أصداء

مذيعات في الجزيرة والعربية يلبسن السواد!!

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

من حق اي شخص او مواطن التعبير برايه او موقفه بصورة علنية وواضحة طالما كان هذا الراي والموقف لايمس معتقد او مشاعر الاخرين. لكن عندما يكون هذا الشخص لايمثل نفسه بل هو جزء من مؤسسة اعلامية او رسمية فان مثل هذا الموقف يجب ان يحسب له الف حساب، لان مثل هذه الحالة تتجاوز المواقف الشخصية الى المواقف والضوابط الاكبر المتعلقة بتلك المؤوسسة او الواجهة الاعلامية.

فجر اليوم وبعد أن تم الاعلان الرسمي عن تنفيذ قرار اعدام دكتاتور العراق السابق صدام حسين. لم يكن عصيآ في مثل هذه الحالة أن يلاحظ المراقب المواقف المعروفة والمتباينة لبعض الفضائيات العربية عن حالة اعدام صدام او حتى عن فكرة التغير التاريخي الذي جرى في العراق قبل ثلاث سنوات. لكن المفاجيء في الموضوع ان تتحول بعض مذيعات الفضائيات العربية الى طرف علني في مثل هذا الموقف الفاصل في التاريخ العراقي. وهذا الموقف اولآ يفقدهن الحيادية المتوقعة عن اي اعلامي مهني وغير منحاز. وثم مثل هذا الموقف يثير اكثر من تساؤل عند المواطن العراقي. هل اعدام صدام يستحق التضحية والمس بمشاعر ملايين العراقيين من ضحايا صدام نفسه.!! او حتى ضحايا مابعد صدام من دماء العراقيين المستباحة يوميآ من قبل فرق الارهاب والتي صبغت كل أرصفة شوارع بغداد بالدماء!! الايستحق ايضآ قتل اكثر من ثلاثين مواطن عراقي في الكوفة اليوم السبت بعملية أرهابية نوع من الحزن والتجهم الذي بدى على وجوه البعض!!

أن موقف مذيعات قناة الجزيرة وقناة العربية سيبقى الابرز في هذا الموضوع وذلك لان القناتين لهما من الجماهير والمتابعين اكثر من غيرهم. واذا كان موقف قناة "ابو عدس" كما يحلو لرئيس تحرير الشرق الاوسط طارق الحميد يطلق على قناة الجزيرة موقف هذا القناة واضحآ من التغير الذي جرى في العراق، وهو موقف متحيز الى الارهاب وتسويق الموت والتحريض. لذلك فعندما لبست مذيعة القناة " السيدة لينه زهر الدين " السواد وتجهم وجهها ووجه زميلها المذيع الاخر الذي رافقها في التغطية. ممكن وضعه ضمن حدود موقف الجزيرة نفسه. رغم هنا اشارة كبيرة من لينه زهر الدين لموقف شخصي اعتقد يستوجب عليها معه أن تراجع نفسها كثير آ وترى الامور بكلاتا عينيها الجميلتين وليس بعين واحدة تفتقد الجمال والحياد والتوازن المهني والانساني!!

اما قناة العربية المتميزة عن قناة الجزيرة بموقفها القريب الى الحياد. وبرئاسة الاعلامي والكاتب المبدع عبد الرحمن الراشد الذي يستحق بحق لقب " الاعلامي الواقعي " وهذا هو سر نجاحه وسر شعبيته عند القراء العرب والعراقيين على وجه الخصوص. لانه دائمآ بعيدأ عن السطحية والتحريض ولانه يعي الحاضر والماضي بفكر واقعي ويعرف جيدآ ويحترم الواقع على الارض وليس الاوهام والتحريضات على الاخر المحلي او الدولي. لذلك انعكست نظرته الواقعية الناجحة هذه على سياسية وادارة قناة العربية التي انحنت بنفسها عن " الخزعبلات " الاعلامية التي لاتسمن ولاتسد رمق عيش للمواطن العربي المغلوب على امره في اغلب بلداننا العربية.

لكن مع كل هذا يبقى موقف مذيعة ومقدمة برامج العربية الناجحة والمتميزة " السيده نجوى قاسم ". موقف لايحاكي خط القناة ولاحتى سيرتها الشخصية المهنية المحايدة بل والمنحازة أنسانيآ، كما كنت اعتقد سابقآ في كثير من المواقف التي تبنتها اثناء حواراتها الكثيرة من على شاشة قناة العربية. فلقد أطلقت مساء يوم الجمعة نجوى قاسم حسرة من كل قلبها كادت تطبق على مسامع المشاهدين وبصوت جدآ عالي وغريب!!

وهي تنقل لنا خبر احتمال اعدام صدام حسين الليلة. وفي ثاني يوم السبت اول ايام العيد طلت علينا وهي تلبس السواد وبوجه مجهم جدآ حزين وبنظرات حادة وعبارات لاتقل حدية في تناولها لحدث اعدام صدام حسين!! لبست السواد وتغيرت تعابير وتفاصيل وجهها الجميل الى العكس تمامآ و باصرار واضح منها يبدو على بث رسائل شخصية من عندها الى البعض الذي لااستطيع تخمين من يكون!! لكنها كانت ليس نجوى قاسم التي نعرفها ونحترم توجهاتها.

فاذا كان لابد من ابداء مواقف علنية، يحسبها البعض وطنية او أنسانية فاني اطالب السيدتين لينه ونجوى، بان تكون هذه الانسانية وهذه المشاعر مع الجميع من الذين تذوقوا شتى طرق العذابات و الموت على يد صدام، وعدم ممارسة الانتقائية والانتهازية في مثل هكذا مواقف. لان ذلك من شانه ان يمس مشاعر وكرامات ملايين الامهات الثكالى والزوجات الارامل والاطفال الايتام من ضحايا دكتاتور العراق السابق. اما اذا كان الاصرار يسبق موقفهن هذا، فها انا أساهم في تسهيل وصول رسالهن بذلك اللباس الاسود الى الطرف الاخر.لكن مع احتفاظي بحقي بتعريف موقفي هذا الذي يكون تحت مبدأ " ناقل الكفر ليس بكافر ".

محمد الوادي

al-wadi@hotmail.com

باحث وكاتب عراقي

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف