رد حول تحقيق عرب الاحواز
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
رد اللجنة الأعلامية في الحزب التضامن الديمقراطي الأهوازي على مقال " عرب الأحواز يصوغون هويتهم الإيرانية"
كتب علي خسرو أكبر تقريرا لموقع ايلاف بتاريخ الجمعة 22 ديسمبرحول ظروف الشعب العربي الاهوازي استخدم فيها لغة ومصطلحات وتسميات يتبناها الأعلام الايراني الرسمي بل تبنى صاحب التقرير اضافة الى ذلك خطابا مماثلا لخطاب السلطة المركزية فحاول الأيحاء بان الوضع في الاهواز على ما يرام ولا مشكلة للعرب الخوزستانيين حسب تعبيره الا معاناتهم مما يعاني منه سائر الايرانيين.
فكم كنا نتمنى أن يرتقي السيد علي خسرو أكبر في تقريره مستوى ناشط حقوق الانسان الايراني السيد عماد الدين باقي الذي قرع اجراس الخطر في طهران بالنسبة للظروف التي يعيشها العرب في الاهواز مما أعتبر الاحداث التي وقعت هناك منذ نيسان /أبريل 2005 هي رد طبيعي على محاولات محو هوية العرب منذ مجيء رضا شاه البهلوي العنصري الى السلطة الى يومنا هذا.
فالامر يا استاد علي خسرو اكبر لا يرتبط كما ادعيت "بأصوات أعتبرتها تطالب بانفصال هذا الاقليم وتعمل وفق أجندة دول تهتم أولا وأخيرا بمصالحها في المنطقة"، فهذه الدول هي التي مكنت ايران من ضم الاهواز عام 1925 الى سيادتها وتمكن اليوم أصدقاء ايران من استلام السلطة في العراق.
كما حاولت يائسا الصاق تهمة العنصرية بالايحاء و الاشارة بعرب الاهواز الذين هم أول ضحايا العنصرية الحاقدة والشوفينية البغيضة فنقلت على لسان احدى شخصيات تقريرك كالآتي: ومن حسن الحظ أننا نشهد صعود جيل من المثقفين العرب الخوزستانيين الذين ينقدون بشدة النفس العنصري المنتشر بيننا تجاه الآخر الفارسي أو الآذري أو الكردي،كما أنهم يشيدون جسورا للثقة بيننا وبين الآخر على خلاف بعض الاعلاميين من عرب خوزستان الذين يثيرون النعرات العنصرية والأحقاد التاريخية، ولا يرون الآخر الا في جانبه السلبي.
لذا انطلاقا من مسؤوليتنا التاريخية في الدفاع عن الشعب العربي الاهوازي بعيدا عن المبالغة الكلامية وردا على النعرات العنصرية الشاهنشاهية والأحقاد الشوفينية التي ترتدي اليوم رداء الدين والمذهب نتقدم بهذا السرد التاريخي حول الأهواز وشعبه العربي الأصيل.
يمر شعبنا العربي في الأهواز - الأحواز أو عربستان بظروف بالغة الصعوبة والتعقيد نتيجة وقوعه تحت اضطهاد قومي حاد قل نظيره، منذ أن حلت به النكبة الكبرى نيسان / أبريل عام 1925، والمتمثلة في انهيار الحكم العربي في البلاد، وابتلاء الوطن بحكم إيراني عنصري مستبد بقيادة رضا خان البهلوي الذي التقت نزعاته الشوفينية وطموحاته الاستعلائية الجامحة مع مآرب الدول الاستعمارية الغربية ومصالحها في المنطقة، بعد قيام ثورة أكتوبر الاشتراكية عام 1917، في نقطة استراتيجية بالغة الأهمية والخصوصية، وهي إقامة دولة إيرانية قوية تشكل سدا منيعا أمام التغلغل الشيوعي إلى المياه الدافئة في الخليج ومنطقة الشرق الأوسط.
وكان ذلك بداية مرحلة مأساوية لم تكتف إيران البهلوي خلالها بضم الأهواز إلى سيادتها قسرا، وبمعزل عن إرادة جماهيرنا، فحسب، بل بذلت كل ما بوسعها لانتزاع هويتنا القومية وإلغاء خصوصياتنا الثقافية وصهر شعبنا العربي في بوتقة قومية فارسية مشبعة بتعصب بغيض ضد كل ما هو عربي، وتحويل أبنائه إلى مواطنين من الدرجة الثانية والثالثة، معتمدة على أساليب الترغيب تارة، والترهيب والتهديد، واستخدام سلاح القهر والبطش تارة أخرى.
وهكذا فقد تبخرت آنذاك آمال وطموحات شعبنا المشروعة في تقرير مصيره بنفسه، بل فُرضت عليه مواجهة غير متكافئة وصراع مرير من أجل الحفاظ على الوجود. وكان من أبرز سمات هذا الصراع تعمد الحكم البهلوي طمس معالم العروبة في الأهواز، من استبدال الأسماء العربية التاريخية للمدن والقرى والشوارع بأسماء فارسية مختلقة، إلى منع التحدث باللغة العربية في المدارس والدوائر الحكومية، بل تجاوز ذلك كله إلى التهجير الجماعي واغتصاب الأراضي العربية وزرعها بمستوطنات فارسية، على غرار المستوطنات المعروفة عبر التاريخ.
وكانت الحصيلة النهائية لتلك السياسات العنصرية والممارسات التعسفية تخلفا وتأخرا شديدا في الوطن على جميع الأصعدة السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية، على الرغم مما تحتويه أرضنا من مصادر طبيعية، وثروة نفطية هائلة تشكل نحو تسعين في المائة من صادرات إيران البترولية!، وبروز أزمة هوية لدى قطاعات كبيرة من شعبنا ظلت تضغط بآثارها السلبية على أوضاعنا الداخلية حتى يومنا هذا.
وفي غياب أي اعتراف أو دعم دولي أو عربي حقيقي لقضيتنا العادلة فقد وجد شعبنا نفسه مضطرا لخوض نضاله المرير بأبسط الوسائل المتاحة، خاصة وأنه كان خلال تلك المرحلة الحالكة من تاريخنا يفتقد إلى تنظيمات سياسية ذات تأثير بالغ على مجرى الأحداث. وإلى ذلك فقد أخفقت جميع الانتفاضات والحركات الاحتجاجية التي تفجرت على أرض الوطن، في تحقيق أهدافها السياسية والنضالية، على رغم كل ما قدمته من تضحيات جسام.
وللأسباب ذاتها لم تتمكن التنظيمات السياسة الأهوازية المناضلة التي أنشئت منذ خمسينيات القرن الماضي من تغيير الواقع السياسي المأساوي في الوطن، أو جعل القضية رقما صعبا في المعادلة السياسية في إيران أو المنطقة، برغم أنها لم تتوان في سبيل أهدافها الوطنية عن تقديم قوافل من الشهداء والسجناء. ولكن مع ذلك فإنها قد ساهمت بدور أساسي في كسر حاجز الخوف، ورفع مستوى الوعي السياسي والقومي لدى الجماهير، كما أنها نجحت رغم كل ما كانت تواجهه من ظروف وأوضاع سياسية وأمنية قاسية، في تحقيق أحد أهم أهدافها المرحلية، إلا وهو إبقاء شعلة النضال الوطني متوهجة، وتسليم راية الكفاح الوطني إلى الأجيال الصاعدة من المناضلين.
أما بعد قيام ثورة الشعوب الإيرانية عام 1979 فإن سياسات حكام طهران تجاه شعبنا العربي لم تتغير في جوهرها ومراميها، على الرغم من مساهمة شعبنا الفاعلة في تفجير تلك الثورة وانتصارها، وبرغم كل ما كان
يرفعه قادة الثورة ورموزها من شعارات إسلامية ثورية حول الحرية والعدالة الاجتماعية ورفع الظلم والتمييز، والدفاع عن حقوق المحرومين والمستضعفين، والقضايا العادلة في العالم.
فما أن رفع شعبنا صوته مطالبا ببعض من أبسط حقوقه الطبيعية المعترف بها إسلاميا ودوليا، والتي طالما عمد نظام البهلوي البائد إلى سحقها، حتى سقط القناع المصطنع من الدين والأخوة الإسلامية عن وجوه حكام إيران الجدد، حيث أنكروا أيا من تلك الحقوق والمطالب العادلة، وأسرعوا باستخدام سلاح التهديد والقمع، والذي بلغ ذروته خلال المجزرة البشعة التي أرتكبها نظام الخميني في مدينة المحمرة الشامخة الأبية، حزيران عام 1979والتي شكلت بداية مرحلة جديدة من نضال مرير فرض على شعبنا الذي أبدى كعادته صمودا ومقاومة وبطولة تدعو إلى الفخر والاعتزاز، و لم يتقاعس عن تقديم الغالي والنفيس في سبيل أهدافه الوطنية ومطالبه العادلة.
وهكذا لم تفشل الثورة الإيرانية في ردم الهوة الواسعة التي تفصل شعبنا عن الدولة الإيرانية فحسب، بل قضت على جميع الفرص لبناء جسور بين الجانبين، مما دفع الأمور نحو مقاطعة تامة بين جماهيرنا الأهوازية ونظام ولاية الفقيه، خصوصا بعد أن باشر هذا الأخير بتنفيذ ما يسمى بمشروع قصب السكر الذي جرى استخدامه كغطاء لاغتصاب أراض عربية شاسعة، ضمن مخطط توسعي بالغ الخطورة والطموح يقضي بإقامة مستوطنات فارسية على أراض انتزعت من أصحابها العرب كتلك التي أنشأها نظام الشاه السابق بالقرب من مدينة الحويزة، وأطلق عليها اسم (يزد نو).
وفي السياق ذاته فلا بد من الإشارة إلى الحرب الإيرانية العراقية التي استطاع راكبو موجة الثورة من خلالها طرد منافسيهم من دائرة الحكم، والاستئثار بالنفوذ والسلطة في البلاد. فعلى الساحة الأهوازية استخدم النظام الإيراني الحرب وما رافقها من ظروف وأوضاع استثنائية لفرض أجواء بوليسية، وتصعيد العمليات التعسفية ضد حركات المقاومة في الوطن. كما استغل ويلات الحرب ونتائجها المدمرة لتنفيذ عمليات تهجير جماعي للعرب خارج الوطن، ومصادرة المزيد من الأراضي العربية، غير أن كل ذلك لم يزد شعبنا إلا إصرارا على مواصلة التحدي والصمود، خاصة وأن تبعات الحرب قد ساهمت بدور كبير في تنوير المجتمع الأهوازي سياسيا وقوميا. ومما عزز هذا التوجه الجماهيري الطفرة النوعية التي حققها الشباب العربي في مجال التعليم العالي خلال السنوات العشر التي تلت نهاية الحرب المذكورة.
أما بخصوص الحصيلة النهائية للحرب، وتبعاتها، فكان من الطبيعي أن يؤدي اضطرار نظام ولاية الفقيه لتجرع (سم إنهاء الحرب)، وفشله الذريع في تحقيق مشروعه التوسعي البالغ الطموح والمتمثل في ما يسمى بـ ( تصدير الثورة إلى الخارج )، إلى فتح الباب أمام تنامي تطلعات شعبنا إلى تغيير واقعه المأساوي، خاصة بعد التطورات العاصفة التي جدت على الصعيدين الإقليمي والدولي، وفي مقدمتها انهيار الاتحاد السوفييتي السابق وانتهاء الحرب الباردة الذي أدى إلى تغيير جذري في الخارطة السياسية للعالم، وأفقد إيران ما كانت تتمتع به من امتيازات سياسية واستراتيجية هائلة بسبب أهميتها الجغرافية السياسية الفريدة كدولة حاجز بين الاتحاد السوفييتي السابق ومنطقة الخليج والشرق الأوسط.
وفي غمرة هذه الأحداث والتطورات المتلاحقة شهدت الحركة الوطنية في الأهواز انعطافا تاريخيا تمثل في بروز نهضة قومية أخذت تزداد اتساعا وشمولا ونفوذا إلى درجة صارت معها تفرض بعض مطالب شعبنا المشروعة على النظام، خاصة بعد تسلم فريق الإصلاحيين بقيادة خاتمي زمام السلطة التنفيذية في إيران عام 1997.
ومما ساعد هذه النهضة على تعاظم بأسها واتساع دائرة نفوذها، الظروف الموضوعية التي جاءت بها تطورات سياسية واجتماعية بالغة الأهمية طرأت على الساحة الإيرانية بصفة عامة، والساحة الأهوازية بوجه خاص، خلال السنوات القليلة الماضية، وأهمها إيرانيا تفاقم الصراع على السلطة في طهران، وفشل نظام ولاية الفقيه في تحقيق معظم شعاراته ومشاريعه الطموحة، واستفحال الأزمات السياسية والاقتصادية والمعيشية، وارتخاء هيمنة الدولة وتراجع المناعة الأمنية للنظام وتصاعد المد القومي لدى الشعوب غير الفارسية.
وأهوازيا تدني مستوى الخدمات إلى حد مريع في الإقليم، وتفشي الفقر وارتفاع معدل البطالة إلى أرقام قياسية، وانتشار ظاهرة إدمان المخدرات وتلوث البيئة ومياه الشرب على نحو فظيع للغاية، وقيام نظام الملالي بوضع مخطط قصب السكر الاستيطاني موضع التنفيذ في المنطقة، وتحول المثقف العربي الملتزم إلى قوة فاعلة في المجتمع، من خلال ما يقوم به من دور مهم ومؤثر في تعميق الوعي الجماهيري حول الثقافة العربية، وتاريخ الأهواز العريق، وتفعيل الدور السياسي والاجتماعي للمجتمع الأهوازي.
وإلى ذلك، فقد تحولت هذه اليقظة القومية وما جسدته من قيم وآراء ومواقف سياسية واجتماعية إلى مرجعية مشتركة للشعب باتت تمهد الطريق نحو تصعيد النضال الوطني، وتطويره إلى مستوى يتصف بالقوة والتماسك والنضوج، خصوصا في ظل الاحتقان الشعبي المتزايد وأجواء الرفض للواقع المأساوي الذي أوجدته سياسات النظام الإيراني التعسفية الرامية لإخضاع شعبنا لقوة الأمر الواقع وتفكيك جميع مقومات شخصيته الوطنية والقومية المتميزة.
ولا بد من الاستدراك هنا بأن المعطيات الإيجابية والمتغيرات الجذرية هذه برغم كل ما تحمله من أهمية بالغة، لا تشكل بالضرورة ضمانا لتحقيق مطالب شعبنا العادلة، وتطلعاته المشروعة إلى غد أفضل، طالما ظلت حركتنا الوطنية تفتقد للأدوات الضرورية لتحقيق أهدافه المنشودة، وأهمها تنظيمات سياسية بالغة التأثير في مجرى الأحداث على الساحة الداخلية، والتي سبب غيابها فراغا سياسيا هائلا ظلت القضية الأهوازية تعاني من تبعاتها على جميع الأصعدة طوال العقود السبعة الماضية.
وللخروج من هذه المعضلة الوطنية، والحد من نتائجها السلبية التي ساهمت حتى الآن في إضعاف العزائم والمعنويات وإهدار الكثير من الطاقات والإمكانيات والفرص، لا نرى من سبيل سوى السعي لإيجاد تنظيم سياسي ديمقراطي متين البنية، وذي فعالية نضالية عالية، يتبنى رؤية نافذة واستراتيجية قابلة للتحقيق تسودها العقلانية والمرونة والإصرار.
ومن هنا وانطلاقا من مبادئ المسؤولية الوطنية، فقد وجدنا لزاما علينا نحن مؤسسي حزب التضامن الديمقراطي الأهوازي أن نبادر بتشكيل تنظيم كهذا الذي نرى في انطلاقته ضرورة تاريخية في هذه المرحلة المصيرية من نضالنا الوطني، فجاء تأسيس حزبنا هذا الذي تم رسم خطه السياسي من منطلق المصالح الوطنية الأهوازية، ووفق مطالب جماهير شعبنا وخياراتها من جهة، ومقتضيات الظروف المحلية والإقليمية والدولية، من جهة أخرى.
وانطلاقا من إيماننا بأن عملية تغيير واقعنا المأساوي تبدأ بمعرفته، فقد بذلنا قصارى جهدنا للغور في هذا الواقع، وكل ما يحيط به من ظروف وعوامل داخلية وخارجية، من خلال دراسات ومناقشات معمقة، سعيا لبلورة رؤى صائبة وواقعية واستراتيجيات واضحة وفعالة تتجاوب مع خصوصيات الوضع الأهوازي وتعقيداته، على جميع الأصعدة السياسية والاجتماعية والثقافية، بمعزل عن الافتراضات والأطروحات التجريدية أو النماذج الجاهزة للعمل النضالي.
ونعتبر التحولات على الساحة الاهوازية هي ثمرة وعي عميق بالمتغيرات الجذرية التي طرأت على الصعيدين الداخلي والدولي، وحصيلة تجارب سياسية مريرة خاضتها جماهيرنا طوال العقود السبعة الماضية، ومن هنا فإننا نطمح إلى أن يرتقي عمله النضالي في المرحلة المقبلة إلى مستوى تطلعات شعبنا الأهوازي وآماله، حتى يتمكن بجدارة من تثبيت طليعيته، وتمثيل جماهير الشعب بكاملها والسير بقضيتها نحو مسار سليم يؤدى إلى تعزيز قوتها الذاتية، وتحريرها من القهر السياسي والاجتماعي.
فنضال شعبنا العربي في الأهواز هو جزء من النضال المشترك للشعوب الإيرانية ( الأذربيجانيون، والفرس والأكراد والبلوش، والتركمان والبختياريون واللور) من أجل السلام والديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية.
ونعتبر الشعوب الإيرانية التي تتعرض للاضطهاد القومي ذاته الذي يعاني منه شعبنا الأهوازي، تشكل حليفا طبيعيا لنا، وبالتالي فإننا نقف مع هذه الشعوب وحركاتها النضالية في خندق واحد في مقارعة القمع والتمييز والاستبداد.
ونحن نؤكد ضرورة إيجاد علاقة عضوية بين النضال من أجل الديمقراطية والحرية في إيران، وبين النضال من أجل تحقيق المطالب والحقوق القومية للشعوب الإيرانية، ومنها حق تقرير المصير.
فنحن نؤمن إيمانا راسخا بالديمقراطية كوسيلة مثلى لتنظيم العلاقة بين أفراد المجتمع والسلطة، وفقا لمبدأ المساواة بين جميع المواطنين بصرف النظر عن انتماءاتهم الدينية والقومية والسياسية، وكذلك مبدأ المشاركة الحرة للمواطنين في صنع القرارات والتشريعات بما يصون حقوقهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية العامة. وكل ذلك انطلاقا من الاعتقاد بأن الشعب هو صاحب السيادة ومصدر الشرعية للسلطة.
ولكن بالمقابل يشن النظام الايراني دون انقطاع حملة دموية شعواء ضد أبناء الشعب العربي الأهوازي البطل بسبب مطالبته بحقوقه التي تقرها شرائع السماء قبل شرائع الأرض الوضعية ويمارس النظام سياسات محو الهوية العربية والتطهير العرقي وطمس المعالم العربية وأبسطها أصراره على التمسك بالأسماء الفارسية التي استبدلها النظام الشاهنشاهي الشوفيني في عام 1936 والتي أستخدمتها أنت ايضا في مقالك من قبيل خوزستان بدلا عن الأهواز وسوسنجرد بدلا عن الخفاجية و الهويزة بدلا عن الحويزة.
وبالرغم من الصورة الوردية التي حاولت أعطائها للقراء العرب نقول لك على سبيل المثال لا الحصر بأن السلطات الأيرانية قد هجرت نحو 250 الف من العرب من قراهم بعد مصادرة أكثر من 200 ألف هكتار من الاراضي الخصبة لتنفيذ مشروع ضخم باسم مشروع قصب السكر وفي مشروع آخر سيؤدي تنفيذه إلى محو المزيد من القرى والبلدات وتشريد مايزيد عن 400 ألف من سكانها العرب بهدف اقامة مشروع مشروع عسكري - صناعي - أمني يخطي مساحة تبلغ 3000 كيلومتر مربع بمحاذاة شط العرب الطريق المائي الذي يشكل الحدود مع العراق.
وتنفذ طهران خطة كبرى عبر "اعادة بناء التركيبة الأثنية" ليصبح العرب أقلية في اقليم الاهواز وتمنح قروض بلا فوائد لمن يهاجر من مناطق اخرى الى الاهواز وتبني مستوطنات جديدة هناك وثمة خطة تمت المصادقة عليها حيث سيتم بموجبها جلب نصف مليون من غير العرب الى الاقليم. في حين يعيش عشرات الآلاف من الاهوازيين العرب في بيوت الصفيح في ضواحي مدينة الاهواز العاصمة وتم نقل مجموعات اخرى قسرا الى مناطق اخرى في شمال ايران.
الأهواز تنتج 90% من النفط الأيراني وطهران تستولي على جميع الأيرادات. ورفض البرلمان الايراني هذا العام مشروع تقدم به نواب الاهواز في مجلس الشورى لتخصيص ميزانية اضافية من ايرادات النفط تبلغ 1،5 % تخصص للمشاريع العامة في الاقليم.
ويعد الاقليم ثالث أفقر إقليم في ايران. و يعاني 80% من الاطفال من سوء التغذية وان معدل البطالة بين العرب خمسة أضعاف معدل البطالة بين الفرس.
يمنع نشر الصحف والكتب باللغة العربية بهدف محو الهوية العربية وان التعليم في مدارس الاهواز يتم باللغة الفارسية فقط حيث تبلغ نسبة الرسوب في المرحلة الابتدائية الى 30% وفي المرحلة الثانوية الى 50% ويصل معدلات الامية بين العرب أربعة أضعاف مثيلاتها بين غير العرب.
و عندما يحتج أبناء الشعب العربي الأهوازي على هذه السياسات كما حصل في نيسان /أبريل 2005 يقوم النظام كما حدث في العام الماضي فقط باعتقال 25000 من الاهوازيين العرب وينفذ حكم الإعدام بحق 131 منهم ويخفي 150 آخرين. ويدفن الذين نفذ فيهم عقوبة الاعدام في مقابر تطلق عليها الحكومة اسم (لعنت آباد)أي أرض مستحقي اللعنة وهي عبارة عن مقابر سطحية بحيث تنبش الكلاب الارض وتنهش في أجساد المدفونين فيها.
هل تعلم يا سيد خسرو أنت و سائر مؤيدي النظام الايراني في العالم العربي بأن هذا النظام حكم مؤخرا على 18 من نشطاء الدفاع عن الحقوق العربية بالاعدام شنقا وذلك خلال محاكمات سرية أمام محاكم الثورة بتهمة التمرد حسب ما ذكرته وسائل الاعلام الأيرانية.ولكن معظم الاعترافات انتزعت من المتهمين تحت التعذيب ونفذت الأحكام في ثلاثة منهم بتاريخ 20/12/2006.
فقال الحقوقي الأيراني الفارسي عبد الكريم لا هيجي في مقابلة مع راديو فردا الأيرانية بخصوص هذه الأعدمات " بما ان النظام الايراني يحاول بث الرعب بين الأقليات القومية في ايران لذا نشاهد ارتفاع نسبة الأعدامات في منا طق مثل خوزستان( الأهواز) وكردستان وبلوشستان فردوود فعل الحكومة في هذه المناطق سريعة جدا.
فهل عبد الكريم لاهيجي الذي معروف بأنتمائه الوطني الايراني و عماد الدين باقي الفارسي الأصل ايضا متأثرين بالقومية العربية الزائفة كما يحلو لك تسميتها.
هل تعلم بأن منظمة العفو الدولي أكدت بان أثنين من الذين حكم عليهم بالاعدام أي عبدالرضا النواصري وناظم البريهي بتهمة التورط في زرع القنابل، قد كانا في السجن عند وقوع التفجيرات وان ثلاثة آخرين هم حمزة السواري وجعفر السواري وريسان السواري لم يكونوا متواجدين في أي منطقة قريبة من حقل الزرقان النفطي عند حدوث التفجيرات هناك.
ولكن نعيد وأن نكرر لك ولكافة العرب المؤيدين للنظام الأيراني بأن هذه الأعدامات قد تم التخطيط لها لغرض إخماد احتجاجات الشعب العربي الاهوازي.
ونود الـتأكيد هنا بأن الشعب العربي الاهوازي سيظل يقاوم سياست محو الهوية متمسكا بعروبته الانسانية وهذا لا يعني بان عرب الاقليم يحملون نظرة شوفينية او عنصرية تجاه الشعوب الاخرى ومن حق هذا الشعب أن يقرر مصيره بنفسه كسائر الشعوب في ايران والتي تعاني بدرجات مختلفة مما يعاني منه العرب في اقليم الاهواز.
اللجنة الاعلامية في حزب التضامن الديمقراطي الأهوازي