أصداء

هل لبيكر وهاملتون أن يصلحا ما افسده بوش والصفويون 3

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

يرد في المادة الثالثة من توصيات السادة هاملتون وبيكر:(استكمالاً لهذه الحملة الدبلوماسية، ينبغي أن تدعم الولايات المتحدة والحكومة العراقية عقد مؤتمر أو اجتماع في بغداد لمنظمة المؤتمر الإسلامي أو الجامعة العربية، للمساعدة في تحقيق المصالحة الوطنيةواستعادة حضورها الدبلوماسي في العراق. ولا يمكن أن تنجح هذه الحملة، ما لم تتضمن مشاركة فاعلة للبلدان التي لها دور ضروري في منع سقوط العراق في الفوضي ).


ما لا نشك فيه أن هناك تيار قوي نافذ في الحكومة العراقية لا يريد وغير مستعد للتعاون مع الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي.

لا الشيعة ولا الكرد،( والإثنان نافذان ومؤثران في الحياة السياسية العراقية ) مستعدان للتعاون الجاد مع

هاتين المنظمتين، ولا يمكن أن نتوقع إمكانية أن يعقد إجتماع في بغداد وينال اي قدر من النجاح، مع

وجود كل هذه الفوضى وهذا الحجم الواسع من العنف الذي تقوم به الميليشيات الطائفية، مضافا طبعا للحضور الإيراني الكثيف في وزارات الدولة وبرلمانها.

أما الدول التي تتوهمون أنها مستعدة لحماية العراق من الوقوع في الفوضى ( وكأن العراق منضبط معافى

..! )، أما هذه الدول فلا وجود لها ابدا، لأن لا مصلحة لأي طرف في أن يستقر العراق الآن على اساس

هذه المعايير الجديدة المبتدعة (من قبلكم) في الحكم والتي هي ليست مستفزة حسب، بل وخطرة للغاية على الجميع.

كيف يأمن الأخوة الأتراك أو العرب لعراق آمن مستقر، يقوم إستقراره على تقاسم طائفي للسلطة والثروة؟
وفيه حضور أمريكي وأيراني واسع النطاق؟

حالة نشاز شاذة غير طبيعية البتة... كيف يقبلونها؟

حالة غير حضارية، إذ التقاسم على اساس طائفي عرقي، بين اطراف تكفّّر بعضها البعض وتختلف مع

بعضها البعض في إتجاه الولاء للخارج، فالأخوة الشيعة ( وبالذات قياداتهم الدينية والسياسية ) موالية

لإيران ( وتبصم ) لها بالعشرة، على الباطل قبل الحق، أما السنّة فعروبيون بطبيعتهم وفقههم وتقاليدهم

وإمتداداتهم القبلية، وأما الكرد فلا شأن لهم في العراق إلا ما يمكن أن يقتطعوه من اراضي الدولة

المركزية وثرواتها، وبالتالي فهم مع الفوضى وإستمرار الحال على ما هو عليه، وليس لهم شأن او

مصلحة في الجامعة العربية أو المؤتمر الإسلامي، ومن جهة أخرى فهم سلبيون تجاه الهمّ العراقي خارج حدود ( كردستانهم ).

في مواد عديدة أخرى يتحدث التقرير عن ضرورة جذب سوريا وإيران إلى التعاون مع العراقيين والأمريكان في سبيل تعزيز السلام في العراق، وهنا نتساءل وما هو الثمن لجذب السوريين والإيرانيين؟

السوريون يرتهنون الأمن العراقي وأمن لبنان والقضية الفلسطينية بالتعاون التام مع الإيرانيين.

السوريون يريدون إستعادة الجولان بلا تعب ولا عناء ولا خسارة، لأن إقتصادهم لا يحتمل اي خسارة

ولأنهم لا يملكون سلاحا يوازي السلاح الإسرائيلي منذ فقدوا الإتحاد السوفيتي والدعم العربي، وبالتالي

فمن يعيد لهم الجولان ويحفظ لهم نظامهم، مستعدون للتعاون معه ولو كلفهم ذلك خسارة الحليف الإيراني

أو تسليم رأس السيد نصر الله أو المجاهد الأكبر خالد مشعل قدس سرّهما...!

أما الإيرانيون فلهم اكثر من مصلحة كبيرة بذات الآن..!

اما إخراج الأمريكان من المنطقة اليوم قبل الغد أو النفاذ بجلد قنبلتهم النووية والحصول على حق المشاركة مع الأمريكان والإسرائيليين في حكم المنطقة..!

فما الذي يمكن أن يعطيه الأمريكان للسوريين والإيرانيين؟

ومن قال أن إسرائيل مستعدة لإرتهان امنها كله مقابل نجاة حكومة السيد المالكي التي هي إيرانية بجدارة،

يعني في الحالين ستخسر إسرائيل، وسيخسر العرب مقابل ربح إيراني كبير...!

اظن أن الأمريكيين مستعدون للتضحية برأس المرحوم الحريري وحق اسرته في معاقبة الجناة، وحق لبنان في أن يحفظ كرامة ترابه وسيادته الوطنية وحقوق رموزه الذين قتلوا ايام الوصاية السورية، مقابل ضبط الحدود العراقية السورية، لكن كيف بالحدود الإيرانية العراقية التي هي اكثر خطرا بكثير من تلك؟

ما العمل مع الإختراق الإيراني الشرس الموجود في صميم البيت والشارع والبرلمان والنقابة والوزارة العراقية؟؟؟

مثل هذا ليس له من علاج إلا بالعودة إلى الوطنية العراقية وإعادة بناء الجيش العراقي، وإعلان الأحكام

العرفية وتعطيل الدستور وضبط الشارع مجددا من خلال القبضة القوية.

بمثل هذا حسب يمكن أن تُُضبط الحدود وينتهي التدخل الإيراني كما والسوري ودون الحاجة إلى إشغال دول

العالم كلها وتقديم الرشى الكبيرة الظالمة لنظامين خطرين فاسدين، كالنظام الإيراني وشقيقه السوري.

لقد لعب الأمريكيون (وهم المحتلون ورعاة النظام الجديد والمسؤولون عن كل افعاله)، دورا خطيرا

في بذر بذرة الطائفية والعرقية، حتى لقد صاروا أحرص من بسطاء العراق على طائفيتهم وتمايزهم العرقي والطائفي.

تأتون اليوم وبعد أن توسّع الشق لتجمعوا جملة نسّاجين من دول وشعوب مختلفة ومتعارضة في مصالحها

الوطنية والإقليمية، لتشركوها في نسج الثوب الذي مزقتموه انتم؟
غريب والله هذا... ايما غرابة....!

وكبير هو الثمن الذي ترومون دفعه وتريدون من العرب والترك والعجم أن يشاركوكم في تحمل اعباءه..!

كامل السعدون

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف