أصداء

الفرق بين الشهيد الحزبي والشهيد الوطني

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

نسمع كل يوم في العالم العربي ترديد وصف الشهيد بشكل عشوائي على المجرمين والارهابيين وكذلك على الذين غررت بهم أحزابهم وساقتهم الى الموت ونتيجة لهذه المجانية والأوصاف الأعتباطية ضاعت الصورة الشهيد الوطني هو من يستشهد في سبيل أهداف وطنية عليا بعيدا عن المصالح الحزبية والطائفية والعرقية، وبعيدا عن تغرير الاحزاب وجموع الغوغاءالنبيلة لشهيد الوطن الحقيقي.


ولنأخذ العراق نموذجا وسنرى ان الاحزاب الشيوعية والقومية والاسلامية تدعي انها قدمت شهداء للوطن وهذا ليس صحيحا وخطأ ومزايدة، فضحايا هذه الاحزاب ذهبوا من اجل أحزابهم وليس من اجل العراق ويوجد فارق نوعي كبير بين الاثنين وأقصد بين الشهيد الحزبي والشهيد الوطني.


فعناصر الحزب الشيوعي الذين أعدمتهم السلطات المتعاقبة في العراق كانوا يناضلون من أجل الأستيلاء على السلطة وتطبيق الشيوعية في العراق وبالتالي فأن أهداف الحزب الشيوعي هي أهداف ليست وطنية تحوز على أجماع العراقيين وعليه فأن الشيوعيين الذين أعدموا لايعتبرون شهداء وطنيين من اجل العراق، ونفس الكلام ينطبق على الاحزاب الاسلامية فقد كانت تعارض نظام صدام من أجل الأستيلاء على السلطة وتطبيق نظام ولاية الفقيه المتخلف الظلامي ولم يكن لدى هذه الاحزاب الاسلامية أهداف وطنية تعبر عن مشاعر وأفكار وحلام عموم ابناء العراق لذا من الطبيعي النظر الى عناصر الاحزاب الاسلامية الذين أعدموا بأنهم قتلوا من اجل أهداف أحزابهم فقط وهم ليسوا شهداء العراق، وينطبق الحال على عناصر التيار القومي العربي البعث والناصري وغيرهم فهؤلاء قتلوا من اجل أهدافهم القومية العنصرية وليس من اجل العراق.


أما الأكراد فأن تصنيفهم واضح وفق مقاييس الأنتماء الوطني والاخلاص للعراق فهؤلاء كانوا مجرد بندقية للإيجار بيد ايران وغيرها لضرب وحدة وأستقرار العراق وقد نالوا عقابهم العادل على يد قطعات الجيش العراقي الباسل.


وبالنسبة لضحايا نظام صدام الاجرامي من النساء والاطفال والرجال الأبرياء الذين ليس لهم علاقة بأي نشاط سياسي فهؤلاء ضحايا بريئة مظلومة رحمة الله على أرواحهم، ولكن لاتنطبق عليهم شروط الشهيد.


الشهيد الوطني هو من يستشهد في سبيل أهداف وطنية عليا بعيدا عن المصالح الحزبية والطائفية والعرقية، وبعيدا عن تغرير الاحزاب وجموع الغوغاء.


فعلى سبيل المثال المترجم العراقي الذي يصاحب جيش التحرير الأمريكي ويسعى الى بناء وطنه والأستفادة من الامكانيات العلمية والاقتصادية والتكنلوجية للولايات المتحدة الامريكية وتوظيفها لخدمة العراق من خلال أقامة علاقة صداقة أستراتيجية بين أمريكا والعراق،هذا هو بحق الشهيد الوطني من اجل مصالحه بلده.


والعراقي من أفراد الجيش والشرطة الذي يتصدى لمجرمي القاعدة وايتام صدام من بقايا البعث وللتغلل الايراني والسوري هذا هو الشهيد الوطني النبيل.

خضير طاهر

kodhayer@netzero.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف