لماذا أثار كتاب كارتر ضجة في اسرائيل وأميركا؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
لماذا آثار كتاب جيمي كارتر ضجة في اسرائيل والولايات المتحدة؟
تجرأ جيمي كارتر ان يقول بوضوح وبصراحة نادرة ما لم يجرؤ ان يقوله القادة العرب بما فيهم الثوريون الوراثيون. سمّى جيمي كارتر الاشياء باسماءها الحقيقية بعيدا عن الديبلوماسية الزائفة والعبث بالكلمات الخجولة. أثبت أنه أكثر شجاعة من كولن باول وهنري كيسنجر وكوفي عنان وأقل نفاقا من بيل كلينتون وتوني بلير وأكثر صدقا من كونداليسا رايس ورئيسها جورج بوش.
العنوان الاستفزازي: فلسطين سلام وليس انفصال عنصري
لفترة طويلة نظر العالم على جيمي كارتر رئيس الولايات المتحدة الأسبق كسياسي متقاعد يشغل نفسه بمواضيع حقوق الانسان والديمقراطية مستغلا رصيده السياسي. ومنذ ان ترك البيت الأبيض عام 1981 ألّف 23 كتابا تغطي مواضيع عديدة مثل القيم الأخلاقية وحقوق الانسان وطفولته في مزرعة الفستق في ولاية جورجيا.
كتابه الأخير أثار زوبعة شديدة. عن
الغضب على كتاب كارتر ليس بسبب ما احتواه من تفاصيل عن ممارسات اسرائيل العنصرية بل لأن العنوان والغطاء احتوى كلمة ابارثايد والتي تعني عنصرية وانفصال وكانت مقرونة لسنوات طويلة مع نظام الأقلية البيضاء في جنوب افريقيا. والمثير أن هذه الضجة تحدث في أميركا التي اعتادت على التزام الصمت ازاء اسرائيل وتصرفات اسرائيل. لسنوات طويلة استطاعت اسرائيل من خلا ل اللوبيات القوية أن تقنع العالم انها ديمقراطية مسالمة تكافح الارهاب.
جاء جيمي كارتر بكتابه لينسف هذه الصورة الديمقراطية.
اعترف كارتر أنه عمدا وقصدا اختار العنوان الاستفزازي ليفتح باب النقاش والبحث والحوار عن موضوع كان يعتبر خطا أحمر في الولايات المتحدة. وقال في مقابلة مع مجلة نيوزويك مؤخرا انه يأمل ان الجدل الذي يثيره الكتاب قد يعيد احياء عملية السلام بين اسرائيل والفلسطينيين.
شدد كارتر في كتابه على موضوع الارض. كيف تسرق اسرائيل الارض وكيف تصادر الارض وتستولي عليها بالقوة. ومن يجرؤ ان يحتج او يعترض يتعرض للقمع واحيانا القتل أو يتم نسف منزله.
اسرائيل قامت بتشييد الجدار العنصري ليس لأسباب أمنية بل للاستيلاء على اراضي اضافية. كارتر يقول لو كان الهدف أمني فقط لماذا لم يتم تشييد الجدار على حدود 1967. هذا الجدار مع الحواجز ونقاط التفتيش خلق وضعا اسوأ بكثير مما عاناه الافريقيين في جنوب افريقيا. ويقول في كتابه لمن يشك في ذلك عليه أن يزور الاراضي المحتلة ليحصل على الاثبات وليقتنع وسوف يوافق مع ما أقول.
من أكبر المعارضين للكتاب هي منظمة ايباك AIPAC التي تعمل لتسويق السياسة الاسرائيلية في الكونغرس وليس منظمة تعمل من أجل السلام. كثير من اليهود أيدوا الكتاب ولكنهم امتنعوا عن الحديث بصوت عالي خوفا من اللوبيات القوية. يقول كارتر بصراحة تامة لا يستطيع اي نائب في الكونغرس أو عضو في مجلس الشيوخ أن ينتقد اسرائيل. اذا فعل ذلك سوف لا يتم انتخابه مرة أخرى.. الكونغرس عاجز عن أخذ موقف متوازن في الموضوع الاسرائيلي الفلسطيني. الادارة الأميركية عاجزة تماما عن اجبار اسرائيل للانسحاب لحدود 1967. لا يستطيع أحد في الادارة الأميركية ان يدافع عن حقوق الانسان الفلسطيني المنتهكة. اسرائيل تبقى خطا أحمر ولا يجرؤ أحد على انتقاد اسرائيل. لذا جاء كتاب جيمي كارتر ليفضح النفاق ويصف اسرائيل بالوصف الذي تستحقه.
زار كارتر الاضي المحتلة عدة مرات، ثلاثة منها ليشارك في الاشراف على الانتخابات ورأى بأم عينه الحواجز والجدار والمستوطنات وسؤ معاملة المواطنين من قبل الجنود وتوصل الى قناعة ان هذا الموضع يجب فضحه وكشفه للعالم.
باختصار تطرق الكتاب للفصل العنصري
والاذلال على حواجز التفتيش والعنف المتزايد ضد الفلسطينين والممارسات الاسرائيلية الغير انسانية التي تهدف لتهجير الفلسطينيين او استفزازهم لارتكاب العنف كي تنتقم وتقتل وتواصل الجرائم ضد هذا الشعب المسكين.
فضح الكتاب ازدواجية المعايير الأميركية تجاه انتهاك حقوق الانسان واحترام المواثيق الدولية
فضح الكتاب خوف الطبقة المفكرة والطبقة الثقافية وجبنها في التكلم بصوت مرتفع ضد الانتهاكات الاسرائيلية كما يحدث في اوروبا.
فضح الكتاب الافلاس الأخلاقي الذي تتمتع به المؤسسات واللوبيات التي تدعي انها تمثل اليهود الأميركيين. اللوبيات الصهيونية لا تخدم اسرائيل بل تخدم اليمين الاسرائيلي المتطرف.
اصدقاء جيمي كارتر انتقدوه لأنه كان لطيفا جدا مع اسرائيل ولقوله انه لا يتحدث عن اسرائيل كدولة ديمقراطية بل كدولة محتلة وممارستها في الأراضي المحتلة.
نهاد اسماعيل
لندن
nehad ismail، London، UK