أصداء

أسئلة مشروعة لقادة حماس

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

عندما اندلعت الانتفاضة في 8 / 12 / 1987 من غزة وامتدت للضفة الغربية، وبدأت تظهر شعارات جديدة لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، وقد عمد بعض مسئولو المنظمات الفلسطينية إلى تبني الثورة ومحاولة الضغط عليها وتهدئتها، غير أن حركة حماس برهنت عمليا على حجم قوتها بأن عمدت إلى تهدئتها مؤقتاً في ذكرى انطلاقة فتح يوم 1/ 1 / 1988، وبالفعل هدأت الانتفاضة لمدة يومين ليثبت الإسلاميون أنهم وقودها وقادتها وليست منظمة التحرير التي تدعي ذلك ثم عادوا إلى إشعالها من جديد، والدليل على ان الإسلاميين وراء الانتفاضة أنه عندما حانت ذكرى معركة الكرامة برهنت حماس على سيطرتها على الانتفاضة خاصة في غزة معقل الحركة حينما شلت الحياة في الأراضي المحتلة استجابة للنداء الذي وجهته الحركة بالإضراب العام بعيدا عن القيادة الموحدة للانتفاضة من أنصار منظمة التحرير الفلسطينية " التليغراف اللندنية.
في العام 1988 استجابت أميركا وإسرائيل للتفاوض مع منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات كرد فعل على الانتفاضة التي هددت كلاً من مصالح الثلاثي غير المرح السابق، فكان لابد من الالتفاف عليها وتحطيمها معنويا ونفسيا ووأدها قبل ان تستفحل وتضر بمصالح الاخوة البعدا المعنيين بالامر، ويومها استجاب عرفات، وبصم بالعشرة على شروط أميركا وإسرائيل بالاعتراف بإسرائيل "المدللة" ونبذ الارهاب لانه فقد فعليا السيطرة على أرض العمليات.
بالطبع أدرك أبناء الانتفاضة وحماس تحديدا سموم المؤامرة فعارضوا اعلان الدولة الفلسطينية والاعتراف باسرائيل واللهاث خلف سلام هزيل،على اعتبار ان تلك الشروط ستعمل من اجل القضاء المبرم على " الفكرة المقدسة للكفاح المسلح والجهاد فى سبيل التحرير".
ولمن لا يعرف حماس : نقول ان حماس حركة اسلامية شعبية من أهم اهدافها "تحرير كل الاراضي الفلسطينية"، تأسست قبل الانتفاضة بفترة قصيرة، وهى اول حركة فاعلة على الساحة الفلسطينية، وتعتبر نفسها امتداد للحركات الاسلامية التي آمنت بالبندقية فى يد والمصحف في يد، كما أنها ترمي إلى اضعاف إسرائيل عسكريا واقتصاديا وسياسيا باستخدام كل الوسائل المتاحة والجهاد على رأسها.
لم تعبأ يوما بالإرهاب الفكري الذي تمارسسه المؤسسات الصهيونية ضد معارضيها تحت شعار "عداء السامية"، وهى تفرق بين اليهودي الصهيوني واليهودي غير الصهيوني، وتستخدم سلاحها بمعزل عن فعاليات الانتفاضة ونشاطاتها، وذلك من خلال عمليات نوعية مميزة وبخط مواز لخط الانتفاضة دون ان يتقاطع معه، وذلك لان الانتفاضة بفاعليتها الشعبية يجب الا تلجأ لاستخدام السلاح لانها بذلك تعطى الفرصة للعدو بسحقها وايقاع خسائر كبيرة بين ابناء الشعب".

تساؤلات مشروعة
تلك باختصار الخطوط العريضة لمنهج حماس ولنا الحق الآن أن نطرح تساؤلات مشروعة مع إدراكنا بأن المهمة الملقاة على اكتاف حماس ثقيلة، ونحن ابناء الشعب الفلسطيني نضع أيدينا فوق قلوبنا :
هل سترضى حماس بفكرة تحييد حركة فتح وجعلها مجرد حركة معارضة ؟
وهل ستظل ترفض تولي الوزارات الرئيسية مثل الداخلية والخارجية ورئاسة الوزارة ؟
هل ستستطيع حماس ان تصل الى اهدافها بطرق سلمية ؟
هل ستترك للعالم الحكم عليها من خلال نبذها للعنف ومساهمتها الفعلية في العملية السلمية ؟
هل سيكون عليها الالتزام بخارطة الطريق وكل الاتفاقيات التي سبقت وصولها لكرسي السلطة ؟
هل ستتجاوز ازمة التفاوض مع اسرائيل ؟
لم يكن لحماس في السابق مواقف واضحة ولكن اليوم عليها ان تتخذ مواقف واضحة وسريعة وخاصة ان الشعب الفلسطيني قد وضع كل ثقته في كوادرها بعد يأس لا شفاء منه من سوء الاوضاع وفساد غالبية رجال السلطة ؟
وأخيراً نقول لحماس: إن فوزك في الانتخابات له معان كثيرة فقد كنت مصدر امل وثقة وصدق لابنائك الذين عانوا الكثير ومازالوا يعانون واتمنى ألا يخيب رجاؤهم ونحن معك في انتظار التغيير المأمول.

ثريا نافع

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف