أصداء

دين الدولة فى مصر

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

ماهى الدولة ؟؟ هل هى كيان حى مثلى ومثلك يدب روح اللة فية ام مجرد مساحة من الارض يعيش عليها مجموعة من البشر؟؟ وهل بدون البشر يصبح هناك شىء اسمة دولة؟

بطبيعة الحال الدولة هى الارض التى يعيش عليها الناس..هى الارض التى نزرعها ونقيم عليها بيوتنا ومصانعنا ومدارسنا والطرق العامة وبقية المرافق.. وبدون الناس لن تكون هناك دولة. اذن كيف يمكن ان يكون للدولة فى مصر دين؟؟ ولنفترض لا قدر اللة ونشبت حرب نووية ادت الى القضاء على سكان مصر.. هل يمكن فى هذة الحالة ان نقول ان دين الدولة فى مصر هو الاسلام؟

اننى اعتقد انة من الخطأ الفادح ان نجعل للدولة فى مصر دين لانة لا يعقل ان نقول دين هذة الارض التى نسير عليها باقدامنا هو الاسلام او دين هذة الشجرة التى تتغذى على الاسمدة ورواسب الحيوانات هو المسيحية او دين هذة العمارة المصنوعة من الحجارة هو اليهودية؟

ولو قلنا ان الدولة هى الناس والارض معا فكيف يعقل ان نفرض الاسلام دون غيرة من الاديان السماوية بقوة القانون وطبقا لنصوص الدستور على اصحاب الاديان الاخرى الذين يعيشون على ارض مصر؟؟ اليس هذا ضد قوانين الخالق نفسة التى تسمح بالاختلاف وحرية الاختيار ؟؟ اللة الذى كلنا نؤمن بة خلق النور والظلمة والصيف والشتاء والملائكة والشياطين.. وخلق الابيض والاسود والاصفر والاشقر من البشر..الم يكن فى مقدورة ان يخلقنا جميعا بنفس اللون والفكر والعقيدة؟

ان وجود النص الذى يفرض على كل من يعيش فى مصر دين الاسلام فى الدستور المصرى لاشك هو تحدى صارخ لارادة اللة وسماحتة ورفضا تاما لمشيئتة.. وتحدٍ ايضا لقوانين الوجود والطبيعة التى تقوم على التعددية والاختلاف.. بالاضافة الى انة يناقض بعض النصوص الاخرى الموجودة فى الدستور والتى تقر بحرية العقيدة والفكر والرأى لكل المصريين!!

على اى حال لقد اردت اثارة هذة القضية بمناسبة لجوء المتطرفين والمتأسلمين من اتباع وتلاميذ مهدى عاكف وشلتة الى اتهام كل من يتعارض راية مع فكرهم الاسود المتخلف بان راية يخالف نصوص الدستور والدين الاسلامى ويستحق القتل والذهاب الى جهنم مشيا على الاقدام مثلما فعلوا مؤخرا مع وزير الثقافة المصرى !!. لقد صارت المادة الثانية من الدستور المصرى السلاح المرعب القوى الفعال الذى اصبح المتطرفين وتجار الدين يستخدمونة يوميا وعلى مدار ساعات اليوم الاربعة وعشرين ساعة لارهاب اصحاب الفكر المستنير والرأى الحر من رجال سياسة وكتاب ومفكرين وفنانين وغيرهم.

وشجع على زيادة التطرف والتعصب والكراهية ضد ابناء الديانات الاخرى غير المسلمين وضرب وحدة ابناء الشعب المصرى فى الصميم.

كما شجع على خلق مناخ غير مريح او مشجع لجذب روؤس الاموال الاجنبية لاستثمارها فى مصر وخلق فرص عمالة لملايين العاطلين..وادى الى الاضرار بالسياحة فى مصر وهجرة ملايين من خيرة شبابها ورجالهاونساءها الى الخارج.

والسؤال هنا : بعد ان رأينا كيف صارالاخوان المسلمون وغيرهم من المتطرفين المتأسلمين يستغلون الدين الاسلامى ونصوص الدستور لاثارة الفتن الطائفية وتحريض المسلمين ضد النظام والحكومة من اجل تأسيس دولة الخلافة الاسلامية الكبرى.. هل حان الوقت لكى نرى فصلا تاما للتداخل والزواج الغير شرعى بين النظام والمؤسسات الدينية الاسلامية ؟؟

وهل حان الوقت الوقت لكى تدرك الحكومة ان الاخوان المسلمين ونوابهم ال 88 الموجودين فى البرلمان المصرى غير معترف بهم قانونيا طبقا لدستور مصر..وابسط ما يمكن عملة تجاههم هو تطبيق نصوص الدستور والقانون عليهم ؟؟ اننا نأمل ان يكون المسئولين فى مصر اخذوا عظة مما يحدث فى الان فى السودان والصومال والعراق ولبنان وافغانستان حتى لا تتكرر نفس المأساة فى مصر قريبا.. وليتهم يجعلون دين الناس فى مصر المحبة الحقيقية واحترام الاخر ونظافة اليد والضمير والامانة والاخلاص فى العمل والصدق فى التعامل مع الاخريين والعلم والابتكار.

انة يؤلمنى ان اقول ان ما يحدث فى مصر الان ليس لة علاقة بالايمان او الدين الاسلامى من قريب او بعيد ولكنة استغلال صريح وخبيث للدين الاسلامى من قبل المتطرفين من اجل الوصول الى مقعد الحكم واعادة مصر الى عصور الكهوف.


صبحى فؤاد

استراليا

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف