توماس فريدمان يعرينا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
شرقنا الأوسط فعلا عاريا!
إن هذا الرجل جدير بأن يقرأ له المرء كل ما يكتبه، اختلف معه أم اتفق لكنه دوما يقول شيئا مفيدا. في مقاله الأخير المنشور على موقع العربية نت بعنوان غريب [ سأغضبكم شرقكم الأوسط عاريا ] يعدد خمسة مع ذلك نحن الآن ندافع عن السياسة الأمريكية في نشر الديمقراطية مع معرفتنا بأن أوضاع المنطقة تاريخيا وتعقيداتها ستدخل الأمريكان في حالات من عدم المعرفة وبالتالي في ارتكاب الأخطاء. ولكن ألا ترى بأننا لسنا مستعدين لكي نكون دوما نهبا لا حتياجات انتخابية داخلية أحيانا تجعلنا نقف عاجزين عن فهم هذه السياسة ألأمريكية؟عشر خاصية نمتاز بها نحن الشرق أوسطيون. وأنا أقرأ هذا المقال تذكرت كارل ماركس بحسرة لأن هذا الرجل أكثر من ظلمه اتباعه! وجعلوا من أسمه وكأنه تهمة أو شتيمة تذكرته لأنه كان محتارا بين أن يمجد الاستعمار الغربي لأنه سوف يحضرنا وبين رفضه لهذا الاستعمار كونه عملا لا أنسانيا وأعتقد أن موقفه بقي هكذا حتى مات.
المهم هذا ليس موضوعنا مطلقا ولكن كل ما قاله صحيح في هذه المقالة نحن قبائل وطوائف وعشائر ومشاريع إرهاب متحرك هذه هي الحصيلة وعلى أمريكا أما أن تأخذ دور صدام في العراق أو بشار الأسد في لبنان ـ بمعنى قبضة حديدية من جهة وبيضة قبان بين هذه الطوائف والقبائل من جهة أخرى كي لاتنتصر قبيلة على أخرى أو طائفة على أخرى ـ أو ترحل بجيوشها عن المنطقة. هذا ما استطعت فهمه من المقال. بداية يبدو أن الرجل متأثر بما يشاهده من جهة ومن خلال زيارته الأخيرة لسورية من جهة أخرى. وأعتقد ان الرجل في هذا المقال إنما يخدم الجهات التي كانت وراء فشل الديمقراطية في العراق يخدم بالتأكيد في الكثير مما قاله لأنه صحيح والصحيح أيضا أنه كحال المثقفين العرب أو بعضا منهم بات لا يتكلم على المنطقة إلا بطريقة النواح. والابتعاد عن القراءة الدقيقة للتفاصيل والتاريخ القريب الذي نود أن،سأل الكاتب بضعة أسئلة ربما نجد لديه جوابا شافيا:
السؤال الأول : من أنتج الإسلام السياسي بوجهيه المعتدل والمتطرف ومن بنى له كل قواعد الدعم اللوجستي الذي لازال يعيش فيها ومنها حتى هذه اللحظة؟
السؤال الثاني : لماذا الولايات المتحدة لم تستفد من فرصة وجود عرفات وضغطت من أجل انسحاب شامل إسرائيلي من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967؟
السؤال الثالث : لماذا أمريكا عقدت صفقة مع القذافي؟
السؤال الرابع : لماذا حطمت كل أجهزة الدولة العراقية بعد دخولها بغداد وتركتها نهبا للعامة وللميلشيات الداخلة للغنيمة؟
السؤال الخامس : لماذا بقيت أمريكا حتى فترة قريبة تتعامل مع المنطقة بوصفها برميل نفط فقط؟
السؤال السادس : أن يكون أمن إسرائيل أولوية في السياسة الأمريكية فهذا مفهوم ولكن أن يكون الشعب الإسرائيلي يحق له فقط العيش في دولة رفاه تعتمد على اقتصاديات الغرب وليس من حق الفلسطينين الذين هم في النهاية ضحية للحل الغربي للمسألة اليهودية في أوروبا أن يكون لهم أدنى من دولة؟
السؤال السابع : لماذا الولايات المتحدة الأمريكية تركت لبنان للنظام السوري كل هذه السنوات؟
السؤال الأخير : لو طبقنا ما جاءت به مقالتك على أمريكا قبل قرنين من الزمن وعلى أوروبا قبل أربعة قرون ألا نجد نفس المقولات تقريبا؟
ومع ذلك نحن الآن ندافع عن السياسة الأمريكية في نشر الديمقراطية مع معرفتنا بأن أوضاع المنطقة تاريخيا وتعقيداتها ستدخل الأمريكان في حالات من عدم المعرفة وبالتالي في ارتكاب الأخطاء. ولكن ألا ترى بأننا لسنا مستعدين لكي نكون دوما نهبا لا حتياجات انتخابية داخلية أحيانا تجعلنا نقف عاجزين عن فهم هذه السياسة ألأمريكية؟
خصوصا عندما تخرج علينا لجنة بيكر هاملتون لتقول بضرورة الحوار مع إيران وسورية وعلى ما يبدو أنك تساندها وأنتم تعرفون أن من أهم اسباب عدم الاستقرار في هذه المنطقة والذي جعلك تكتب ماكتبت في هذه المقالة هو وجود السلطة الإيرانية والسورية؟
لهذا نحن في الشرق الأوسط عراة.. لأن الأمريكان وأنت واحد منهم لازلتم حيارى مثل ماركس بين مصالحكم الضيقة أحيانا وبين ما تطرحونه فعلا في وسائل الإعلام من أنكم حملة رسالة العالم الحر في الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان؟
غسان المفلح