أصداء

غياب الإستراتيجية العربية و التحالفات الإجبارية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

يبرز الإحباط البارز في مشاعر المواطنين العرب خصوصاً والمسلمين عموما من اندونيسيا شرقاً إلى أقصى إن ما تشهده الساحة الإعلامية العربية من حملات " طائفية " مع شديد الأسف من قبل إعلاميون في سياق دعم مواقف حكوماتهم انطلاقاً من أحداث الساحة اللبنانية " الداخلية" بكل ما في هذه الكلمة من معنى يؤكد أن هذه " الطائفية " المفتعلة إنما هي محاولة استياقية لقطع الطريق عن الدخول في مشروع " المقاومة " من أوسع الأبوابالمغرب العربي تجاه المسيرة السياسية في المنطقة في كثير من الأفعال و ردود الأفعال الشعبية أو شبه الرسمية للمواطنين العرب بل وحتى كبار المسؤولين ولعل ما جاء في كلمات بعض المشاركين في القمة الخليجية الأخيرة " قمة جابر" أحد أبرز هذه لتؤكد هذه الواقع الأليم.


و من زاوية أخرى يجد المتابعون لأحداث الشرق الأوسط أن كل دوله تقريبا محصورة بين مشروعين هما ما أطلق عليه " مشروع السلام " مع إسرائيل وتديره الإدارة الأمريكية و" مشروع المقاومة " وتقوده سوريا و إيران وهما لا يرفضان " السلام " من حيث المبدأ بعكس الطرف الآخر الرافض " للمقاومة " من حيث المبدأ بعد التحولات الدولية التي شهدها العالم منذ سقوط الاتحاد السوفيتي و أحداث 11/9 في نيويورك، و رفض المقاومة من حيث المبدأ أمر لا تقره أعراف أو أخلاق أو قوانين وضعية أو سماوية حسب مسيرة تاريخ احتلال فلسطين.


كما يلاحظ أن هناك مسايرة - إجبارية و غير معلنة- لبعض النظم العربية لمشروع " الشرق الأوسط الجديد " منذ إعلانه في لبنان أثناء عدوان تموز و في حموة المواجهة بين مشروع " المقاومة" والاحتلال انطلاقاً من خلو الأجندة السياسية لهذه النظم من أي مشاريع إستراتيجية للمدى القريب والبعيد لهي حقيقة واضحة و بغض النظر عن بعض المبادرات التي يرفضها العدو لعدم تلبيتها لمطالبه المستحيلة التطبيق وغير المقبولة شعبيا بكل قوة ورسميا على استحياء.
فمشروع السلام بكل صيغه القديمة والحديثة ومعطيات الاحتلال تاريخيا على أرض الواقع أمر يجعل سياسات الدول العربية المهتمة به في معرض التهمة أمام شعوبها ومواطنيها بصورة تعكس الاضطراب والقلق في مواطني وتابعي هذه الدول وينعكس حتى في أجهزة الإعلام الرسمية والأجهزة شبه الرسمية من قبيل اختلاف الأوصاف التي تطلق على ممارسي المقاومة، فهم " قتلى " حيناً " و " شهداء" حيناً آخر وهم " انتحاريون " حيناً و" مقاومون أو فدائيون أو استشهاديون" أحياناً أخرى.
ومن صور هذا الاضطراب أيضا، احتضان مشروع " الجهاد الأفغاني" ضد السوفييت بكل ما يحمله من صورة مشابهة لما يحدث في العراق من احتلال أمريكي مع اختلاف الموقف العربي الرسمي والتفاوت الكبير بين الموقف هنا وهناك مع ملاحظة الحجم الكبير لمشروع " الجهاد الأفغاني " في الساحة العربية ميدانياً و إعلامياً، رسمياً وشعبياً، في حين تزامنه مع احتلال فلسطين الأقرب جغرافيا و الأقدم تاريخياً..!


إن ما تشهده الساحة الإعلامية العربية من حملات " طائفية " مع شديد الأسف من قبل إعلاميون في سياق دعم مواقف حكوماتهم انطلاقاً من أحداث الساحة اللبنانية " الداخلية" بكل ما في هذه الكلمة من معنى يؤكد أن هذه " الطائفية " المفتعلة إنما هي محاولة استياقية لقطع الطريق عن الدخول في مشروع " المقاومة " من أوسع الأبواب التي أزيح عنها الغبار من خلال صمود الشعب اللبناني بمقاومته الشريفة أمام أشرس عدوان قام به العدو الإسرائيلي خلال تاريخه و اعتداءاته.
وتأتي هذه الحملة الإعلامية - الابتدائية- من خلال تصريحات ومواقف قبل عدوان تموز من خلال " تصريحات طائفية" لبعض مسئولي الدول المهتمة بـ " مشروع السلام " أو بعد العدوان من خلال حملات إعلامية مبرمجة و مقالات تحريضية اعتمدت على دعم صريح وواضح لطرف لبناني ضد طرف آخر في نزاع داخلي بحت، و من خلال هجوم على رمز المقاومة وسيدها سماحة الأمين العام السيد حسن نصر الله.
إن قدرة الإدارة الأمريكية ونفوذها بتكريس فكرة رفض" المقاومة " من حيث المبدأ أحال - إجبارياً - لبعض الأجهزة الإعلامية العربية دور تهيئة المناخ لـمشروع " الشرق الأوسط الجديد " انطلاقاً من العدوان على لبنان.
ومن جانب آخر تعمل هذه الأجهزة الإعلامية على خلق أجواء طائفية تسهم في التباعد عن إمكانية التلاقي على أرضية " مشروع المقاومة " برفض المشاريع الأمريكية الظالمة والمجحفة بحقوق أكثر من طرف عربي إن من جهة تكريس احتلال القدس واغتصابها كمدينة مقدسة لكافة الديانات بمن فيهم المسلمين أو احتلال هضبة الجولان السورية أو حرمان أكثر من 6 ملايين فلسطيني من العودة إلى أوطانهم و هذا الرفض لمشروع السلام " بفرض الأمر الواقع يشكل أكبر ضربة للإدارة الأمريكية إلاّ انه يؤكد من جانب آخر يكشف من الناحية العملية الفشل الاستراتيجي العربي، إن كان هناك إستراتيجية فعلاً.



احمد النمر
الدمام

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف