ هم لا يملكون سواها فإن نزعت قدسيتها فلا قدسية لهم ولهن!
هذه النوادر المضحكة المبكية جدا لحد الهستيريا إحتوتها تسجيلات للرقابةالإدارية فى القضية رقم 20669 جنايات القاهرة والتى إتهم فيها الدكتور (قال دكتور قال!) محيى الدين الغريب وزير مالية مصر السابق وبعض شلة الحرامية العاملين بوزارته والمتصلين بها... ثمانية وعشرين شريط تسجيل تم إفراغها فى خمسمائة صفحة سأحاول أن أختصر منها ما قل ودل*.
رجل أعمال بورسعيدى "حاج" إصطحب زوج إبنة أحد موظفى الوزارة وإشترى له بعض الملابس على سبيل الرشوة من بينها أغطية رأس حريمى لزوم "الحجاب"! وفى المحادثة تقول إبنة الموظف الذى إرتشى زوجها عن التاجر الراشى إنه راجل مسخرة كان يعاكس سيدات روما "الكفرة" مع إنه متجوز بأكثر من واحدة!!!
موظفة أخرى تتولى منصبا هاما جدا فى الوزارة المسخرة نفسها، محجبة ومتزوجة ولديها بنات... تصوم الإثنين والخميس من كل إسبوع... وترفض مصافحة الرجال الغرباء (من حظهم حتى لا يتنجسوا) ويسجل عنها التزمت والصرامة والتشدد... وفى يوم 15 سبتمبر عام 1999جرت مكالمة بينها وبين تاجر وهذا تفريغ كلامها بالنص (عدا الكلام الخارج عن حدود الأدب):
السيدة المحترمة جدا قوى والملتزمة لحد التزمت - "أنا إنزنقت علشان المدارس... ماعملتش حسابى"
-.....
- "إخص عليك ياحاج"
-.....
- "ده إعتراف إنك حياتى كلها"
-.....
- "... بكل حاجة حلوة فى الدنيا أنا بحبك.. مش مصدقنى؟ إيه اللى إنت عايزه تطلبه منى أعملهولك"
-....
"أنا إمبارح جوزى قرب منى ماقدرتش... ماحصلش حاجة... بس حاأقولك حاجة أنا بحبك..... إنت عينيه... عايزة آجى فى حضنك... ممكن تيجى فى حضنى"
إنتهى إقتباس محادثة السيدة الملتزمة ولكن بقى شىء واحد يلخص كل الواقعة والمقالة ويجمع صرةالنفاق كلها ويلقيها فى وجه المجتمع، هذا الشىء الناقص هو كيفية إنتهاء تلك المكالمة المسخرة إذ تقول لل "حاج" فى آخر تلك المكالمة:
-"لا إله إلا الله..."
فيرد عليها ال "حاج" طبعا:
-"محمد رسول الله"
خمسمائة صفحة ياحضرات مسودة بتفريغات شرائط تتضمن مكالمات من هذه النوعية وأوسخ. واحدة من المكالمات بين موظف فى منصب كبير جدا فى الوزارة يراود إبنة موظفة لديه عن نفسها ويعرض عليها خدماته فى تزيين شقتها بالآيات "القرآنية" التى بماء الذهب!!!! (علامات التعجب من عندى طبعا). وفى آخر المكالمة تشكر الفتاة اللعوب "أونكل" فيقول لها "بس بلاش أونكل دى"!
الفساد موجود فى كل الدنيا وحتى وإن كان متفشى فى مصر بل ويمارس بمنهجية وباحتراف وعلى أعلى المستويات فليس هو أفظع الموبقات. النفاق وعدم إحساس اللصوص والعاهرات من النساء والرجال أيضا بعهرهم هو المشكلة الكبرى. عندما يظن الإنسان (إن كان هؤلاء من نوع البشر أصلا) أن العهر الذى يمارسه فضيلة وأنه رغم عهره أفضل من غيره فهنا يصح أن نقول "مافيش فايدة" للأسف....!
*عرض بعضها بالتفصيل الأستاذ عادل حمودة فى جريدته " الفجر" تحت عنوان "الحجاب ليس دليلا على الفضيلة... أحيانا".
عادل حزين
نيويورك
Adel.hazeen@gmail.com