أصداء

طريق الجنة

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

ماتناقلته وسائل الاعلام عن ذبح مواطن كويتي من معتنقي الفكر التكفيري لابنته البالغة من العمر ثلاثة عشر عاما اعتقادا ً منه بانها ستذهب الى الجنة، وما ذكرته صحيفة " عرب نيوز " الصادرة في دبي من فقدان شاب عقله، وادخاله الى مستشفى للامراض العقلية نتيجة الضغوط التي تعرض لها من والديه المطلقين، اللذين اجبراه كل واحد منهما ان يتزوج واحدة من اسرته، ثم اضافا واحدة اخرى من كل منهما، ليصبح زوجاً لاربعة نساء في ستة شهور، وهذه ليست اخباراً عادية عن جرائم عادية ارتكبها جانحون ومجرمون، والتي من الممكن ان تحدث في اي مكان من العالم، بل هي جرائم اخلاقية ونتاج ثقافة منغلقة على فكر ظلامي امتد قرونا، وتوارثته اجيال عن اجيال سابقة، فوأد البنات عادة جاهلية استعملتها بعض القبائل العربية قبل الاسلام تحت مفهوم ثقافي هو " الخوف من العار " وجاء الاسلام وقضى على هذه الثقافة الوحشية، واحترم حياة الانسان ذكرا كان ام انثى، لكن ثقافة المجتمع الذكوري الذي يحتقر المرأة بل ولا يحترم حياتها يبدو انها بقيت مترسخة في ذهن فئات وجماعات ليست قليلة العدد، حتى ان بعضهم ومنهم التكفيريون " يعطيها ابعادا دينية تتمثل في تقديم قرابين الى الالهة من " العذارى " ستقودهم - الضحايا وذويهن القتلة - الى الجنة الموعودة كما كانت تفعل اجناس بشرية اخرى من غير العرب ومن غير المسلمين.
فالثقافة الشعبية العربية تنظر نظرة دونية للمرأة، بل ترى في موتها حظا للعائلة، ونظرة سريعة الى بعض الامثال الشعبية ستجد التأكيد على ذلك، ومن هذه الامثال " موت وليتك من حسن نيتك " و " همّ البنات للمات " وغيرها، والبعد الديني المشوّه الناتج عن فهم خاطيء للدين لم يقتصر على تقديم القرابين من العذارى فقط، بل تعداه الى الجرائم التي تندرج تحت مسمى " شرف العائلة " الذي تزهق من خلاله كل عام ارواح نساء كثيرات قتلا في عالمنا العربي، وتأتي قضية تعدد الزوجات من دون الالتزام بقواعد الدين لتعطي بعدا اخر يتمثل بالتعامل مع المرأة كسلعة، او كوعاء لتفريغ شهوات الرجل، وكلا القضيتين الاخيرتين تجد قوانين تحمي مرتكبي جرائمها في الدول العربية المعاصرة.
وثقافتنا الشعبية تعتبر المرأة " حرمة " وهي مستمدة من فعل " الحرام " اي حرام لمسها، وحرام الحديث معها، وحرام النظرة اليها، وحرام.... وحرام.... الخ من المحرمات، حتى ان احد " شيوخنا " اعتبر ان الزوجة تطلق من زوجها اذا ما نظر احد الزوجين الى عورة الاخر، وتناسى ان النبي محمد صلوات الله عليه كان يستحم وزوجته أيضا..

نسوق هذا وغيره لنرى مدى التخلف الذي نحن فيه، وكصرخة مدوية لاعادة النظر في بعض الجوانب المظلمة من ثقافتنا، ومن مناهجنا الدراسية فهمل من يسمع؟

جميل السلحوت

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف