نومة وتمطيطه ولا فرح طيطه
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
"التمطيطة" أو "التمطيعة" هي حركة النائم في سريره فاردا ذراعيه بعد الاستيقاظ من النوم وقبل النهوض من فراشه.. أما "طيطه" فيقال أنه اسم لشخص من البسطاء كان يدعو لفرحه ويقال أنها تعني "زيطه" كيف يمكن للمواطن أن يحلم بأماني وتغيير وهو يرى إصرار النظام على الدخول في خصومات وخلافات مع جميع فئات الشعب من خلال نقاباته المهنية... كيف يمكن له أن يصدق وحملات التلفيق المستمر تتواصل بحق أعضاء هذه النقابات والاتهامات تتوالى عليهم لم توقر قاضيا ولا محامي ولم تحترم صحفيا ولا طبيبا و"الزيطه" بالعامية المصرية هي الصخب والضوضاء.. وصارت العبارة مثلا يتداوله الناس للتعبير عمن يفضل الراحة والهدوء بديلا عن حضور فرح أو مناسبة لا يناله منها سوى الهرج والمرج والضوضاء والصخب...
بالأمس شاهدنا احتفالية التوقيع بإرسال الرئيس مبارك رسالته الخاصة إلى مجلسي الشعب والشورى وكان قد سبقتها دعاية كبيرة وضجة عالية حول التعديلات الدستورية المزمع التقدم بها وأعقبتها ضوضاء عظيمة وصخب إعلامي في الفضائيات واستنفار للمحللين السياسيين واستضافة للخبراء الاستراتيجيين لشرح وتفسير ومناقشة وتحليل الرسالة..
وكالعادة يحاول المواطن فهم شيء مفيد والوصول إلى نتيجة محددة واضحة من خلال قراءة الرسالة فلا يجد... صخب و ضوضاء وآمال وتمنيات وتوقعات وفي النهاية...لا شيء.
ولو حاولنا سريعا وبإيجاز قراءة الرسالة... وظاهريا -قبل الدخول في التفاصيل- فمن حق المواطن أن يتساءل لماذا لم يلق الرئيس مبارك خطابا أو بيانا في مقر نواب الشعب الذين اختارهم الشعب؟؟ لماذا لم يذهب الرئيس إلى بيت التشريع ليتحدث؟؟ وما هذا الاحتفال بتوقيع الرسالة؟؟ ومنذ متى ورسائل الرئيس إلى مجلس الشعب يتم لها احتفالية توقيع؟؟!!!
وهل السبب يعود - كما يدور همسا -للحالة الصحية للرئيس مبارك.. أم هناك أسباب أخرى؟
قد يرى البعض أن هذه الجزئية هامشية ولا قيمة لها ولكن في الحقيقة لها دلالتها التي تؤكد إصرار مؤسسة الرئاسة على التقليل من دور مجلس الشعب ومن ثم التأكيد على أن ما يصله هو للموافقة عليه وليس للمناقشة حوله فالموافقة مضمونة والتأييد أكيد نظرا للأغلبية المطلقة التي بتمتع بها حزب الرئاسة..
وفي التفاصيل وبإيجاز.. يصعب على المواطن إن لم يكن يستحيل تصديق أن الرسالة تهدف فعلا إلى تعديلات دستورية حقيقية تضمن له حرية التعبير وحق الاختيار فكيف يمكن تصديق ذلك وحملات الأمن مستمرة على قوى المعارضة ليلا ونهارا بدعاوى كثيرة لم ولن تنتهي.... كيف يمكن له أن يصدق أن هناك رغبة حقيقية في التعديلات وأن هناك أملا مشرقا يمكن أن يولد من رسالة الرئيس والقمع متواصل وأحكام القضاء الاستثنائي والعسكري نافذة ومستمرة تمنع أي فرد ولو كان ممثلا لمواطنين في دائرته ونائبا مشرعا للبلد كلها.. تمنعه من التعبير بحرية عما يعتقده -هو وغيره- ولو كان غير حقيقيا... كيف يمكن للمواطن أن يصدق وجود الأمل وهو يرى أمامه الإصرار على وصم أكبر حركة سياسية شعبية تمارس نشاطها بتأييد الكثيرين..الإصرار على وصمها بأنها غير شرعية وغير دستورية..!!!
كيف يمكن للمواطن أن يحلم بأماني وتغيير وهو يرى إصرار النظام على الدخول في خصومات وخلافات مع جميع فئات الشعب من خلال نقاباته المهنية... كيف يمكن له أن يصدق وحملات التلفيق المستمر تتواصل بحق أعضاء هذه النقابات والاتهامات تتوالى عليهم لم توقر قاضيا ولا محامي ولم تحترم صحفيا ولا طبيبا..
كيف يمكن للمواطن أن يرى أمامه كل هذا وتطالبونه بتصديق ما جاء في رسالة الرئيس أليس من حق المواطن أن يهدأ ويرتاح ويبتعد عن الصخب والضوضاء ويتغنى بالمثل الشعبي.
د. محمد لطفـي
كاتب وطبيب مصري
mmlotfy56@hotmail.com