أصداء

المليشيات الدينية تكرر نهج صدام!

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

مرة أخرى تنكشف بشاعات جرائم المليشيات العراقية وأقسام كبيرة من أجهزة الشرطة والأمن العراقية. البصرة اليوم في مفر فرق الموت [ الرسمي]، والسجن السري في بغداد بالأمس القريب زمن الجعفري إن قوى الإرهاب الكبرى وخصوصا فلول صدام المتحالفة مع القاعدة هي العدو الأخطر لمسيرة العراق وسلامة أهله، ولكن كيف نواجه بكفاءة وعزم هذه القوى الشريرة المحترفة للإجرام إذا أعطيت المليشيات الحزبية صلاحيات القتل والتعذيب باسم رد الفعل، وإذا ظلت عناصر هذه المليشيات وتنظيماتها تسيطر على قطاعات واسعة من القوات العراقية بدلا من تطهيرها لشن حملة جدية وقوية ضد أعوان صدام والقاعدةووزير داخليته العتيد.


إن ما كشفت عنه المداهمة العسكرية البريطانية في البصرة يدل على أن أساليب صدام راسخة في عقول وممارسات هذه التنظيمات والأجهزة المتسترة بالدين والمستغلة لمراكزها الحساسة في الدولة، والتي تمارس التعذيب الوحشي، والقتل الجماعي، والخطف، والاغتيال. إن نظام صدام مارس هذه الأساليب وأكثر في فترة عقود، وهؤلاء لم تمر أربع سنوات على تسلطهم حتى اقترفوا جرائم مروعة ويومية تنافي الإعلان الدولي لحقوق الإنسان ولكل القيم السماوية والقوانين الدولية، فكيف لو ظلوا في السلطة عشر سنوات أخرى؟؟!


منذ سقوط صدام ولحد اليوم يقترف مقتدى الصدر وعصاباته الإرهابية جرائمهم بلا حساب ولا عقاب، ويثيرون الفتن الدموية، وفي كل مرة تكاد قوات التحالف وبعض القوات العراقية ضرب هذا الوحش الإرهابي، تنبري القيادات السياسية الحاكمة والمراجع الدينية لمد جسر النجاة لما يدعى بجيش المهدي. فلنتذكر عدم مواصلة التعقيبات القانونية بعد اغتيال الخوئي وزميله، ثم فتنة النجف التي خرج منها مسلحو المهدي بكامل سلاحهم في هدنة هشة. وتذكروا تطويق القوات الأمريكية لعصابات المهدي في مدينة الثورة ببغداد قبل أسابيع ومسارعة السيد المالكي لطلب فك الحصار. واليوم يشعل جيش الإرهاب الشيعي فتنا أخرى في السماوة والرميثة ولكن المالكي يطلب وقف القتال في منتصف الطريق قبل أن تقضي القوات الحكومية على مواقد الفتن وتنزع سلاح عصاباتها.


قال لي أمس صديق:" لماذا يركز الأمريكان وفريق من الوطنيين العراقيين على نزع سلاح المليشيات بإصرار؟ وكيف يتم نزع سلاحها ما دامت بقية القوى المسلحة، عناصر صدام والقاعدة، تحتفظ بكامل أسلحتها وتمويلها وتفجر كل يوم عشرات من المواطنين؟؟؟" كان جوابي أن هذه القوى الأثيمة هي عدو معلن لمسيرة العراق ولا تخفي هدف إعادة النظام الساقط أو إقامة جمهورية طالبان عراقية، أما المليشيات فجزء من الأحزاب الدينية الحاكمة ويفترض بالدولة أن تطور القوى المسلحة وتدريبها وتعتمد أكثر على قوات التحالف بدل الظن بأن المليشيات هي حامية الأمن والمدن والأحياء. ليس هذا الصديق وحده في هذا الرأي، فقد سمعت أكثر من مثقف عراقي آخر أن أهالي مدينة الثورة يشعرون بأن جيش المهدي هو الذي يحميهم من القتلة والسفاحين الصداميين والتكفيريين، ولولاه لما ظلت مدينة الثورة قائمة. إن المعضلة هنا وكما مر هي: من المسؤول عن حفظ أمن وسلامة المواطنين: هل هي مليشيات منفلتة أم الحكومة وقواتها وبمساعدة التحالف؟ وأين إذن القانون وسيادته؟ بل كيف يمكن تركيز القوى والجهود كلها لتصفية الإرهاب الإجرامي لفلول صدام والإرهابيين المتسللين من سوريا لتدمير العراق وتقتيل العراقيين، إذا كانت المليشيات تظل تعبث، وتزيد التوتر، وتثير الفتن، وتمارس بدورها التطهير الطائفي، وتحل محل الدولة كحزب الله اللبناني، وتعطي بذلك ذرائع لأعداء العراق داخلا وخارجا؟


نعم، إن قوى الإرهاب الكبرى وخصوصا فلول صدام المتحالفة مع القاعدة هي العدو الأخطر لمسيرة العراق وسلامة أهله، ولكن كيف نواجه بكفاءة وعزم هذه القوى الشريرة المحترفة للإجرام إذا أعطيت المليشيات الحزبية صلاحيات القتل والتعذيب باسم رد الفعل، وإذا ظلت عناصر هذه المليشيات وتنظيماتها تسيطر على قطاعات واسعة من القوات العراقية بدلا من تطهيرها لشن حملة جدية وقوية ضد أعوان صدام والقاعدة. هل البنتاغون كان متحيزا عندما وصف وجود المليشيات بكونه الخطر الرئيسي في العراق، قاصدا أمن العراق وكذلك ازدياد هذا الخطر على قوات التحالف، التي راحت ضحاياها تتساقط تباعا على أيدي إرهابيي الصدر وصدام والتكفيريين؟ وإلى متى يظل المسؤولون العراقيون يعتّمون على الدور الإيراني القذر في العراق ورعاية نظام خامنئي للمليشيات، وبالأخص لجيش المهدي، الذي تستخدمه لتصفية حساباتها مع المجتمع الدولي، كما تستخدم مع حزب الله اللبناني، "حزب خدا" على حد تعبير كاتب عراقي؟؟


المسؤولون العراقيون يهرعون تباعا لواشنطن طالبين من الرئيس بوش إبقاء القوات الأمريكية واستمرار عونها العسكري والتدريب؛ فهل يستقيم هذا مع غض النظر عن عصابات المليشيات التي تشارك، مع الصداميين والقاعديين، في الهجمات على القوات الأمريكية ليزداد ضحاياها كل يوم، ومع مجاملة إيران المعادية للمجتمع الدولي وتزكيتها كل يوم؟


على السيد المالكي اتخاذ موقف صريح وحاسم: إما الإقدام فورا على حل المليشيات لتكريس القوى والقدرات لضرب قوى الإرهاب من عناصر صدام والمتسللين، وإما إعلان عجزه عن ذلك واختيار الاستقالة وترك المهمة لفريق حاكم آخر ولقوات التحالف!

مراد مصطفى

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف